أقدمت عائلات من حي المحتشدات العسكرية «لاصاص» بسيدي سالم، على الاحتجاج أمام المدخل الرئيسي لولاية عنابة، معبّرين عن غضبهم لعدم الاستفادة من الترحيل إلى سكنات اجتماعية وهي سكنات استفادت منها مؤخرا أكثر من 1050 عائلة، خلال أكبر عملية ترحيل شهدها حي «لاصاص»، في إطار القضاء على البنايات القصديرية. شهد مقر ولاية عنابة، أمس الأول، انتشارا مكثفا لعناصر الأمن الوطني، تحسبا لأي انزلاقات من قبل العائلات التي نظمت وقفة احتجاجية، منتقدة «إقصاءها» من عملية الترحيل، مؤكدين على مواصلة احتجاجهم إلى غاية التكفل بانشغالاتهم، حيث طالبوا السلطات المحلية التحقق من قائمة المستفيدين من السكنات، على أساس أن هناك من العائلات من تمتلك سكنا، على حد تعبيرهم. وأكد المحتجون، الذين رفعوا شعارات تطالب بترحيلهم، أنهم أودعوا ملفات الاستفادة من السكن الاجتماعي، غير أنهم تفاجأوا بإقصائهم من قائمة المرحلين مؤخرا إلى حيي «بوخضرة» و»بوزعرورة» ببلدية البوني، مشيرين إلى أنهم تقدموا بطعون للسلطات المعنية ويتخوفون اليوم من أن تطول عملية الترحيل لسنوات أخرى، واستمرار أزمة افتراش سكنات قصديرية هشة تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، والعيش وسط الجرذان والحشرات السامة. من جهتها قامت مصالح الأمن بتفريق العائلات ومنعهم من الوصول إلى الباب الرئيسي للولاية، التي أكد مسؤولوها أنهم غير معنيين بملف الترحيل، ليحول المحتجون وجهتهم نحو بلدية عنابة، عازمين على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تلبية مطلبهم في الحصول على سكن يضمن لهم عيشة الكرامة. بالمقابل، جددت 35 عائلة تقطن في بيوت هشة بحي «شنطاطة» ببوزراد حسين، احتجاجها أمام مقر مديرية ديوان الترقية والتسيير العقاري بالصفصاف، منتقدة الوضعية المزرية التي يعيشونها، «داخل أكواخ هشة مهددة بالانهيار، لاسيما مع حلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار بغزارة، حيث ينتظرون حلول مأساة بهم في أية لحظة»، كما قالوا. واستاء السكان من وعود السلطات المحلية في كل مرة بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، لكن دون تجسيد ذلك على أرض الواقع، حيث أكدت إحدى العائلات أنها سئمت من الوعود. وقالت العائلة، إن عنابة تشهد عمليات ترحيل متواصلة، لكن سكان «شنطاطة» وجدوا أنفسهم طي النسيان في الحي القصديري والبيوت الهشة التي تهدد حياتهم وحياة أطفالهم.. وقد طالب المحتجون من مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، النظر في وضعيتهم التي وصفوها بالمزرية، والتدخل لإنقاذهم من المعاناة التي يعيشونها داخل هذه الأكواخ التي تغيب عنها أدنى شروط الحياة، قبل تفاقم الوضع وحدوث ما لا يحمد عقباه.