توحي كل المؤشرات إلى رغبة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في اللجوء إلى المدرسة اللاتينية، لجلب مدرب جديد للمنتخب بعد رحيل الفرنسي كريستيان غوركوف حيث بدأت تتردد بعض الأسماء لخلافة هذا الأخير. وضعت «الفاف» ميزانية كبيرة من أجل التعاقد مع مدرب جديد يمنح المنتخب الوطني بعدا آخر ويكسر التقليد الذي كان متبعا من قبل من خلال اللجوء إلى المدرسة الفرنسية. وتداول على رأس المنتخب مدربين من بلجيكا وفرنسا في وقت سابق حيث لم يحققوا أي نتائج جيدة ما عدا التجربة الناجحة للفرانكو – بوسني وحيد هاليلوزيتش الذي أكد الخيار الناجح «للفاف» في التعاقد معه بعد أن ساهم في تطوير النهج التكتيكي لزملاء محرز رغم أن مغادرته للعارضة الفنية بتلك الطريقة صنعت الحدث. وأكدت المدرسة اللاتينية نجاحها في عالم التدريب بعد النجاح الكبير الذي حققه مدربون من أمريكا اللاتينية في أوروبا إضافة إلى مدربين من ايطاليا واسبانيا وحتى البرتغال وهو ما شجع الاتحادية على التفكير في التعاقد مع مدرب من المدرسة اللاتينية. عامل اللغة أصبح من الماضي وكانت الاتحادية تضع في الحسبان خلال خياراتها السابقة عامل اللغة عند اختيار مدرب للمنتخب وكان إتقانه للغة الفرنسية عاملا أساسيا في تواجده ضمن قائمة المرشحين للإشراف على «الخضر». ويبدو أن عامل اللغة أصبح من الماضي الآن لعوامل عديدة أهمها أن هناك عدة لاعبين في المنتخب يتقنون الاسبانية والبرتغالية والايطالية والانجليزية بسبب لعبهم في هذه البطولات وهم ما سيسهل من مهمة التواصل. كما ان توفر المترجمين يساهم هو الآخر في نجاح عمل المدرب ويسهل من مهمته في التواصل مع اللاعبين بدليل نجاح المدرب الأرجنتيني كوبر مع المنتخب المصري رغم انه لا يتقن الانجليزية ويتواصل مع اللاعبين بواسطة مترجم. السيولة المالية متوفرة كما ساهمت البحبوحة المالية المتواجدة فيها الاتحادية من تفكير المسؤولين عنها في جلب مدرب من المدرسة اللاتينية رغم علمهم أن هذه الفئة من المدربين تتقاضى أجورا مرتفعة مقارنة بفئة أخرى. وساهم نجاح عدة مدربين من المدرسة اللاتينية في أوروبا من القيمة السوقية لهم وجعلهم يتفاوضون من موقع قوة عندما يتعلق الأمر بخوض تجربة على مستوى احد الأندية أو المنتخبات. وقامت الاتحادية برصد ميزانية ضخمة من اجل التعاقد مع مدرب من هذه الفئة والذي قد يتقاضى أجرا يناهز ال100 ألف أورو أو أكثر وهو مبلغ يمثل ضعف ما كان يتقاضاه الفرنسي غوركوف. أسماء عديدة متداولة يتداول المحيط المقرب من رئيس «الفاف» عدة أسماء قام هذا الأخير بالتفاوض مع وكلاء أعمالهم من اجل خلافة غوركوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب حيث سيتم الكشف عنه بعد مواجهة السيشل المقررة بداية شهر جوان. ولم تتضح بعد هوية المدرب الجديد رغم أن بعض الأصداء أكدت تواجد مدرب مانشستر سيتي مانويل بيليغريني على رأس أولويات «الفاف» لكن بعد معرفة أجره الذي يناهز 450 ألف يورو شهريا نقتنع باستحالة التعاقد معه نظرا للفارق الكبير بين الأجر الذي وضعته الاتحادية للمدرب الجديد والذي يناهز 100 ألف مع أجر المدرب الشيلي. ويتداول أيضا اسم المدرب البرتغالي كارلوس كيروش المتواجد على رأس العارضة الفنية للمنتخب الإيراني الذي تبدو أجرته الشهرية في متناول «الفاف» حيث يتقاضى 100 ألف يورو لكن الأمور لحد الآن مازالت غامضة بما انه مستمر في تدريب منتخب إيران. اسم المدرب ليس مقياسا في الحكم عليه والأكيد أن هوية المدرب الجديد لن تكون مقياسا في الحكم على نجاحه أو فشله لأن واقع الميدان أكد في أكثر من مناسبة أن المدرب كبير هو الذي يثبت ذلك على أرضية الميدان وليس العكس. كما أن واقع الكرة الإفريقية غالبا ما أدار ظهره للعديد من المدربين الكبار وساهم في نجاح عدة مدربين كانوا «صغارا» لهذا لا يجب استغلال اسم المدرب في الحكم عليه خاصة إذا كان من مدربي الصف الأول.