شارك في المؤتمر التأسيسي للفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين الذي التئم، يوم الخميس الأخير، بدار الشعب، 300 مندوب يمثلون كل العناوين المعتمدة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الثقيلة الممثلة في التلفزة الوطنية والإذاعة ووكالة الأنباء الجزائرية.وبالفعل، فقد أثمر هذا الحدث الوطني، الذي صنعه رجال القلم والصورة بميلاد الفيدراللية الوطنية للصحافيين الجزائريين، بكل هياكلها المشكلة من الأمانة العامة ومكتب وطني يتشكل من 11 عضوا ومجلس وطني يتألف من 71 عضوا يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة. والحقيقة الملفتة للإنتباه لكل من شارك في هذا الحدث، هي تلك المشاركة القوية للصحافيين حيث لم يتأخر أي مندوب عن الحضور، سواء من العاصمة أو من الجزائر العميقة، حضروا والأمل يحذوهم في ميلاد هيئة تمثلهم لدى مؤسسات الدولة، وتدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية، بل وتمثلهم حتى على المستوى الجهوي والإقليمي والدولي في اللقاءات والمؤثرات الخاصة بالصحافيين. وعليه، نقول أن الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين، جاءت لسد فراغ رهيب، ظلت تعاني منه هذه المهنة الشريفة. وقد استغل المحسوبون على هذه المهنة والدخلاء عليها، هذا الفراغ، ليتاجروا بهذه المهنة، وحتى بالصحافيين أنفسهم، فأساؤوا بذلك لهذه الرسالة المقدسة وألحقوا بها أضرارا جسيمة. ومن هنا، يمكننا القول أن مهمة الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين لم تأت للدفاع عن الحقوق المادية فقط، لأصحاب القلم والصورة والكلمة، وإنما لإعادة الإعتبار لهذه المهنة وللمنتسبين إليها والعاملين فيها، أو بالأحرى استرجاع المصداقية لمهنة، ظلت ومازالت تنعت بالسلطة الرابعة، والأكثر من هذا، جمع شمل الصحافيين الجزائريين الذين ظلوا يعيشون متشتتين منقسمين على أنفسهم، وهذا سر ضعفهم وسبب ضياع حقوقهم. ويحق لنا القول، أنه إذا تمكن ممثلو الصحافيين من تحقيق هذا الهدف النبيل، فإن معاناة الصحافيين ستنتهي أو، على الأقل، تتراجع، وأن جزءً كبيرا من مطالبهم ستتحقق، وليس هذا بصعب المنال على رجال مهنة المتاعب والموت الذين دفعوا أكثر من 100 شهيد من أجل أن تبقى الجزائر واقفة ومن أجل الكلمة الحرة. فهنيئا لأبناء مهنة الصحافة بميلاد الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين