اللواء هامل: مخطط استراتيجي لمسايرة الأزمات الإقليمية أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، انحسار العمل الإرهابي في الجزائر بشكل كبير، ودعا لمواصلة الجهود لمكافحة جميع التهديدات، فيما شدد مدير الأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل، على تطوير إمكانيات جهاز الشرطة لمواجهة التحديات الأمنيات. كل شيء في وهران كان يوحي، بأنها مقبلة على احتضان حدث بارز، فالأعلام الوطنية وشحت أغلب شوارع المدينة الرئيسية، وضبطت بعد المرافق الرئيسية عقاربها على الموعد المنتظر. الأمر لا يتعلق، بالحدث الثقافي الذي تحتضنه وهران إلى غاية أواخر الشهر الجاري، ولكن بمناسبة وطنية سنوية هامة تحيي الذكرى ال54، لتأسيس الشرطة الجزائرية، والمصادفة ل22 جويلية من كل عام. والفارق في احتفائية وهران عن الطبعات السابقة، أنها كانت محطة للاطلاع على بعض المكاسب الحديثة لجهاز الأمن الوطني، مكاسب جاءت نتيجة لجهود المنتسبين للشرطة وتجسيدا لمخطط تنمية القطاع. ولإحياء هذا الحدث الهام، وصل صبيحة أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل، مرفوقين بوزيري الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، ولاية وهران للإشراف على جميع المراسيم بحضور قائد الناحية العسكرية الثانية والسلطات الولائية. كل تفاصيل الحفل، كانت مهمة للغاية سواء لمنتسبي جهاز الأمن الوطني أو للمواطنين بالنظر للعلاقة الترابطية الوثيقة بين الطرفين. وفضل وزير الداخلية مخالفة عرف ساد لسنوات في خطابات مناسبات، مستهلا كلمته بتقديم عرفان كبير لضحايا سلك الأمن الوطني وبقية الأسلاك الأمنية الأخرى، من الحرس البلدي والدفاع الشرعي. وقال بدوي: «لن ابدأ كلمتي بالحديث عن إنجازات الشرطة، بل بأولئك الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل سلامة الوطن وعزته خلال فترة حالكة من تاريخ البلاد». وأضاف «رجال ونساء الأمن الوطني وبقية الأسلاك صمدوا في لحظة باع فيها البعض ضميرهم، ورابطوا في وقت فضل آخرون الفرار». ولأجل الوفاء لروح هؤلاء الشهداء، أكد نور الدين بدوي، ضرورة «بدل الأحسن للتكفل بأفراد أسرهم باعتبارهم أمانة في أعناقنا ولن نقصر في حقهم»، وحيا الوزير معطوبي ومتقاعدي جهاز الشرطة الذين قدموا دمهم وأنفسهم لخدمة السلك وصيانة أمن الوطن والمواطن. النشاط الإرهابي انحسر كثيرا ولكن.. وعلى صعيد آخر، أوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أن «النشاط الإرهابي انحصر كثيرا»، منبها إلى أن التهديد مازال قائما، معتبرا في الوقت ذاته أن التوتر القائم بدول الجوار وارتفاع نسبة التطرف في بعض الدول الشقيقة، مصدرا للأعمال الإرهابية التي يمكن أن تخل بالأمن والاستقرار. وأشار الوزير، الى أن الخطورة والتعقيد في النشاط الإرهابي المعولم، تكمن في التحالف والترابط الموجود بين الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود ممثلة في الاتجار بالمخدرات والاسلحة، حيث تشكل وسيلة ومصدر دخل مالي لها. كل هذه التحديات حسب الوزير بدوي، تفرض مزيدا من الجاهزية الأمنية والتكيف مع اساليب الجريمة بمختلف أنواعها خاصة الإلكترونية، وقال أن الإنجازات الباهرة والمشهودة للأمن الوطني، تفرض مزيدا من الاقبال والتقدم نحو الأمام لصيانة أمن المواطن وحماية ممتلكاته. تحدث بدوي، عن تهديدات أخرى تواجه جهاز الشرطة وتتعلق بالجريمة الحضرية والعنف المجتمعي والتي تتطلب مواكبة حثيثة لمكافحتها وفرض دولة الحق والقانون. وهاجم وزير الداخلية «الأشخاص الذين يحملون أفكارا غريبة عن المجتمع الجزائري، تجعلهم مطية لأطراف معادية تسعى لبث سمومها عبر أفكار منحرفة وخطيرة تهدف للمساس بالوحدة الوطنية التي ضحى من أجلها الشهداء». داعيا إلى تجنيد كل الطاقات والإمكانيات للتصدي للمخاطر، وتجسيد كل برامج العصرنة والإصلاح وما يستلزم من التطورات للاستجابة للجاهزية الأمنية. وأكد الوزير أن جهاز الشرطة يحظى بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ودعم الوزير الأول عبد المالك سلال. اللواء هامل: القانون وحقوق الإنسان ركيزة أساسية من جانبه، أكد المدير العام للأمن الوطني عبد الغاني هامل، المضي قدما في برامج تطوير مؤسسة الشرطة وجعلها دائمة في قمة مستواها العملياتي والأمني. وقال هامل «نطمئن رئيس الجمهورية، أننا سنواصل العمل في ظل إرشاداتكم القيمة وتوصياتكم الحكيمة ولن ندخر جهدا في سبيل أمن الوطن». وتابع «أن الشرطة أخذت على نفسها خدمة المواطن وحماية ممتلكاته ليلا نهارا ولا يمكنها التفريط في مهتمها أو إغفالها». وأفاد بتسطير المديرية العامة للأمن الوطني، مخطط لمسايرة الأزمات ذات الأبعاد الإقليمية والدولية. وقال المدير العام للأمن الوطني، أن المكانة الرائدة التي بلغتها الشرطة الجزائرية، تأكدت خلال اختيارها لاحتضان مقر آلية الشرطة الإفريقية «أفريبول»، والاشادة الواسعة التي تلقتها من قبل المشاركين في القمة من مختلف أجهزة الشرطة للبلدان الإفريقية. وأشار إلى استعدادها لوضع خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب، مع دول القارة السمراء والمساهمة في التكوين وتبادل الخبرات وتبادل التقنيات معها. وحث هامل، كافة اطارات السلك على مواصلة اصلاح المناهج وتكوين العنصر البشري وتأهيله لمواكبة التحديات والتحولات الداخلية والخارحية، وقال المتحدث ان الحفل حمل رسائل استمرار الجهود لتحقيق امن نوعي واستراتيجي شامل، والقضاء على كافة المعوقات التي تهدد البلاد. وقال هامل، في ختام كلمته أن المكاسب التي حققتها المؤسسة الشرطية جاء بفضل تضحيات و نضالات ابنائها، مؤكدا أن العدالة والقانون وحقوق الإنسان «دستور لا نحيد عنه ودعامة بناء الوطن» مشيرا الى التنسيق الكامل مع قطاع العدالة في هذا الميدان. وفي سياق آخر، أشاد اللواء هامل، بنائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح «على الدعم الكبير الذي يقدمه للمديرية العامة للأمن الوطني في ميدان التكوين والرسكلة والمساعدة على أكثر من صعيد». جمهرة العمليات الخاصة للشرطة.. قوة ضاربة ودرع واقي شهدت أمس، مديرية حفظ النظام بوهران، على النجاح الباهر للتنسيق الأمني الرفيع المستوى بين الجيش الوطني الشعبي وجهاز الأمن الوطني. حيث وقع اللوء عبد الغاني هامل، على الميلاد الرسمي للفوج الأول لمصلحة فتاكة في مكافحة الجريمة، تحمل إسم «جمهرة العمليات الخاصة للشرطة (غوسب)». هذه المجموعة الجديدة، خضعت لتكوين عال المستوى مكنها من اكتساب اسلوب قتالي يجمع بين قدرات القوات الخاصة، ورشاقة وقوة «النينجا» الأمر الذي يسمح لها بتأدية مهامه في أية بيئة جغرافية مهما بلغت درجة صعوبتها. وتتدخل جمهرة العمليات الخاصة للشرطة، عند حدوث مساس خطير بالأمن العام، وتستخدم اساليب دفاعية وهجومية فتاكة تنفذها عناصر مدربة على القفز من المروحيات والقنص والتمويه والتحطيم مزودة بكافة الاسلحة البيضاء والرشاشات والقاذفات والمتفجرات. المستشفى الجهوي للأمن مكسب ثمين احتفائية العيد ال54 للشرطة استهلت بتدشين وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، رفقة المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل لمؤسسة الجهوية الاستشفائية للأمن الوطني والمركز الجهوي للتحاليل الطبية والتصوير بالأشعة. ويتسع المستشفى الجديد ل120 سرير، ويحتوي على كافة المصالح الطبية بداء من الاستعجالات الى الجراحة العامة، كما يحتوي على مختلف أجهزة التشخيص الاشعاعي. هذا الهيكل الصحي الضخم، اعتبره وزير الصحة عبد المالك بوضياف، «الهدية الأجمل»، للمنتسبين لسلك الشرطية الجزائرية في عيدها ال54، وقال بوضياف في تصريح صحفي على هامش الاحتفائية بأن المستشفى الجهوي للأمن الوطني، يبرز التطور التدريجي الذي بلغه قطاع الصحة بالجزائر ويدخل في اطار المشاريع الصحية التكميلية على غرار ما هو متاح للجيش الوطني الشعبي. وبلغت تكلفة انجاز هذا الصرح الطبي 20 مليار دينار جزائري شيد على مساحة 9 آلاف متر مربع ويعد ثمرة المخطط الخاص بتنمية قطاع الامن الوطني، وسيسمح بتعزيز المنظومة الصحية للجهاز، بحيث سيستفيد منه موظفو الشرطة وعائلاتهم بالولايات الغربية للوطن. وعيّن عميد الشرطة سالم عاشور مديرا عاما للمستشفى وبقصر المعارض دشن وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، الطبعة 64 للأيام الإعلامية المفتوحة حول الأمن الوطني، حيث اطلعا على احدث الأجهزة التي اقتنتها مؤسسة الشرطة لأداء مهامه في أحسن الظروف. وتفقدا مختلف الأجنحة التي استعرض مسيرة الجهاز منذ الاستقلال والى غاية اليوم. تقليد الرتب و14 مراقبا جديدا وعرف الحفل الاستعراضي بوحدة حفظ النظام بوهران، تقليد الرتب من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية رفقة اللواء مدير الأمن الوطني، وبحضور وزيرا الصحة والعمل، بحضور اللواء قائد الناحية العسكرية الثانية ل14 عميدا أول للشرطة تمت ترقيتهم لرتبة مراقب شرطة وكذا ترقية 3 عمداء شرطة لرتبة عميد أول للشرطة الى جانب توشيح عدد من المحافظين للشرطة. واختتم الحفل بتقديم جوائز للتلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا من ابناء موظفي الجهاز، وتكريم بعض قدماء المؤسسة وممثلي المجتمع المدني. واستمتع الحضور بعروض رياضية لفرق متخصصة في الكاراتي والكونغفو واستعراض عال المستوى اداه فوج جمهرة العمليات الخاصة للشرطة، تمثلت في تحرير رهينة باستخدام قناصة ومروحيات واليات للتدخل السريع وتحطيم للقرميد وتحدي حلقات نارية بالقفز حولها.