حث وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي رجال الشرطة على المزيد من العطاء للاستجابة للتطلعات المواطن ومواجهة التهديدات التي تحوم بالوطن، وأبرز في سياق متصل إرادة الجزائر في تعزيز التنسيق والتعاون على المستويين العربي والإفريقي للتصدي لكافة التحديات الأمنية والمخاطر التي تهدد العالم بأسره، مشددا على أن تزايد النشاط الإجرامي بالمناطق العربية وتعاظم الجماعات الإرهابية، يقتضي الوصول بأجهزة الشرطة العربية إلى أقصى مستويات التنسيق، لا سيما في مجال تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية. وأشار الوزير في مداخلته خلال احتفالية اليوم العربي للشرطة التي أقيمت سهرة أول أمس بالمدرسة العليا للشرطة "علي تونسي" بالعاصمة، إلى أن الوثبة النوعية التي حققتها الشرطة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، تعد مشجعة ومريحة بالنسبة للجزائر، لكنها في الوقت نفسه تضعها أمام تحديات أكبر تفرض على المؤسسات الأمنية التضحية ومضاعفة الجهود في تأدية مهامها، مؤكدا في هذا الصدد استمرار الدولة فى تقديم كل الدعم والمساندة لمواصلة درب تطوير الشرطة الجزائرية والوصول بها إلى أرقى المصاف من أجل أمن وسلامة الجزائر. وفي حين اعتبر احتضان الجزائر خلال الأسبوع المنصرم لاجتماع المدراء والمفتشين العامين للشرطة الإفريقية "أفريبول" وكذا لمقر هذه المنظمة القارية، دليلا آخرا تعطيه الجزائر على إيمانها الكبير بضرورة توحيد الجهود وتضافرها على المستويين الإفريقي والعربي لمواجهة كل المخاطر التي تواجه العالم، أشار بدوي إلى أن أكبر تهديد تواجهه الدول اليوم هو التهديد الإرهابي، الذي "ما فتئت بلادنا تحذر منذ سنوات من خطورته على الأمن الدولي". كما أكد في نفس الإطار بأن احتفال الجزائر بعيد الشرطة العربية، يعد تأكيدا آخر على عزم الجزائر الدائم لتعزيز أطر التنسيق الشرطي والأمني بين الدول العربية، مشيرا إلى أن هذه الدول مدعوة اليوم إلى تجنيد كل طاقاتها لتحقيق تعاون ناجع بين أجهزتها الشرطية، للوقوف أمام التهديدات المتزايدة التي تهدد أركان بعضها وتسعى لتقويض تماسكها. وخلص الوزير في هذا الشأن إلى أن تزايد النشاط الإجرامي بالمناطق العربية وتعاظم الجماعات الإرهابية بمختلف توجهاتها وتسمياتها، يقتضي الوصول بأجهزة الشرطة العربية إلى أقصى مستويات التنسيق، ولا سيما في مجال تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية. ومن جهته، أبرز اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، الانجازات والمكاسب الكبيرة والمتعددة التي حققتها الشرطة الجزائرية في ظرف وجيز، مشيرا إلى أن هذه المكاسب التي تبوأت من خلالها الشرطة الجزائرية مكانة رائدة في التصنيف الدولي، ناتجة عن الاستثمار في المورد البشري، "لما له من دور محوري في تعزيز الأداء الشرطي في ظل الاحترام التام لحقوق الإنسان". كما اعتبر نفس المسؤول اعتماد الحوكمة في تسيير الأفراد وحسن انتقاء الإطارات، "من أنجع السبل لتجسيد الإستراتيجية المعدة لمجابهة كل أشكال الجريمة"، مبرزا في سياق ذي صلة أهمية التكوين في صفوف الشرطة وكذا التدريب المتواصل على الوسائل الحديثة للعمل الشرطي وتوفير المناخ الملائم لمنتسبي جهاز الأمن الوطني، كالتكفل الاجتماعي والمهني، حتى يتفرغ رجال الأمن كلية إلى تأدية مهامهم بأريحية. وإذ كشف المدير العام للأمن الوطني في سياق حديثه عن تثمين المؤسسة الأمنية للمورد البشري، عن تخصيص مناصب مالية مسترجعة بعنوان السنة المالية 2015 لإعادة استعمالها العام المقبل، وذلك بموافقة من الوزير الأول، أبرز حرص الحكومة المتواصل على تقديم كل الدعم للمديرية العامة للأمن الوطني لتمكينها من آداء مهامها الدستورية المتعلقة بحماية الأمن والموطن. وأشار اللواء هامل إلى أهمية تضافر الجهود بين أجهزة الشرطة العربية وتعزيز التعاون وضمان التنسيق الفعّال وتبادل المعلومات فيما بينها، من أجل مواجهة التحديات الكبرى المطروحة أمامها، ولا سيما تنامي ظاهرة الإرهاب الهمجي واستفحال الجريمة بكل أشكالها. ونفس الدعوة وجهها الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدكتور محمد بن علي كومان، في رسالته إلى مؤسسات الشرطة العربية والتي تمت قراءتها بالمناسبة، حيث شدد على ضرورة توحيد الجهود وتضافر الرؤى بين أجهزة الشرطة العربية من أجل التصدي لمختلف أشكال الجريمة العابرة للأوطان، مشيرا إلى الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية حاليا بفعل الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بشكل مباشر على الجانب الأمني. واعتبر الدكتور كومان أن هذه الأوضاع المضطربة، تحتم على المؤسسات الأمنية العربية، بذل جهود مضاعفة لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة والإرهاب والعمل على توعية المجتمع بالمخاطر الأمنية، مبرزا في هذا الخصوص الدور المحوري والفاعل للمواطن في تحقيق الأمن والسكينة لنفسه ولوطنه، من خلال تعاونه الكامل مع رجال الشرطة. للإشارة، فقد تم خلال حفل الشرطة الجزائرية بعيدها العربي المصادف ل18 ديسمبر من كل سنة، ترقية عدد من موظفي الأمن الوطني في مختلف الرتب، وذلك بإشراف عدد من أعضاء الطاقم الحكومي الذين حضروا الحفل. وشملت الترقيات تقليد 6 عمداء أوائل رتبة مراقب شرطة، فضلا عن ترقية 4 عمداء إلى رتبة عميد أول، وترقيات أخرى إلى رتب عميد شرطة، محافظ شرطة، مفتش رئيسي للشرطة، مفتش شرطة، حافظ أول للشرطة، حافظ شرطة، إلى جانب ترقيات خاصة استفاد منها بعض المنتسبين لسلك الأعوان الشبهين، بالإضافة إلى تكريم مستخدمي الأمن الوطني المحالين على التقاعد والرياضيين الذين تألقوا في المناسبات الرياضية الدولية والقارية. فيما تم تكريم مراقب الشرطة جيلالي بودالية لاختياره رجل الشرطة العربية للعام الجاري.