مبادىء وقيم الدا الحسين مرجعية للأجيال تواصل، أمس، توافد المواطنين والوجود السياسية والجمعوية، على المقر الوطني لحزب جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس»، لتقديم التعازي في فقدان المجاهد الرمز حسين آيت أحمد، وشددوا على ضرورة تلقين الأجيال الحالية والقادمة خصال ومبادئ الفقيد، وتضحياته من أجل استقلال الجزائر. استقبل مقر «الأفافاس»، بحيدرة بالجزائر العاصمة، لليوم الرابع على التوالي، العديد من المواطنين والوجوه المعروفة لدى الرأي العام، الذين قدموا تعازيهم في وفاة رمز الثورة التحريرية والزعيم التاريخي للحزب، ودونوا شهاداتهم وأرائهم حول سيرة الرجل والمبادئ الثابتة التي دافع عنها طيلة مشوار نضالي ناهز 72 سنة. وكان المجاهد علي هارون، والوزيران السابقان، كريم جودي ومصطفى بن بادة، ممن سجلوا حضورهم أمس، لتقديم التعازي، إلى جانب مجاهدين ومناضلين ومواطنين عبروا عن حزنهم العميق لرحيل من وصفوه بأحد “عباقرة الثورة الجزائرية”. وبالنسبة ل علي هارون، فإن مسار آيت أحمد، لا يتوقف على ما قدمه للكفاح التحريري ضد الاستعمار الفرنسي، “ويجب على الجيل الحالي أن يسير على خطاه لبناء الجزائر التي ناضل من أجلها رفقة الشهداء والمجاهدين الآخرين”. وأفاد بأن “المجاهد الرمز أحمد ينتمي إلى مجموعة ال9 الذين خططوا للثروة، وأول من تكلم عن القضية الجزائرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإذا تحدث عنها الرئيس كنيدي فيما بعد بفضل آيت أحمد وامحمد يزيد”. مؤكدا أن دوره تاريخي ولابد أن يكون قدوة للأجيال الحالية. من جانبه أكد حمداش عبد القادر، سيناتور سابق عن «الأفافاس»، أن الفقيد، كرس أزيد من 6 عقود من عمره للنضال من أجل الجزائر، مفيدا أن مساره الثوري، امتاز بالتخطيط والتنفيذ على الصعيد العسكري، ورفع صوت القضية الجزائرية في المحافل الدولية، من خلال مكتب جبهة التحرير الوطني في القاهرة، ومكتب واشنطن الذي افتتحه، كما دعا من السجن إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة. وأفاد واحد من مجاهدي الثورة، اشتغل تحت إمرة آيت أحمد، أنه “وضع طول حياته، الجزائر بين عينيه”، وعادت الذاكرة بالمتحدث، إلى قرار المجاهد الرمز، بطرد وفد صحافي أجنبي، أراد بلوغ تيزي وزو، لتغطية أحداث سنة 1964، “وقال لنا أبلغوهم أن القضية جزائرية محضة وتخص الجزائريين وحدهم ولا مكان للأجانب فيها”. وصرح أحد المواطنين، بالقول “وفاة آيت أحمد خسارة كبرى للشعب وللأمة الجزائرية، ويكفي أنه كان قائدا للمنظمة السرية، وعمره 18 سنة، وهذا يؤكد أن الجزائر مات من أجلها الرجال”، واعتبر آخر أن “مبادئه التي ناضل من أجلها ستبقى ملهمة لجميع الأجيال”. فيما أكد ممثل «الأفافاس» أن حسين آيت أحمد عاش زعيما ومات زعيما وسيظل ابن الشعب الجزائري. الأفافاس: سنبلغ المواطنين بكافة ترتيبات استقبال الجثمان والدفن عبرت الأمانة الوطنية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، عن “تأثرها العميق من شدة التعاطف الشعبي المعُبّر عنه إثر الإعلان عن وفاة حسين أيت أحمد”، وقالت أن الحزب “ما يزال يتلقى عبارات التعازي والاحترام من طرف المواطنات والمواطنين والفعاليات الاجتماعية و السياسية على مستوى المقر الوطني للحزب وعبر مكاتبه المتواجدة في جميع أرجاء الوطن”. وكشفت قيادة الحزب “أنها تعمل بالتشاور مع عائلة الفقيد وستبلغ المواطنات والمواطنين، بالتفاصيل المتعلقة بتنظيم ظروف استقبال جثمان الفقيد يوم الخميس 31 ديسمبر وعن مجريات مراسيم الدفن في 01 جانفي 2016”. وأكدت أن كل التدابير ذات الطابع التقني لضمان الأمن على الطريق العمومي، ستُتخذ بالتنسيق مع السلطات المعنية.. ودعت مناضليها والمتعاطفين معها التحلي باليقظة في كل لحظة، في أقوالهم وأفعالهم، من أجل أن يعكس هذا الظرف التاريخي، قيم الكرامة الديمقراطية والعظمة الوطنية لهذا البطل الذي فقدته الجزائر. سعيداني: الفقيد من الأبطال الأسطوريين للثورة عبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، “خالص التعازي لعائلة الفقيد حسين آيت أحمد، باسمه الخاص واسم المكتب السياسي واللجنة المركزية ومناضلي ومناضلات الأفلان”. وقال في بيان له، أن الجزائر “فقدت شخصا عزيزا هيأ حبه للوطن وخصاله الإنسانية لخدمة البلاد كما لم يقم بذلك سوى الأبطال الأسطوريون لثورتنا العظيمة”. وأفاد بأنه “دافع عن المبادئ النبيلة التي واجهته طيلة حياته، وأن نضاله المبكر ضد الاستعمار والأفكار الوطنية التي سكنته ودوره التاريخي خلال الثورة وبعد الاستقلال أنضج أفكاره السياسية ومنحها القوة والمصداقية والمشروعية”. ونادى باستمرار “مسيرته في الشرف والمثالية وما يجسد اليوم كرمز للضمير الجمعي الوطني في إلهام الأجيال الحالية والمستقبلية من المناضلين والسياسيين مهما كانت حساسياتهم الحزبية”.