أشرف، أمس، ناصر معسكري، والي البويرة، على الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 36 للربيع الأمازيغي التي احتضنت فعالياتها دار الثقافة علي زعموم بمدينة البويرة، حيث طاف عبر أجنحة المعرض الذي احتوى مختلف المنتوجات التقليدية ومعرض الكتاب الأمازيغي. نوه الوالي بترسيم اللغة الأمازيغية لغة رسمية وما توفره الدولة من إمكانات لتطويرها وترقيتها على المستوى الوطني وحتى على المستوى الدولي. وبالنسبة للمعرض فؤنه يحمل الهوية الوطنية التي علينا المحافظة عليها. من جهة أخرى، نظم حزب التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية مسيرة سلمية جابت مختلف شوارع المدينة لتحط رحالها أمام مقر الولاية للمطالبة بإعطاء إمكانات أكثر لتطوير اللغة الأمازيغية واستعمالها في العلوم، بدل جعل الثقافة الأمازيغية احتفالات فلكلورية، بل يجب أن يتعدى استعمالها لمختلف المجالات كالعلوم والطب وغيرها. من جهته محمد جلاوي عميد كلية اللغات بجامعة البويرة، اعتبر أن أحداث 20 أفريل 1980 كانت الشرارة التي انطلقت منها الديمقراطية بالجزائر والطريق الذي انتهت محطته بترسيم اللغة الأمازيغية. وبالنسبة لكتابة اللغة الأمازيغية، اعتبر أن المسألة هي من اختصاص الباحثين. ...ونشاطات مكثفة بمناسبة إحياء الربيع الأمازيغي ببجاية تميزت الاحتفالات بالذكرى 36 للربيع الأمازيغي، الموافق ل20 أفريل من كل سنة، بإعداد المديرية المحلية للثقافة ببجاية برنامج ثري، بالتعاون مع الحركة الجمعوية المحلية والجمعيات الشعبية البلدية والولائية، بالإضافة إلى تنظيم مسيرتين منفصلتين من طرف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وطلبة جامعة عبد الرحمان ميرة. تمثل المناسبة هذه السنة، بحسب عديد المشاركين، بينهم الأستاذ عجودي أعمر، ل “الشعب”، “إحتفاء تاريخيا كبيرا، بعدما تم تكريس الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، حيث تجسّدت المطالب التي ناضل من أجلها مناضلو الحركة الأمازيغية، وتم بفضل فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ترسيم اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، وتم إنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية، ثم تم إدراجها في المنظومة التربوية، وبعدها تم ترسيمها، وعليه فالمسؤولية تقتضي من الجميع التحلي بروح المسؤولية وبناء الوطن بإخلاص وحب وتفان”. هذا وقد شهدت الولاية عدة تظاهرات ثقافية، حيث نظمت دار الثقافة برنامجا ثريا، بمشاركة عديد الفنانين بلوحاتهم الفنية وبمختلف الأثاث التقليدي لمنطقة القبائل، كما تم تنظيم مسابقة بين أقسام محو الأمية للتعليم الأمازيغي، بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية ومسابقة لتلاميذ المدارس في اللغة الأمازيغية، فضلا عن نشاطات ثقافية أخرى ومنها الشعر الأمازيغي وعروض مسرحية. وبمدينة أميزور، نظمت مديرية الخدمات الجامعية، المهرجان الوطني الجامعي لفن الثقافة الأمازيغية في دورته الثانية، وذلك بحضور السلطات المحلية والأسرة الجامعية، حيث كانت البداية بمعرض للفن والثقافة الأمازيغية، ومن ثم عرض مسرحي لفرقة مسرحية من تيزي وزو، تلاها عرضان لفرقتين من باتنةوبجاية. من جهتها كانت الأسرة التربوية بأميزور حاضرة ببرامج تربوية وثقافية متنوعة، من تنظيم المقاطعة الإدارية رقم10، والتي تجمع حوالي 30 مؤسسة ابتدائية، شاركت في منافسة ثقافية بدار الشباب لأميزور، كما تم تكريم 18 متقاعدا من عمال التربية. وبمنطقة الصومام، تم إحياء الذكرى على مستوى عديد المؤسسات التربوية، وكانت فرصة لإبراز دور الربيع الأمازيغي في تاريخ الجزائر الحاضر، ومشوار الهوية الأمازيغية قبل دسترتها، وأخيرا ترسيمها في الدستور الجديد. على مستوى دور الشباب، تم تنظيم معارض، محاضرات، عروض أفلام ودورات رياضية وعلمية. وكانت المناسبة أيضا فرصة للتذكير بقدماء الحركة الأمازيغية. أما ببلدية قنزات، فنظمت بالمناسبة نشاطات مكثفة تحت شعار، “لا للعنف نعم للمحبة، لا للتلوث نعم للنظافة”، وذلك بالتعاون مع مؤسسة معطوب الوناس. كما تم تنظيم حملة للتبرع بالدم وزيارة تفقدية للمرضى واليتامى، ومحاضرات حول الحدث، أكد من خلالها المشاركون أن مناضلي القضية الأمازيغية كللت مجهوداتهم بدسترة الأمازيغية، واليوم يجب مواصلة المساعي من أجل بلوغ التطلعات، التي تهدف لاستكمال استرجاع وتعزيز هذه الهوية الوطنية.