رفقاء الراحل يشيدون بخصاله بمكتبة شايب دزاير التفاتة طيبة تلك التي نظمتها، أمس، الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، من خلال اللقاء الخاص حول أحد أعمدة الصحافة الجزائرية وقاماتها الكبرى الراحل نورالدين نايت مازي، بحضور العديد ممن عايشوه واحتكوا به، من مسؤولي مؤسسات إعلامية عمومية وخاصة، صحافيين ومثقفين، طيلة مشواره المهني الغني. شكل اللقاء الذي احتضنته مكتبة شايب دزاير بالجزائر الوسطى في العاصمة، فرصة لاستذكار خصال الراحل وحبّه لمهنة المتاعب التي أفنى عمره فيها، إذ يعتبر من مؤسسي الصحافة الجزائرية غداة الاستقلال، ومن المدافعين عن مبدإ حرية التعبير لصالح الوطن والشعب الجزائري. قال الكاتب والإعلامي عمار بلخوجة، في هذا الشأن، إن الفقيد نايت مازي عرف بالروح الوطنية وحبّه الشديد للجزائر ونضاله القوي. التحق وهو ابن 16 سنة فقط بالحركة الوطنية لحزب الشعب الجزائري - حركة انتصار الحريات الديمقراطية. كما كشف مبكرا عن ميوله لمهنة الصحافة، إذ اشتغل في الفترة الممتدة بين 1954 و1956 بجريدة “ألجيري ليبر - الجزائر الحرة'' بباريس. وأشاد بلخوجة، في مداخلته، معتمدا على الشهادات الحيّة التي سجلت عشية رحيل نايت مازي في 14 أفريل الماضي، الصادرة عن رجالات الإعلام والصحافة وشخصيات أدبية ومثقفين، الذين أجمعوا دون استثناء “على أن الفقيد كان ذا شخصية قوية، يتسم بالجد والحزم في العمل والمهنية والاحترافية واحترام صحافييه، حين كان على رأس جريدة المجاهد، والدفاع عن حقوقهم المهنية والاجتماعية والسهر على تهيئة كل الظروف لهم لأداء عملهم على أحسن وجه”. وأضاف بلخوجة، أن الفقيد” كان يعرف أيضا بتواضعه الكبير وإنسانيته وتفانيه من أجل الوطن، واضعا قلمه في خدمة الصالح العام، كما أنه كان يمتلك ثقافة موسوعية وله ميول كبيرة للأدب بكل جوانبه”. كما ذكّر الأستاذ احسن جاب الله، ببعض خصال الراحل، مشيرا إلى أن كل لقاءاته به كانت مناسبة للتحدث مليّا عن الجزائر والأوضاع الراهنة والسياسية والثقافة ومجال الإعلام، حيت كان الفقيد وفيّا دائما لمبادئ الوطنية وحب الجزائر واحترام مهنة المتاعب ورجالها. واستذكر الحضور خصال ومواقف الرجل الكثيرة والعظيمة، بحسب الشهادات المتعددة التي قدمت خلال اللقاء، الذي حضره بعض أفراد عائلة الراحل نورالدين نايت مازي.