أكد السالك محمد المهدي رئيس الشؤون الخارجية والإعلام الصحراوي، أن أكثر من تسع ملايين لغم مزروع في الأراضي الصحراوية، وفي كل أسبوع تسجل ضحايا جدد سواء من المدنيين أو العسكريين، مشيرا إلى أنه لا توجد إحصائيات ثابتة عن عدد الضحايا، كما أن المغرب يرفض التعاون في هذا الموضوع لنزع الألغام. أبرز السالك، على هامش الندوة التحسيسية والتضامنية مع الشعب الصحراوي التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حجم معاناة الشعب الصحراوي جراء الألغام المزروعة في المناطق المحتلة من طرف الاحتلال المغربي، والمقدرة بأكثر من تسع ملايين لغم، مضيفا أنه في كل أسبوع يسجل فيه ضحايا جدد سواء مدنيين أو عسكريين وأغلبيتهم من المدنيين، مشيرا إلى أن إحصائيات المركز غير ثابتة نظرا لوجود ضحايا باستمرار، كون الصحراويين في الشتاء يذهبون إلى المناطق المحررة والريف، حيث يزداد عدد الضحايا في هذه الفترة إذ استشهد شخصان منذ أسبوعين. وأضاف وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، أن الجيش المغربي زرع الكثير من الألغام ولم يقدم خرائط بهذا الشأن، كما أنه يرفض التعاون مع الطرف الصحراوي لنزع الألغام، مما يشكل معضلة حقيقية، نتيجة تعنت الاحتلال المغربي، مشيرا إلى أن الضحايا تتكفل بهم الدولة الصحراوية بمساعدة الأصدقاء والأشقاء، وأن هناك مجهودات كبيرة من حيث الصحة والتعليم والجانب الاجتماعي. وبالمقابل، كشف السالك عن وجود مقابر جماعية مؤخرا وهي جبهة جديدة مفتوحة على المغرب، قائلا: «العديد من الصحراويين يموتون جراء هذه الألغام، وهو واقع مزري لا إنساني نتمنى دعمنا للتخلص من مشكلة الألغام». وأكد سامو محي الدين منسق ضحايا الألغام، أن هناك 13 ألف لغم مضاد للأفراد تم تدميره منذ 2004، و2500 ضحية، نتيجة الألغام، مشيرا إلى أن القوات المغربية والموريتانية زرعت منذ 1975 الألغام الأرضية. من جهتها، قالت سعيدة بوناب رئيسة اللجنة البرلمانية للصداقة الجزائرية- الصحراوية أن وجودهم هو فرصة أخرى للتضامن مع الشعب الصحراوي، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الألغام الموجودة في الكثير من مناطق العالم من بينها المناطق المحررة، ومحاولة إيجاد الجسور التي تساعد وتربط بين الجزائر وإخواننا في المخيمات، حتى نساعد ولو بالقليل من التجربة الجزائرية في مثل هذه الحالات. وأضافت أنها كبرلمانية ترفع معاناة الضحايا الصحراويين، وفي ردها عن سؤال «الشعب» فيما يخص الجزائر التي ما تزال متضررة من هذه الألغام التي تركها الاستعمار، قالت بوناب إن آثارها كانت كثيرة في الجزائر وما يزال ضحايا حرب التحرير وكذا العشرية السوداء. وحسب البرلمانية، فإن الجزائر اكتسبت تجربة كبيرة من خلال الجيش الوطني الشعبي، ففي سنتين من 2014 إلى 2016 تم تدمير أكثر من مليون لغم، مشيرة إلى أن فرنسا مسؤولة عن كل الضحايا، وأنه لا يمكن التفريط في حق الجزائريين، وفي سؤال آخر قالت أن هناك جمعيات تنشط في ميدان المتابعة القضائية وتطالب بالتعويض وهي أدرى بالموضوع. من جهته، سامو عميدي مدير المكتب الصحراوي لتنسيق شؤون الألغام سماكو، قال أنه منذ 2006 تم تفجير 13ألف لغم بالتنسيق مع المنظمات الدولية، كما أن هدفهم في سنة 2025 هو القضاء على الألغام بالصحراء الغربية وبالتعاون مع المنظمات الدولية.