شدد المشاركون في الملتقى الجهوي حول الوقاية من الكوارث الطبيعية، المنظم بولاية الشلف، بحضور الوالي والمديرين التنفيذيين ورؤساء الدوائر والبلديات والمصالح التقنية لهيئة المراقبة الخاصة بالبناء لكل من تيارت وعين الدفلى وتيسمسيلت، على أهمية الوقاية والتحسيس بخطورة الكوارث الطبيعية وأثارها الوخيمة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي الوطني. فعاليات الملتقى، الذي نظمته المندوبية الوطنية للكوارث الطبيعية، جاء لتثمين الخطوات الجبارة التي قطعتها السياسة الوطنية في معالجة الملف والإجراءات المتخذة والترسانة القانونية التي أعدها الخبراء والمختصون من جهة، وتفعيل المنظومة الوقائية والتحسيسية وتطبيق الخارطة الوطنية ومتطلبات البناء وزرع ثقافة التعايش وتخفيف الأضرار والأخطار، خاصة وأن المناطق المعنية تعرف من حين إلى آخر نشاطا زلزاليا تتفاوت درجة وقعه وأثاره. من جانب آخر، حذر المختصون من اختيار القطع الأرضية الهشة والمعرضة للإنزلاقات والانكسارات ومراعاة مقاييس البناء من حديد وإسمنت، ملحين على تفادي المزج بين التراب والرمال والماء الذي تكون عواقبه وخيمة، كون أن الظاهرة تمثل خطرا دائما، لكن حثّ هؤلاء على العمل للتخفيف من الخطر الزلزالي، معتبرين زلزال الأصنام ب7.3 درجات على سلم ريشتر من أقسى الظواهر، لتكون بومرداس ب6.8 درجات ثاني ظاهرة طبيعية في الجزائر. لذا، جاءت عملية تسيير الكوارث والتحكم فيها من الإجراءات العملية، يقول المدير العام للكوارث الطبيعية الزلزالية محمد بلعزوقي. في سياق عملية التحسيس والوقاية، أشار المتدخلون إلى الجهود الدولية ومنها المعهد الأمريكي الذي تناول زلزال الأصنام بنوع من العناية والتحليل، مركزا على الإجراءات التقنية، مشيدا بالجهود الجزائرية التي تعاطت مع الظاهرة وقوانينها والترسانة القانونية التي أعدتها والتي ستتدعم خلال هذه السنة بإجراءات أخرى، يقول الخبير محمد بلعزوقي، الذي أعطى أمثلة جد حساسة، منها الآثار التي خلفها زلزال الشلف بكل من وادي الفضة والنقطة الحدودية بين عين الدفلى والشلف الذي خلف فيضانات لعدة سنوات بعد ارتفاع مستوى سطح الأرض. كما ثمّن الإجراءات العملية والتقنية التي اتخذتها السلطات الولائية للتعاطي مع مخلفات الظاهرة والمسائل التقنية في البناء والتي هي مطابقة للإجراءات والأبحاث الأمريكية واليابانية. وهذا ووجه الخبراء والمهندسون والتقنيون رسائل للمنتخبين ومسؤولي الدوائر والمديرين التنفيذيين، نداء لتوخي الحذر والتحسيس والوقاية وزرع ثقافة التعامل مع الزلزال كمسائل ضرورية للحفاظ عل سلامة المواطن والمنظومة الاقتصادية وتجنب متاعب الآثار.