إجماع على إنسانياته الصادقة أشرفت بلدية عنابة بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الجزائريين لفرع عنابة، أول أمس، على تكريم الفنان التشكيلي الراحل نور الدين بوعامر، وذلك خلال تظاهرة فنية «ليلة عنابة الأدبية والشعرية.. دورة الفنان نور الدين بوعامر» عرفت حضور نخبة من الفنانين والأدباء وأفراد عائلته وأصدقاءه، حيث تم استذكار مآثر ومناقب واحد من كبار الفنانين التشكيليين الذين فقدتهم الساحة الجزائرية عامة وعنابة على وجه الخصوص. يأتي هذا التكريم تثمينا لعطاء صاحب الريشة الذهبية نور الدين بوعامر، والذي كان له حضور على المستوى الوطني والدولي بمشاركته في معارض متنوعة، كان لها الأثر على مسيرته الفنية ومكانة الفن التشكيلي في الجزائر. شهد بهو بلدية عنابة تدشين معرض لوحات تشكيلية للفنان نور الدين بوعامر، الذي خطا بريشته الذهبية مواضيع متنوعة اجتماعية وثقافية، فضلا عن معارض لكل من حسن زويني وناجم شيراد، إضافة إلى تنظيم قراءات شعرية أبدع فيها كل من يسرى بكاي، سمية لرباع، عبد الباسط بوعنان، جنان مريم، عقيلة زلافي وآخرون حلقوا بالحضور في عالم القافية.. مع توزيع شهادات شرفية على المشاركين، وتكريم عائلة المرحوم «أبو عامر» الذي غادر الساحة الفنية يوم 05 جوان الماضي عن عمر ناهز ال65 سنة، بعد صراع مرير مع المرض، حيث ذاع صيته منذ الثمانينيات وقدم عديد الأعمال آخرها معرض الفنون والشعر بالجزائر العاصمة. بعض المقربين للفنان الراحل أبانوا وفي تصريح مقتضب ل»الشعب» عن المكانة التي كان يحتلها الفنان الراحل نور الدين بوعامر وسط أصدقائه وعائلته، حيث تحدث كل من يعرفه من قريب أو بعيد عن بوعامر الفنان الذي لم يكن يهتم بشيء سوى فنه وريشته الذهبية ولو على حساب صحته، فضلا عن الارتقاء بالفن التشكيلي في عنابة والنهوض به. أكد كل من تحدث عن نور الدين بوعامر أن الفنان الراحل ترك إرثا خالدا، من خلال أعماله ولوحاته التي قدمت إضافة لتراث عنابة الفني من جهة وتراث الجزائر من جهة أخرى، معتبرين هذا التكريم التفاتة متواضعة لكبار الفنانين الذين خدموا فنهم، وتركوا برحيلهم فراغا رهيبا في الساحة الفنية. أما نور الدين عامر الإنسان، فأشار كل من عايشه، أنه كان ذلك الإنسان المتواضع والطيب والحنون، الذي يتمتع بشخصية قوية ومرحة في نفس الوقت، كما أنه إنسان صادق، ينصح كل من حوله، خاصة في الميدان الفني، روحه في الفن دون سواه، حيث لا يستطيع أن يبقى يوما واحدا دون أن يرسم، أو أن يتحدث عن هذا الميدان.