خبراء يؤكدون على ضرورة التريث أثناء الزلازل الارتباك، الهلع والهروب، هي غالبا ردود أفعال عامة الناس إثر حدوث هزات أرضية، حيث تشكل هذه الردود أهم أعراض الافتقار إلى ثقافة الوقاية التي من شأنها أن تهيئ المواطنين للزلزال بصفة تسمح بمواجهة مخاطره بنفسية هادئة بل وتكرس اعتناق فكرة التعايش مع هزاته الارتدادية بشرط أن تقترن هذه الثقافة بتطبيق مخططات تسيير الكوارث. حسيبة موزاوي تطرح الهزات الأرضية التي شهدتها مؤخرا عدة مناطق من الوطن مجددا إشكالية مدى القدرة على مواجهة مخاطر الزلازل في الجزائر، وفي هذا السياق وتجسيدا للاتفاقية الموقعة بين وزارة التربية ووزارة الداخلية، انطلقت فعاليات اليوم التحسيسي التوعوي من خطر الزلازل، لفائدة تلاميذ ثانويات مديرية التربية الوطنية لولاية الجزائر وسط، حيث نظمت المديرية العامة للحماية المدنية على مستوى ثانوية عمارة رشيد ببن عكنون يوما توعويا يهدف إلى تجسيد وترسيخ الثقافة الوقائية وثقافة الخطر من الزلازل. الجزائر تحولت إلى منطقة زلزالية النقيب عبد القادر رئيس مكتب الأخطار الطبيعية على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية،ألقى محاضرة على تلاميذ الثانوية قدم من خلالها كيفية تسيير ومواجهة الكوارث، مفادها أن إرساء ثقافة الوقاية من مخاطر بعض الظواهر الطبيعية هو الأساس للحد من أضرارها بما أن الجزائر بلد معرض للزلازل، خاصة في المنطقة الشمالية التي تشهد حركة زلزالية دورية، لنشرها في الوسط العائلي عن طريق الأطفال، وذلك من خلال تحسيس أطفال المدارس وتوزيع منشورات على الأقسام المدرسية، وبالموازاة مع ذلك تحرص الحماية المدنية على تكوين فرق الإغاثة بالتوجه نحو الثانويات. وعلى ضوء هذه المعطيات يشكل مسعى خلق ثقافة التعايش مع الهزات الارتدادية هدف عدة أطراف فاعلة في المجتمع وفي هذا الإطار تعتمد سياسة الحماية المدنية على تقييم مختلف المخططات المسطرة لمواجهة الكوارث بصفة مستمرة في مختلف البلديات الموزعة على التراب الوطني بغية ضمان فاعليتها، ويتخذ هذا الإجراء مع تطوير الإمكانات المادية والبشرية لإجلاء المنكوبين في حالة حدوث كوارث. ضرورة إرساء سياسة وقائية من جهته، أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية نسيم برناوي أن هذه الحملات تدخل في إطار المخطط السنوي لتطبيق البرنامج الوقائي التحسيسي بمختلف الأخطار اليومية أو الكبرى، مما يستوجب إرساء سياسة وقائية، مشيرا في سياق حديثه إلى أن الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الأشخاص لا تنحصر في الزلازل فقط، وأضاف أن التنبؤ بحدوث أي منها أمر صعب حتى في الدول المتقدمة، وعليه لابد من التقيد بالوقاية من الأخطار. كما أوضح المتحدث أن تدخلات رجال الحماية المدنية تشمل عدة كوارث منها الفيضانات وحرائق الغابات، وحوادث المرور وهذا ما استدعى تكوين رجال الحماية المدنية في هذا المجال، مضيفا أن عمل رجال الحماية المدنية يشمل جانبين، الأول وقائي عن طريق التحسيس بمخاطر الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، أما الجانب الثاني فيشمل طرق تسيير الكارثة بعد وقوعها، إلا أن الوقاية تبقى أهم شيء، مؤكدا على أنها تستدعي تضافر جهود عدة قطاعات، مشيرا إلى الاتفاقية التي عقدتها مصالح الحماية المدنية مع وزارتي الداخلية ووزارة التعليم من أجل القيام بحملات تحسيسية في الوسط المدرسي، كما لقيت هذه المبادرة استحسان التلاميذ والأولياء ومدراء المؤسسات التربوية لاستفادتهم من النصائح المقدمة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية. إجراءات صارمة للتخفيف من الأضرار ولقد اتخذت في السنوات الأخيرة عدة إجراءات للتخفيف من أضرار الزلازل مثل الالتزام بتشييد بنايات مقاومة للزلازل، المراقبة الميدانية لمدى تطبيق القواعد التقنية للبناء وزيادة تكوين المختصين في هذا المجال، فإنه رغم الإجراءات العلمية، التنظيمية والقانونية المتخذة إلا أن المسألة أصبحت ترتبط قبل كل شيء باعتناق فكرة أننا نقطن في منطقة زلزالية تتطلب التسلح بثقافة الوقاية لمواجهة المخاطر الناجمة عن النشاط الزلزالي. وبهذا الخصوص، يرى المختصون في مجال الكوارث الطبيعية أن النتائج المرجوة من هذه الإجراءات تقترب بصفة أساسية بإشراك المواطنين في العملية الوقائية، مما يسمح بمواجهة أفضل للكوارث، وهو ما يحرص قطاع الحماية المدنية على تجسيده حاليا من خلال تنظيم أيام تحسيسية في المدارس حول كيفية التصرف أثناء حدوث زلزال أو أية كارثة طبيعية أخرى. الجدير بالذكر في هذا المقام تبعا لما أجمع عليه المختصون هو أن النصوص التنظيمية المرتبطة بمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية موجودة، وقد خضعت لعدة تغييرات جاءت كثمرة للدروس المستقاة من سلسلة الكوارث الطبيعية التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة.