تشهد مدينة عنابة، بعد مرور أيام قليلة فقط من حلول الشهر الفضيل، ارتفاعا محسوسا في أسعار الخضر والفواكه، حيث تفاجأ سكان المدينة بين ليلة وضحاها من زيادات معتبرة لمختلف المواد الاستهلاكية تشهدها العديد من أسواق عنابة، حيث ضرب تجار الخضر والفواكه تعليمات السلطات الوصية عرض الحائط، مستغلين غياب الرقابة لاستنزاف جيوب المواطنين. اشتكى سكان عنابة من الارتفاع المفاجئ لأسعار الخضر والفواكه، بالرغم من أنه قبل بداية الشهر الفضيل عرفت استقرارا نوعا ما، على غرار الطماطم والسلاطة والكوسة والمشمش والخوخ... واصفين ذلك بغير المعقول في شهر الرحمة والغفران، حيث سعى أغلب التجار إلى فرض زيادات غير قانونية في أسعار الخضر الأكثر استهلاكا في رمضان، مستغلين حاجة المواطن لها، بغض النظر عن إمكاناته المادية وقدراته الشرائية. وقد طالب السكان بضرورة التدخل العاجل لأجل وضع حد لجشع التجار الذي يجعل من المواطن ضحيته الأولى، ويدفع في كل مرة ضريبة هذه الزيادات العشوائية، أين يجد نفسه مضطرا لاقتناء بعض المستلزمات الضرورية للإفطار ومقاطعة منتجات أخرى. خلال جولة قادت “الشعب” إلى عدد من أسواق ومحلات بيع الخضر والفواكه، وقفت على الارتفاع المحسوس لأغلب الخضر. مع العلم أن الزيادات تختلف من محل إلى آخر، على غرار الطماطم التي يتراوح سعرها ما بين 100 إلى 120 دج، والفلفل الحلو 100 دج، في حين تجاوز الفلفل الحار الأكثر استهلاكا، لاسيما مع طبق الشوربة، 140 دج للكيلوغرام الواحد، وتباع السلاطة ما بين 70 دج إلى 100 دج، مستغلين حاجة الفرد لها في هذا الشهر الفضيل، في حين أن سعر الجزر يباع ما بين 40 دج إلى 90 دج، أما القناوية وهي الطبق المفضل لأغلب سكان عنابة في رمضان، فيعرضها بعض التجار ب500 دج وآخرون ب650 دج بالرغم من عدم اختلاف نوعيتها. أما سعر البطاطا فلم يرتفع وبقي مستقرا ما بين 30 إلى 50 دج حسب نوعيتها. مع العلم أن أغلب السكان يفضلون شراءها من عند الباعة المتجولين الذين يجوبون الأحياء ويعرضون سلعا تقل نسبيا عن الخضر والفواكه المتواجدة بالأسواق. أسعار الفواكه بدورها عرفت ارتفاعا محسوسا خلال الأيام الأولى فقط للشهر الفضيل، وهي تكاد تعرف اليوم شبه مقاطعة، خاصة من ذوي الدخل المحدود، على اعتبار أنها ليست من ضروريات الإفطار، حيث ارتفع سعر المشمش إلى 180 دج مع أنه قبل حلول الشهر الكريم كان يتراوح ما بين 120 دج إلى 140 دج، ويباع الدلاع والمستهلك كثيرا خلال رمضان ب120 دج للكيلوغرام الواحد، في حين يعرض البطيخ ب140 دج للكيلوغرام، أما الفرولة التي قارب وقت انتهائها فقد تضاعف سعرها إلى 300 دج، في حين أن فاكهة الملوك “الكرز” فلمن استطاع إليها سبيلا، حيث يتراوح سعرها ما بين 800 دج إلى 1200 دج، واستقر سعر الموز عند 200 دج، إضافة إلى ارتفاع في أسعار التفاح المحلي والمستورد والخوخ والإجاص المستورد أيضا.. ويرجع أغلب التجار سبب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه إلى ارتفاعها في سوق الجملة، في حين اتهم آخرون بعض الجهات بالمضاربة والاحتكار في أسعار بعض المنتجات الفلاحية، وبذلك يبقى المواطن هو الضحية الأولى.