لم تكن جريدة «الشعب» التي رأت النور في الأيام الأولى للاستقلال، أن تترك ملحمة بحجم هجومات 20 أوت 1955 لتمر دون أن تتوقف عندها، لاستذكار بطولات العقول لتلك المحطة المفصلية في تاريخ ثورة نوفمبر المجيدة، وعلى رأسهم البطل زيغوت يوسف مهندس هجومات الشمال القسنطيني، التي كانت محطة فارقة في اتجاه استمرار الثورة، التي كانت تعيش مرحلة حرجة بعد مرور أقل من عام واحد على اندلاعها. إن الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتخليد بطولات وأمجاد ثورة نوفمبر المظفرة، كانت دائما على رأس قائمة اهتمامات جريدة «الشعب». وفي هذا الإطار انتقل منتدى الجريدة إلى الولاية التاريخية الثانية لإحياء الذكرى ال61 لهجومات 20 أوت 1955، أين نظم بالتعاون مع قصر الثقافة وتحت رعاية والي ولاية سكيكدة ندوة تاريخية بعنوان: «الأبعاد الاستراتيجية والعسكرية لهجمات الشمال القسنطيين»، وذلك يوم 17 أوت 2016، احتضنتها قاعة محاضرات قصر الثقافة أحد معالم ولاية سكيكدة وتخللت الندوة شهادات حية لمجاهدي الولاية التاريخية الثانية، اعقبت مداخلتي الأستاذين أحسن تليلاني وتوفيق صالحي حول الهجومات. إن هذه المبادرة تتزامن والاحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة ليوم المجاهد 20 أوت 1955 / 1956 أي الذكرى ال61 لهجومات الشمال القسنطيني والذكرى ال 60 لانعقاد مؤتمر الصومام، وهي الاحتفالات التي تحتضنها اليوم قرية ايفري بولاية بجاية.