أحرز أهلي البرج تأهلا تاريخيا وثمينا أمام النسر الأسود وفاق سطيف في مقابلة ماراطونية أول أمس بملعب أول نوفمبر بباتنة بحضور جمهور غفير لهذه المقابلة التي جمعت التشكيلتين، حيث كانت غريبة الأطوار وستظل راسخة لسنوات طويلة بأذهان الرئيسين واللاعبين والمتفرجين، ليس بفعل الإثارة والعروض الفنية التي تخللتها ولكن هدف التعادل الذي حققه بوحربيط في الدقيقة 98 الذي كان ضربة قاضية للوفاق. تعادل لم يكن متوقعا لدى أنصار البرج والوفاق لكن إرادة اللاعبين والطريقة التي أنهى بها وفاق كيال المباراة، جعلت الأوراق تختلط وتبعث المباراة من جديد، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى جاهزية أبناء يعيش ومدى عزمهم وإصرارهم للوصول إلى النهائي وعلى حساب الوفاق. المباراة وعلى أهميتها عرفت انطلاقة سريعة ومفتوحة على كل الاحتمالات، حيث حاول أشبال يعيش من أول وهلة، الاستحواذ على الكرة وامتصاص حرارة لاعبي الاتحاد من خلال البحث على الهدف المبكر، ورغم أن أهلي البرج كان أكثر استعدادا ونضجا تكتيكيا، إلا أن دفاع هذا الأخير ارتكب هفوة وترك فجوة في وسط الدفاع مكنت مترف وعلى بعد (25م) ومن قذفة قوية غالط بها كيال معلنا الهدف الأول عند الد28 . هدف لم يقلق ''الجراد الأصفر''، بل بقي محافظا على تركيزه وهدوئه واعتماد الرد بالهجمات المعاكسة التي توّجت بفرص عديدة وساخنة للتسجيل، خاصة عند الدقيقة ال30 أين توغل لوصيف وكاد أن يعدّل النتيجة. بعد الاستراحة تغيرت المعطيات وكان مهندس الشوط الثاني المدرب يعيش الذي أقحم ثلاث لاعبين دفعة واحدة وإخراج الثلاثة البدلاء وهذا قصد نقل الخطورة عن طريق بيطام وحشود اللذين كانا سما قاتلا وأهدرا أكثر من فرصة بدء من الدقيقة 75 أين فقد لاعبو الوفاق توازنهم والتركيز وانتظر يعيش الدقائق العشرة الأخيرة من المباراة ليقوم أشباله بضغط متواصل ومكثف توّج بعدة فرص ساخنة خاصة في الد85 أين ضيّع بوحربيط فرصة التعادل بعد توغله في منطقة الجزاء، لتبقي سيطرة البرج على مجريات اللعب والبحث عن هدف التعادل لذي جسّده بوحربيط في الدقيقة 89 لتنتهي المباراة في وقتها الرسمي بالتعادل (1 / 1). بعدها لجأ الفريقان إلى الوقت الاضافي الذي لم يحمل الجديد ماعدا بعض الهجمات المتبادلة مابين الطرفين ولكنها لم تشكل أي خطر على الحارسين، لتبقى نتيجة المباراة بعد 120 دقيقة متعادلة ومتكافئة آداء ونتيجة ومر الفريقان إلى ضربات الترجيح التي كانت هي الفاصل في تحديد النتيجة النهائية لهذه المباراة، فكان الحظ الأوفر لصالح أهلي البرج الذي عرف لاعبوه كيف ينفذون هذه الضربات والتي توّجت بإيصال أبناء ''البيبان'' إلى أول نهائي في تاريخ البرج وفريقها الطموح للفوز بالكأس لعام 2009 .