تأسف المجاهد مصطفى البليدي خلال الندوة التاريخية التي احتضنها المركز الثقافي الإسلامي ببومرداس نهاية الأسبوع حول مسيرة الشهيد رابح مقراني المدعو “سي لخضر”، من غياب الشباب وعزوفهم عن الاهتمام بالتاريخ الوطني، حيث حمل الأسرة الثورية جزءا كبيرا من المسؤولية معبرا بالقول “لقد نسي أبناؤنا الثورة التحريرية لأننا لم نقدم لهم التاريخ كما يجب”.. حاول كل من المجاهد مصطفى البليدي، مصطفى تونسي ومحمد ديرة خلال الندوة التي بادرت بها مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية، اقتفاء أثر الشهيد الرمز المشهور باسم “سي لخضر” في الذكرى الثامنة والخمسين لاستشهاده، وذلك بعرض المسيرة النضالية الحافلة للبطل منذ التحاقه بالثورة التحريرية سنة 1954 إلى غاية استشهاده في ميدان الشرف بمعركة بلقرون بتاريخ 5 مارس 1958، وكذا دوره البارز بمنطقة الولاية الرابعة حيث خاض العديد من المعارك الحاسمة على غرار معركة واد الآخرة، اشتباكات ماجينو التي تسمى بالكاف بين تابلاط والعزيزية بعد العودة من الولاية السادسة بالإضافة إلى معركة جراح وبني مسعود بالاخضرية. من جهتهم تطرق رفقاء الشهيد أيضا إلى أهم المسؤوليات العسكرية التي تقلدها سي لخضر منذ التحاقه بالثورة والمناصب التي أوكلت إليه بداية من تعيينه مسؤولا عن فصيلة في إطار مرحلة إنتشار الثورة إلى غاية تعيينه على رأس المنطقة الأولى بعد استشهاد سي عبد الرحمان لعلى، ثم مسؤولا عسكريا بقيادة الولاية التاريخية الرابعة تحت قيادة الشهيد سي أمحمد بوقرة. وقدمت شهادات أخرى على عظمة هذا القائد العسكري المحنك الذي أعطى دروسا قاسية للمستعمر الفرنسي رغم صغر سنه، مع دعوة الشباب في الأخير وكل المهتمين بالتاريخ إلى التمسك بقيم ومبادئ ثورة التحرير وإعادة ربط جيل الاستقلال بجيل الثورة الذين سطروا صفحات ناصعة من البطولة والتضحية في سبيل استقلال الجزائر.