بكلام بسيط ينمّ عن قدرة اتصالية استمدها من مهنة صحفية مارسها في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، أعطى الدكتور عاشق يوسف شوقي صورة دقيقة عن وضعية الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لغير الإجراء «كاسنوس» والدور الذي يبذله في سبيل إقناع الحرفيين، الصناعيين وأصحاب المهن الحرة المترددين في تسوية وضعيتهم والاندماج في نظام التغطية الاجتماعية التي تعد أكثر من ضرورة، سواء في العلاج أو التقاعد المريح، في محيط يحمل كل الأخطار والطوارئ. جال الدكتور من خلال منتدى «الشعب»، الذي فتح نقاشا حول التأمينات الاجتماعية لغير الإجراء، بمختلف المراحل التي قطعها الصندوق والمكاسب المحققة في سبيل التكفل بمختلف فئات الحرفيين وأصحاب المهن الخاصة والكثير منهم ينشطون في القطاع الموازي، مبرزا التدابير المتخذة من أجل جلبهم إلى حظيرة التأمينات التي تفيدهم في حياتهم ومماتهم، على اعتبار أن مزايا التغطية الاجتماعية تذهب إلى أقربائهم وذوي الحقوق. كشف الدكتور عن الإجراءات المتخذة في سبيل تسهيل عملية الانخراط في «كاسنوس» وتسوية وضعية الناشطين غير الأجراء، بدفع اشتراكاتهم ومخلفات الضرائب وفق رزنامة تحدد بدقة وضمن اتفاق شراكة «رابح - رابح» تطبيقا لروح قانون المالية التكميلي 2015. وهو قانون حدد مهلة تنتهي في 31 مارس لتسوية الوضعية وبعدها ستكون إجراءات جزائية واعذارات للمتقاعسين. اتخذت كل التدابير من أجل التفتح على المحيط الموزاي والمهن الحرة، في ظل السياسة الحمائية والتضامن الذي ترى السلطات العمومية في «كاسنوس» حلقتها المركزية والمفصلية. إعادة هيكلة تمت. لقاءات تحسيسية نظمت، لعب خلالها الإعلام دورا رياديا في إيصال رسالة التعبئة والتوعية بأهمية دفع الاشتراكات والتراكمات الجبائية جراء التأخر في تسوية وضعية بالرغم من التحفيزات الممنوحة. ويظهر من خلال شروح الدكتور عاشق يوسف، الذي تولى مهمة إدارة «كاسنوس» منذ 16 أشهر، أن الكثير من الذين لم يترددوا على مكاتب الصندوق ووكالاته ومديرياته يجهلون الإجراءات التحفيزية الواردة في قانون المالية التكميلي. بدليل أن حملات التعبئة واللقاءات الجوارية والاتفاقات الموقعة مع أكثر من شريحة، قد أعطت نتائج مرجوة ومازال «الخير قدام». بحسب الإحصاءات، فقد توسّعت عملية الاشتراكات بفضل قانون المالية والمرسوم الجديد الذي نظم مسئولو «كاسنوس» أياما دراسية ولقاءات تحسيسية بشأن تدابيره، مسجلة 58 من المائة في جانفي 2016 وزادت العملية في أريحية الصندوق ماليا وصار يحوز 750 ألف منخرط يقدمون اشتراكاتهم مباشرة بصورة منتظمة. ودخلت «كاسنوس» 23 مليار دينار. 300 ألف مؤمَّن اجتماعي قدموا اشتراكاتهم عبر الشبابيك مما يترجم الثقة الممنوحة ل «كاسنوس» من قبل حرفيين، مهنيين وفلاحين أداروا ظهرهم له غير مدركين بأهمية التغطية الاجتماعية التي توفر لهم حماية لا تقدر بثمن. على هذا الدرب يواصل «كاسنوس» مهامه في مد جسور تواصل واتصال مع فئات مهنية واجتماعية، جاعلا من الإعلام شريكة الأساسي في معركة استعادة الثقة وتبيين للآخر أن الانتساب إلى الصندوق اليوم هو ضمان الغد. تدخل هذه الإجراءات في الحركية الوطنية والاتجاهات باندماج من ينشطون في القطاع الموازي في الأطر النظامية وجعلهم بناة الاقتصاد وصانعي الثروة الدائمة وليس الريع النفطي الزائل.