هكذا بدأ العالم يتغير وبدأت الكثير من الأشياء التي لم تكن من قبل ممكنة الحدوث تحدث اليوم بالفعل على عدة مسويات، وخاصة اذا تعلق الأمر بالحكم واسناد ذلك الى نوعية من البشر كانت في وقت ما غيرمعترف بها حتى في حق الحياة ! من منا لم يشاهد في حياته الطفولية تلك الأفلام التي تجسد ذلك خاصة في البلد الكبير أمريكا، حيث الصراع على أشده بين الشماليين والجنوبيين من جهة، وبين البيض والسود من جهة أخرى، وظل هذا يجري لوقت طويل في هذا البلد مثلما جرى أيضا بين الأوروبيين والأفارقة وقصة افريقيا الجنوبية معروفة وتضاف اليها كثير من القصص المأساوية. ومرت الأيام وسجلت تضحيات ونتيجة ظهور ثقافات أخرى أصبحت تلك العنصرية تذوب تدريجيا وتتلاشى رغم أنها لم تزل..، في هذا الجو نمت كذلك ثقافة الديمقراطية نموا ظاهرا رغم الراديكالية التي عرف بهاالغرب ابتداء من أمريكا نفسها، حيث المصلحة لها المكانة الأولى في الاستيرايجية والتعامل مع بقية العالم والذي بقي جزء كبير منه لم يتعلم هذه الثقافة بعد رغم الثمن الباهض الذي دفعه مثلما يحدث في افريقيا.. تتراءى أمامنا الآن صور تمثل ساحات وفضاءات خلقت هذا النوع من روح التنافس في ظل كسب ثقافة أخرى كذلك هي ثقافة الحوار وتقديم الأفضل امام عالم متعلم حر، مع العلم انه مازال به الكثير من المتناقضات ! داخل حيز أمريكا كان الجو المذكور سالفا سائدا فجاء الى وجوده شاب أسود جمع العديد من عناصرتكوين الشخصية ذلك هوحسين باراك أوباما هذا الأخيرالذي ملأ الدنيا وشغل الناس أكثر من غيره من الرؤساء السابقين لأنه يعتبر سابقة في تاريخ أمريكا.. هو من أصول كينية اعتنقت الدين الاسلامي وزا د في ثقافة تكوينه عيش أسرته بأندونسيا البلد الاسلامي الكبير الذي أضاف اليه الشيء الكثير منها معرفة عالم شعب آخر على طرف آخر له خصوصيات وثقافة عريقة تتجلى في عادات وتقاليد تزيد بلاشك في تكوين الشخصية الأجنبية عنها.. وكان آخرالمطاف العالم المتحضرالذي عرفه أوباما والذي احتضنه لأول مرة ليمنحه البيت الأبيض حلم الرجل الأبيض قبل الأسود ليكون الرجل الأول على كوكب الأرض وهذه المرة لأنه أسود ؟!