عرفت الحركة التجارية بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، خلال يومي العيد، تعطلا نسبيا، نتج عنه تذبذب في التزود بالسلع وندرة في بعض المواد الغذائية في عدد من البلديات، كما تمّ تسجيل مخالفات من طرف فرق المراقبة التابعة لوزارة التجارة لعدم الْتزام التجار بالمداومة. أكد المنسق الولائي لاتحاد العام التجار والحرفيين الجزائريين بوهران معاد عابد، مشيرا إلى أن نسبة تغطية مداومة التجار، خلال اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، لم تتجاوز 15٪، وذلك رغم تحذير وزارة التجارة وتوعدها بتطبيق عقوبات صارمة ضد المخالفين، قد تصل إلى غاية دفع غرامة مالية والغلق الإداري للمحل. مع العلم أنّ مديرية التجارة بوهران، كانت قد أعلنت، عشية يوم العيد، عن تسخير 539 تاجر، معني بالمداومة، من بينهم 189 مخبزة و240 محل لبيع المواد الغذائية و15 مطحنة و23 محطة توزيع الوقود إلى جانب 3 ملبنات ووحدة لإنتاج المياه المعدنية. والملاحظ، خلال اليوم الثاني من عيد الفطر، انتعاش الحركة التجارية، حيث لا يكاد يخلو شارع من شوارع الباهية من المخابز والصيدليات ومحطات البنزين وغيرها من المقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع والمطاعم التي استقطبت عدد كبير من المواطنين، الذين اقبلوا بكثرة على أكل اللحم المشوي والبيتزا، فيما عرفت محلات بيع الالعاب وستديوهات التصوير خلال يومي إقبالا كبيرا. هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان. كما استحسن العديد من المواطنين الذين صادفناهم، خلال يومي العيد عبر بعض شوارع المدينة، توفّر النقل الذي ضمنته مختلف وسائل النقل العمومية “ايطوا” و«ترامواي”، إلى جانب مختلف الخطوط ، الداخلية وما بين الولايات، عبر المحطة البرية الباهية، فيما اشتكى آخرون قلة وسائل النقل الخاص، بشقيه الحضري والشبة الحضرية وسيارات الأجرة في عطلة، في ضل غياب إستراتيجية وإجراءات ردعية من قبل مديرية النقل. كما تميزت هذه المناسبة الدينية العظيمة بولاية وهران بصور التكافل والتضامن الانساني، التي صنعتها السلطات الولائية وبعض الجمعيات الخيرية وأعضاء الكشافة الإسلامية والمجموعات التطوعية عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، المتواجدة عبر تراب الولاية وكذا دور العجزة والطفولة المسعفة. وكانت البداية دفئ وفرح، سكنت قلوب نزلاء مستشفى الأطفال بكناستال، الذين شاركهم والي الولاية، فرحة العيد في يومه الأوّل، حيث طاف السيدّ عبد الغني زعلان مرفوقا بالسلطات المحلية، غرف الأطفال المرضى، وبجعبتهم هدايا من ألعاب وحلويات وملابس، إلى جانب دار المسنين بحي السلام، التي كانت هي الأخرى وجهة والي الولاية، حيث قاسمهم لحظات من الفرحة. وفي ذات السياق قامت مصالح الشرطة لأمن ولاية وهران، ممثلة في خلية الاتصال والعلاقات العامة، فضلا عن إطارات بالمصلحة بتنظيم زيارة تفقدية لفائدة الأشخاص المسنين المقيمين بدار العجزة المتواجدة بحي الأمير عبد القادر، مع تقديم الهدايا الرمزية لهم. وقد لقيت هذه الالتفاتة الطيبة استحسانا من قبل المقيمين ومسيري المركز، الذين أشادوا مطوّلا بدور الشرطة والأهمية التي توليها هذا الجهاز لمثل هذه المبادرات الإنسانية. من جهة أخرى، توجّه عناصر السلك الأمني إلى مستشفى طب الأطفال كنستال، الحكيم عبد القادر بوخروفة، أين قاموا بتفقد وضع الأطفال الذين ألزمهم المرض سريرالمستشفى وقضاء العيد، بعيدا عن أحضان الجو الأسري، حيث تم منحهم هدايا وألعاب وتبادل أطراف الحديث معهم. فيما قامت عشية العيد رئيسة جمعية “نور اليقين” الاجتماعية والخيرية، السيدة بن عيسى صليحة، بمعية بعض الأعضاء بتنظيم زيارة تفقدية لفائدة المسنين المقيمين بدار العجزة بسانتيبار. وكم كانت فرحة المقيمات كبيرة بهذه الوقفة والهدايا الرمزية التي قدّمت لهم، ونفس الفرحة، عاشها الأطفال المقيمون بمصلحة طب الحروق بالمستشفى الجامعي، أول نوفمبر ايسطو، أين تم تفقد أوضاعهم الصحية ومنحهم هدايا بسيطة لمشاطرتهم فرحة العيد السعيد. اغتمت الجمعية مناسبة حلول العيد لتنظيم حفل بهيج على مستوى فندق الميرديان، على شرف 40 طفل، تم تختينه، وسط أجواء بهيجة، بحضور العائلات المعنية والسلطات المحلية. هذا وتخلل الحفل تنظيم عروض فنيّة واستعراضية، لاقت استحسان ومتعة كبيرة من قبل الحضور، ناهيك عن 150 طفل معوز، استفاد من ألبسة العيد.