أدان الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، أمس، الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو» منذ 25 عاما، قائلا: «إن ذلك محاولة لتغيير المعطيات على الأرض»، محمّلا الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه، ملوّحا بالعودة إلى الكفاح المسلح تحقيقا لرغبة الشعب الصحراوي. وجه عضو جبهة «البوليساريو» الوزير الأول في حكومة الجمهورية الصحراوية طالب عمر، تحذيرا إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، بعد الخرق السافر لبنود وقف إطلاق النار المتمثلة في خروج قوات المحتل العسكرية من منطقة «الكراكرات»، «منطقة الجدار الأممي العازل بين الصحراء وموريتانيا»، نحو المنطقة المعزولة، ما يعد خرقا واضحا للشرعية الدولية، مضيفا أن تتابع هذه المواقف الخطيرة، مع العرقلة المتعمدة للمسار السياسي، يملي، أكثر من إي وقت مضى، ضرورة التحرك العاجل للأمم المتحدة. وطالب الوزير الأول الصحراوي مجلس الأمن، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه، داعيا في كلمة له خلال أشغال اختتام الطبعة السابعة لإطارات جبهة «البوليساريو»، أمس، بجامعة بومرداس، إلى وضع حد لمثل هذه السلوكات التي تمس بمصداقية مجلس الأمن الدولي وتهدد بشكل جدي بنسف جهود التنمية. وتجدد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، دعوتها إلى المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المحتلة، في مقدمتها الاعتقال والتعذيب، حيث قال العضو جبهة «البوليساريو» طالب عمر، أن الجبهة تدين بشدة أشكال التعذيب والاغتيال والمحاكمات الجائرة للسجناء الصحراويين وكذا إدانة نهب الثروات الطبيعية، مجددا الدعوة لإطلاق كافة المعتقلين وفي مقدمتهم معتقلو «أكديم إزيك». ووجه الوزير الأول الصحراوي رسائل تهديد واضحة إلى نظام المخزن، الذي تمادى في مواجهة المجتمع الدولي، بعد فشل سياساته التوسعية ورفضها دوليا، ما سبب له عزلة يحاول الخروج منها، وليس تعديه على اتفاقية وقف إطلاق النار إلا سلوكا متهورا قائما على التصعيد والاستفزاز، لابد من مواجهته قبل فوات الأوان. كما تأسف طالب عمر، على الدعم الخليجي الذي يتلقاه المحتل المغربي لمواصلة احتلاله للصحراء الغربية وهو ما يؤكد اتجاه القضية إلى مآلات خطرة، معرجا على الدور السلبي لفرنسا التي تدعم الاحتلال كذلك، مستغلة منصبها الدائم في مجلس الأمن، محملا إسبانيا استمرار الاحتلال لأزيد من 40 سنة، داعيا كل الأطراف إلى مد جسور التعاون والسلام، بدل الحرب والتفرقة. من جهته أكد رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي، أن الجزائر ماضية في مناصرتها لحركة تحرر الصحراء الغربية ولن يثنيها عن ذلك أي طرف، مشيرا إلى أن تضامن الجزائر قيادة وشعبا مستمر لتحقيق الاستقلال، منوها إلى جهود المشاركين في إنجاح الجامعة الصيفية بكل المقاييس، قائلا «إنها حققت الأهداف المرجوة». بدوره أكد محمد الأمين البوهالي، رئيس الجامعة الصيفية للبوليساريو، نجاح هذه الطبعة، منوها بالروح النضالية العالية والانضباط الذي أبداه المشاركون «ما يعكس مستوى الجاهزية الذي تتمتع به إطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، مشيرا إلى أن الطبعة كانت في مستوى المعطيات الراهنة التي تميز العالم وفي مستوى التقدم الذي تعرفه القضية الصحراوية. وأشاد البوهالي «بدور السلطات الجزائرية من أعلى مستوى، وكذلك السلطات المحلية بولاية بومرداس، التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح هذه التظاهرة النضالية»، مثمنا «الدور الفعال والتاريخي الذي تقوم به الجزائر في خدمة القضية الصحراوية إيمانا منها بعدالة هذه القضية». وشهدت حفل اختتام الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو مشاركة 400 مناضل من مختلف أطياف الشعب الصحراوي، أبرزها وفد المناطق المحتلة الذي يتخوف من ردّ سلبي من طرف النظام المغربي، الذي تعوّد على تعنيف الوفد في الطبعات السابقة. وبالمناسبة، وجه المشاركون رسالة تضامن مع المعتقلين الصحراويين، أكدوا فيها تضامنهم ومواصلتهم انتفاضة الاستقلال. كما عرف اختتام الجامعة مشاركة نوعية لممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية ومنظمات المجتمع المدني، حيث تم تكريم المحاضرين في الجامعة، بالإضافة إلى تكريم السلطات الولائية لولاية بومرداس وتجديد اتفاقيات تعاون بين بلدية الجزائر الوسطى وولاية العيون الصحراوية واتفاقيات مع ولاية بومرداس في إطار التعاون والتضامن بين البلدين.