في مدينة الله والأنبياء والناس العاديين، تسكن كل المتناقضات، وتشتعل الحروب على التاريخ والمكان والرموز، في مدينة أغلقها »الاسرائيليون« في وجه أصحابها، ورفعوا الأسوار الأسمنتية العالية حولها، ليسرقوا بيوتها ونوافذها وأبوابها، وتاريخها، وليبحثوا تحت سابع أرض عن شيء يدعونه ولا يجدوه. أسوار المدينة القديمة، مساجدها كنائسها . وبيوتها، شرقية تشبه سكانها الشرعيين، تشبههم ويشبهونها، بما يذكر بالسؤال الأول: ترى من بنى هذه المدينة؟ هم أنفسهم من بنوا بيوتها التاريخية، وأقواسها التي تشبه فيه السماء، الواقفة في وجه الزمن حتى الآن، يصادرها »الاسرائيلي« يسكنها، وينظر من نوافذها، ليعتقد أنه هو، هو صاحبها، فيضطر كل صباح الى إطلاق النار على صاحب البيت الأصلي، ليبدد بصور نيرانه، سكون الفجر الذي يذكره في كل لحظة، أنت لست هو. العابرون يا قدس يتشابهون، يعتقدون أنه بالقوة يمكن امتلاك الزمان والمكان، ولا يدركون، أنه لايبقى في يدك ما ليس لك، عابر مؤقت حزنك يا قدس، فأنت التي تعرفين، كم مر العابرون. وأنت التي جربت أوابد الزمن الطويل، تذكرين وجه كنعان الذي بناك، ووجه عمر الفاروق الذي أطل على سحرك من جبل المكبر فاتحا، وصلاح الدين الذي أنحنى له أعدائك وأنصرفوا، بقي يوم سيرفعك أبناؤك فيه على رؤوس أصابع أيدهم الدامية، حتى تصلي السماء، يا أبنة السماء، ويختفي العابرون مرة أخرى حواجزهم وبنادقهم، وحتى ظلهم، لتعود قوافل الحجاج والزائرين من كل مكان، لترينهم، ويروك . القدس، رغم الأسوار والحصار ستكون عاصمة للثقافة العربية شاء من شاء وأبى من أبى