أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية في الجزائر السيد ابراهيم غالي، أن استفتاء تقرير المصير هو المشهد الأخير لمسلسل المفاوضات والحل النهائي للنزاع، موضحا أن المقترح المغربي ولد ميتا ولن يكون قاعدة للمفاوضات ولا حلا للنزاع، إلا إذا كان اختيارا صحراويا بكل حرية من خلال استفتاء عادل ونزيه يمكن الشعب الصحراوي من الاختيار بين عدة مقترحات بما فيها الحكم الذاتي أو الاندماج أو الاستقلال. وكشف السفير الصحراوي عن مباشرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة السيد كريستوفر روس لجلسات غير رسمية بين طرفي النزاع تكون تمهيدا لجولة المفاوضات الرسمية، كما تطرق إلى العديد من القضايا والأحداث ورد على الاتهامات والتحامل المغربي على الجزائر ضمن هذا الحوار الذي خص به جريدة الشعب. ❊ : المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية قال في آخر زيارة له للمنطقة أنه متفائل بشأن اتخاذ الخطوة الأولى نحو حل قضية الصحراء الغربية وقال في الجزائر أن البحث عن حل لنزاع الصحراء الغربية من طرف الأممالمتحدة يسير في الطريق السليم. ماهي الأسباب التي حملته على التفاؤل وما الذي يقصده باتخاذ الخطوة الأولى والطريق السليم؟ ❊❊ ابراهيم غالي: نحن نأمل أن يكون السيد روس يعي ما يقول، فهو رجل دبلوماسي ذو تجربة طويلة وقد كلف بملف أساسي لأنه ملف متعلق بمسلسل تصفية الاستعمار وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، تفاؤله مبني على معطيات لديه لم يعلن عنها لحد الآن، لكن بالنسبة لنا الطريق السليم أو الصحيح هو تطبيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه وهو الوقوف مع الحق ومواجهة الظلم وتطبيق الشرعية الدولية بمعنى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره واستقلاله والطريق السليم هو أن يستطيع روس من خلال مجهوداته الشخصية والأمين العام للأمم المتحدة وكافة بقية دول العالم دفع المملكة المغربية الطرف المعرقل والغازي والطرف المسبب في المشكل في الأصل بعد أن غزا الصحراء في 75 إلى الرجوع لجادة الصواب ليعترف بالحقيقة الصحراوية هذه الحقيقة التي لا رجعة فيها لأنها قائمة ونكرانها مستحيل وتجاهل مطالب الشعب الصحراوي هو سياسة هروب إلى الأمام. ❊ يبدي السيد روس تفاؤلا كبيرا بالتوصل إلى حل القضية الصحراوية في إطار الجولة المقبلة من المفاوضات بين طرفي النزاع في وقت عجزت فيه منظمة المينورسو وحتى الأممالمتحدة عن تنفيذ المهمة التي كلفت بها منذ أكثر من 18 سنة كيف تفسرون هذه المفارقة؟ ❊❊ المشكل ليس صعب بل واضح وحله واضح كذلك لكن الغائب حتى الآن هو الإرادة السياسية لدى الطرف المغربي ولدى الهيئات الدولية لممارسة الضغط على الطرف المعرقل حتى يعود إلى جادة الصواب ليتعاون معنا من أجل أن نطبق الشرعية الدولية ومن أجل أن نمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه ليتم حل المشكل. الأمل أمل مشروع للمبعوث الشخصي للأمين العام للمنطقة في أن يتمكن من خلال مجهوداته الشخصية إقناع المغاربة بضرورة التعاون معه ومساعدته في التقدم من خلال مفاوضات جادة وحقيقية بين طرفي النزاع لتذليل الصعاب وخلق الأرضية التي تمكن المفاوضات من التوصل إلى النتيجة المنتظرة والمأمولة والمتمثلة في خلق الظروف المناسبة لتطبيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره وللسيد المبعوث الشخصي حنكة وقدرة على ذلك، ونأمل أن يكون فعلا يعتمد على دعم حقيقي ومحسوس من طرف كل أعضاء مجلس الأمن خصوصا الخمسة الدائمون في المجلس لكي يتمكن من تحقيق الأمل الذي يراوده في النجاح. ❊ هذا الأخير كان قد صرح بالمغرب أنه حان الوقت بعد الجولة التي قادته للمنطقة لعقد الاجتماع غير الرسمي بين طرفي النزاع، هل هذا يعني أنه تم تسطير إستراتيجية جديدة للتفاوض بدل الذهاب مباشرة للجولة الخامسة من المفاوضات أم ماذا؟ ❊❊ هذه طريقة المبعوث الشخصي الجديد وطريقته أن يبدأ بلقاءات يسميها غير رسمية تمهيدية لتحضير الجولة الرسمية للمفاوضات القادمة..نأمل أن تكون طريقته طريقة صائبة وأن تكون سببا في التأثير على الموقف المتعنت المغربي وطريقة تجذب المغاربة وتؤثر على الفرنسيين حتى يساعدوا في أن تكون الجلسات التحضيرية غير الرسمية لبنة في تحضير مناخ تصاعدي حقيقي غير مشروط هدفه تطبيق التوصيات الشرعية الدولية وتطبيق القرارات الشرعية الدولية يمّكن فعلا من التقدم لمفاوضات جادة وحقيقية هدفها إيجاد حل نهائي للنزاع، وهذا الحل مشروط بأن يتمكن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره واستقلاله وبهذا تكون فعلا الطريقة صائبة ويكون التفاؤل تفاؤلا مبنيا على عوامل جديدة تمكن من الخروج من وضعية الانسداد التي سببها المغرب بموقفه المتعنت وبشروطه المسبقة التي جاء بها في جلسات المفاوضات الماضية، حيث أن الطرف الصحراوي جاء بإرادة وبنية صادقة وبدون شروط مسبقة من أجل تطبيق التوصية 54 17- التي تنص على ضرورة توصل طرفي النزاع إلى حل عادل ونهائي من خلال تمكين الشعب الصحراء من ممارسة حقه في تقرير المصير. ❊ لكن المغرب لحد الآن لا يزال يتمسك بمقترح الحكم الذاتي لحل القضية الصحراوية، هل تتوقعون أن تتوصل الجولة الخامسة من المفاوضات إلى تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع لإيجاد تسوية سلمية لحل القضية؟ ❊❊ بالنسبة لنا أي مفاوضات بين الجبهة الشعبية -لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب- والمملكة المغربية قاعدتها هي توصيات مجلس الأمن ذات الصلة بتصفية مسلسل الاستعمار، وبالنسبة لنا كذلك المقترح المغربي ولد ميت لذا لن تكون هناك قاعدة للمفاوضات ولن يكون هناك حلا للنزاع، إلا إذا كان اختيارا صحراويا بكل حرية من خلال استفتاء عادل ونزيه يمكن الشعب الصحراوي من الاختيار بين عدة مقترحات بما فيها الحكم الذاتي أو الاندماج أو الاستقلال وفي هذه الحالة يمكن أن يكون ذلك، لكن الممر الإجباري لتحقيق ذلك، يجب أن يكون اختيار حر للشعب الصحراوي من خلال استفتاء بدون ضغوط. نحن ذاهبون إلى الجلسات القادمة غير الرسمية بناء على طلب المبعوث الشخصي والأممالمتحدة وسنفاوض على أساس توصيات المجلس الأمن ونأمل أن يكون المبعوث الشخصي قادر على إدارة مفاوضات بدون شروط مسبقة، محددا لجدول أعمالها بناء على توصيات المجلس وألا تخرج المفاوضات عن هذا الإطار وبهذه الطريقة يمكن فعلا أن نتقدم وأن تخلق أجواء ايجابية للدخول في المفاوضات الرسمية بإدارة صادقة ونية للتوصل إلى حل نهائي. ❊ المبعوث الشخصي سبق وأن قام بعدة جولات للمنطقة وبصفتكم أحد الأعضاء المفاوضين، هل لمستم هذه الإرادة لديه لإدارة المفاوضات بين طرفي النزاع في إطار توصيات مجلس الأمن؟ ❊❊ بناء على تصريحات المبعوث الشخصي في جولته الأولى حدد الإطار والهدف وقد جاء في زيارة للمنطقة بعد تعيينه مبعوثا شخصيا، لكي يدفع بالمفاوضات من جديد أو بطرفي النزاع إلى للدخول في مفاوضات على أساس توصيات مجلس الأمن والهدف هو تطبيق هذه التوصيات التي تنص على ضرورة دخول طرفي النزاع في مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، إذن الإطار واضح والهدف واضح والمبعوث الشخصي في جولته الأولى كان واضحا والآن حسب تصريحاته تجاوز بعض الصعاب، حيث أن هذه التصريحات متفائلة للدخول إلى المرحلة الأولى للقاءات القادمة غير الرسمية، نأمل فعلا أن يكون هذا مجهود من خلاله ومن خلال بقية الهيئة الأممية قد لين من التعنت المملكة المغربية حتى تدخل في مفاوضات بدون شروط مسبقة وأن تكون إدارة المفاوضات إدارة قادرة على فرض على الأطراف عدم الخروج عن جدول الأعمال المرتبط بتوصيات المجلس. ❊ ألا ترون أن الذهاب إلى جولات غير رسمية لم يحدد عددها ولا تاريخها هو تأخير آخر لحل القضية الصحراوية؟ ❊❊ لا نأمل ذلك نحن وافقنا على الطريقة كطريقة جديدة خاصة بالمبعوث الشخصي وقد قال أنها ستساهم في خلق خطوة ايجابية للتفاوض والتحضير لإنجاح الجولات الرسمية لن نصدر أحكام مسبقة بل سننتظر النتيجة والواقع أن محاولة إطالة الوقت لم تعد لا لائقة ولا مقبولة، فالشعب الصحراوي شعب صبور فعلا ومسالم وأظهر إرادة الحل السلمي وعانى كثيرا مما سببه الغزو المغربي، لكنه الآن في نهاية الصبر وعليه لن يكون الشعب الصحراوي مستعد لأي شكل من أشكال إطالة المفاوضات. ❊ يتخوف بعض المراقبون من أن تكون الجولة الخامسة من المفاوضات تكرارا لسابقاتها ويتوقعون أن سبب تحريك الأزمة يرجع الى تدخل من أطراف دولية مؤثرة ما تعليقكم؟ ❊❊ فعلا نخشى أن تكون الجولة الجديدة من المفاوضات مثل سابقاتها، إذا استمر التعنت المغربي وبعض الدول الكبرى ظلت على موقفها، لكن رغم ذلك نحن نعتبر أن المجهود الجديد للمبعوث الشخصي والإدارة الجديدةالأمريكية لا يسمح بأن تبقى تدور في حلقة مفرغة دون التقدم نحو حل محسوس وملموس يستنتجه القاصي والداني وعليه نأمل أن يكون المبعوث الشخصي قد عول على دعم حقيقي من أعضاء مجلس الأمن وأن يكون هذا موجه بصفة خاصة نحو المغرب من أجل أن يتعاون مع الطرف الآخر لكي تكون المفاوضات تختلف عن سابقاتها وتكون مفاوضات حول جوهر الصراع. الآن نحن في مرحلة إعادة القطار إلى السكة ليتمكن الشعب المعني من ممارسة حقه المعترف به دوليا. ❊ لكن موقف القوى العظمى بمجلس الأمن واضح وهو منحاز كل الانحياز إلى الطرف المغربي ويتوقع الجميع ألا يكون جديد في المفاوضات المقبلة في هذه الحالة، ماهي الحلول الكفيلة التي تراها جبهة البوليزاريو كفيلة بتليين مواقف تلك الدول؟ ❊❊ نحن لا نريد أن نصدر أحكاما على بعض الدول العظمى خصوصا بعد التغيير الذي عرفته الإدارة الأمريكية ولا يمكن أن نتهم كل الناس بأنها تتشبث بموقف معادي لحق الشعب الصحراوي ولا يمكن أن نتهمها كذلك بأنها تتلذ بطول معاناة الشعب الصحراوي، هناك مصالح لبعض القوى العظمى صحيح، لكن هذه المصالح يحافظ عليها وتحترم أساسا ويدافع عنها من خلال حل عادل نهائي يمكن من الأمن والاستقرار في المنطقة ويساعد هذا الحل في بناء المغربي العربي وان نكون طرفا مدافعا عن المصالح المشتركة مع بقية دول العالم الثالث بما في ذلك القوى العظمى. في اعتقادي أن القوى العظمى إذا استثنيا بلدا واحدا الذي لا يزال لحد الآن متعنت ومدافع عن الظلم وظاهرة الاستعمار في بداية القرن الجديد، فإن بقية الدول إلى حد ما وخصوصا إذا تابعنا نقاشات مجلس الأمن في نقاشته الأخير حول القضية في الأسبوع الأخير من شهر أفريل الماضي نجد أنها خطت خطوات جيدة اتجاه القضية الصحراوية، فلأول مرة تطرقت التوصية التي صادقت عليها إلى البعد الإنساني للنزاع وبالنسبة لنا هذا شيء جديد بعدما كانت معاناة الصحراويين وانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية طابو وذكرها يؤدي إلى التهديد باستعمال حق الفيتو ومكسب نأمل أن يكون بداية لإزالة الطابو بصفة نهائية في مداولات المجلس ضمن انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. ومن خلال تفسير التصويت في أفريل نستنتج أن هناك بلد واحد -وهو فرنسا- من يقف موقف استعماري في وجه حق الشعب الصحراوي ونأمل أن يكون لدى روس القدرة على تليين موقفها من القضية. ❊ لكن ألا ترى معي أنه حان الوقت لجبهة البوليزاريو أن تعتمد على لوبيات للتأثير في مواقف القوى العظمى خاصة وأن من يحرك الموقف الفرنسي باتفاق الجميع هم لوبيات لها مصالح مع المملكة المغربية؟ ❊❊ هذا صحيح، فاللوبيات لها دور في السياسات، لكن للشعوب وللرأي العام تأثيره أيضا ونحن شعب صغير مسالم وأرضه محتلة وخيراته تستغل من طرف العدو ونبحث عن صداقة الشعوب وتعاطف الشعوب .. نحن فعلا نقوم بمجهود متواضع لإيصال الحقيقة، لكن لا نبحث عن إيجاد اللوبيات بل نبحث على تعرية الحقيقة وحملات التضليل والتشويه وتمييع الحقائق التاريخية لإظهار حقيقتنا، أننا شعب اعتدي عليه وكان عرضة لغزو أتى على الأخضر واليابس. نحن قوتنا في تشبثنا بحقنا واستماتتنا عن الدفاع عنه وفعلا، إذا شاهدنا حجم التضامن مع القضية الصحراوية نرى أن الحق أقوى من قوة اللوبيات ونعتمد على هذا الأمر وبدون شك مجهودنا في لفت انتباه شعوب العالم لما يعانيه شعبنا من ظلم سيكون عنصرا ذا تأثير على كل الدول والمنظمات الدولية، وقد شاهدتم مختلف المنظمات الدوليةالتي عكست الحقيقة، إنه فيه شعب يعاني من الظلم وتنتهك حقوقه وطالبت كل هذه المنظمات من مجلس الأمن أن يلعب دوره في توقيف الظلم ومعاناته وتمكينه من حقه في تقرير مصيره هذا الحق الذي مازال حبيس أدراج الأممالمتحدة نتيجة الموقف المتعنت الفرنسي. وشهادات عديدة لمنظمات أخرى على غرار البرلمان الأوربي كرر ما قالته المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة وهذه شهادات وليس لوبيات وهذا الحق اقتنع به هؤلاء ورفعوا أصواتهم في وضح النهار ليقولوا كفى لظلم الشعب الصحراوي وإيجاد الظروف لتقرير مصيره وبناء دولته وحقه في الرجوع وهذه الأصوات ستكون أقوى من اللوبيات التي تبني مواقفها على الإغراء وشراء الضمائر. ❊ في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير عديدة على انتهاكات لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المحتل المغربي تم رفض المطلب القاضي بتوسيع صلاحيات المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة كيف تفسرون هذا؟ ❊❊ أنا لا أسمي هذا رفضا ونحن كذلك طالبنا أن توسع صلاحيات المينورسو أو أي هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة ونعني بهذا المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتم رفض الطلب لأن المينورسو في الوقت الراهن حسب الأممالمتحدة ملزمة بمهمتها الأساسية وفقط ولو وسعت صلاحياتها لأثارت حفيظة الطرف المغربي ولذلك يتم اليوم العمل على تكليف المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة بمراقبة وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وتكون عنصر مكملا ومتكاملا مع المينورسو التي لا تزال مهمتها قائمة وهي الإشراف على استفتاء تقرير المصير لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه ولكن هذا لا يزيل أن لها مسؤولية الإقرار بما يجري في الأراضي المحتلة وبانتهاكات حقوق الإنسان ريثما يتم تكليف المفوضية السامية لأن الأمور في حالة التغاضي عنها لن تساعد لا في تقدم جولة المفاوضات ولا في الإسراع بالحل. ❊ على ذكر حقوق الإنسان بالمنطقة سبق وأن رفعت جمعية أولياء الصحراويين المفقودين دعوى قضائية ضد جنرالات مغربية بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والاختطاف القسري لكن سرعان ما توقفت الدعوى بعد أن استمع القاضي الاسباني غارسون إلى بعض الشهود، مع العلم أن هذا الأخير كان قد تقدم بطلب لدى الحكومة الجزائرية ليتمكن من زيارة مخيمات اللاجئين والاستماع لدفعة من الشهود هل من جديد حول القضية؟ ❊❊ القضية لم تتوقف، وفعلا القاضي الإسباني استمع إلى عدد من الشهود لكن لم يكتمل العدد، فهناك شهود في المخيمات وشهود في الأراضي المحتلة وأكيد العملية ستأخذ وقتا لأن القاضي غارسون ليس مختص في هذا الملف فقط، وفعلا هو طلب القيام بزيارة لكي يستمع إلى الشهود أو الإتيان بأكبر عدد منهم إلى اسبانيا ولحد الآن لا يزال يدرس هو والمحامي أي السبل أفضل. وبخصوص طلب الجزائر، تم تلقي الرد بالإيجاب ولكن مهام القاضي وملفاته الموجودة على مكتبه هي من تسببت في التباطؤ والعملية سائرة لم تتوقف وهذه إجراءات إدارية محظة. ❊ يتفق الجميع على أن للإعلام دور كبير في تعرية جرائم المحتل وانتهاكاته الجسيمة، أين دور الإعلام الصحراوي في نقل معاناة الشعب الصحراوي وإيصال صوته لكل العالم؟ ❊❊ الإعلام الصحراوي متواضع وإمكانياته متواضعة ورغم ذلك صوته يصل، سابقا كانت الوسيلة الوحيدة التي نملكها هي الإذاعة أو جريدة الصحراء الحرة والإذاعة حققت ولعبت دورا هاما وبارزا في إيصال حقيقة للمواطن في المناطق المحتلة رغم ما سخر للتشويش على هذه الإذاعة، والآن تعززت هذه الوسيلة بالتلفزة الصحراوية التي دشنت في 20 ماي المنصرم صحيح هي مبتدئة، لكن هي تشق طريقها لكي تلعب جزء من هذا الدور. وعلى ذكر وسائل الإعلام الشعب الصحراوي لا يمكن أن ينسى أو يتناسى الإعلام الجزائري وما قام به من دور بارز، دور ساهم مساهمة كبيرة في إنارة الرأي العام الوطني والدولي ولولا وسائل الإعلام الجزائرية لكانت القضية إلى حد كبير مجهولة، لأن هناك تعتيم إعلامي مضروب ومقصود على القضية الصحراوية وما يصل الرأي العام هو مشوه في غالبه، إذن من يقول الحقيقة هو الإعلام الجزائري وهو مشكور على الدور الذي قام به لإيصال الحقيقة والوقوف إلى جانب الشرعية الدولية منذ أن تم غزو الصحراء الغربية في ,75 ومهما تكن لنا من الإمكانيات ووسائل لا يمكن أن ينسينا دوركم الكبير. ❊ على ذكر وسائل الإعلام صنفت الصحيفةالأمريكية فوربس الملك السادس سابع أغنى ملك في العالم وأرجعت زيادة ثروته إلى استغلاله للفوسفات المستنزف من الأراضي الصحراوية المحتلة، ما تعليقكم؟ ❊❊ هذا صحيح ازدادت ثروته نتيجة استنزاف الفوسفات والسمك وما ينتج من ثروات فلاحية من الأراضي الصحراوية، فتينيقير الواقعة قرب مدينة الداخلة تنتج أحسن طماطم تنتج في إفريقيا وتصدر من هناك مباشرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية خصيصا وهذا الاحتكار يمكن القصر من حوالي 4 ملايير دولار سنويا ناهيك عما يستغله الجنرالات في اتفاقية الصيد المملوكة من طرفهم وبعض الوزراء المغاربة، النخبة المغربية تتشبث بموقف ينسجم مع موقف القصر من هذه القضية، لأنهم مستفيدون جميعهم من سرقة خيرات الشعب الصحراوي سواء كانت سمكية أو معدنية أو فلاحية. ❊ وكيف تفسرون التحامل المغربي غير الجديد على الجزائر حيث في آخر تصريح له اتهم الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف عمر هلال الجزائر بمخادعة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمجموعة الدولية، حيث ادعى أنها تطالب المجتمع الدولي بتقاسم الأعباء في وقت تقوم بتسليح البوليزاريو ؟ ❊❊ المفوضية السامية للاجئين هي ما قامت بآخر إحصاء سكان المخيمات سنة 2000 وقد قامت بالإحصاء وحيدة دون تدخل جبهة البوليزاريو وأسفر الإحصاء عن وجود 158 ألف مواطن صحراوي في المخيمات وخارج هذا الإحصاء البدو الرحل في المناطق المحررة في الأراضي الصحراوية والصحراويون المتواجدون في شمال موريطانيا الذين لم يشملهم الإحصاء. إذن من يريد أن يشوه هذه الحقيقة كاذب صحيح مورست ضغوط بعد ذلك من بعض الدول على المفوضية السامية للاجئين حتى تغير من هذه المعطيات التي رفعتها نتيجة عملها واتخذت قرارات من الدول المانحة خفضت بموجبها المساعدات بدلا أن تعطي الكمية اللازمة للمواطنين الذين تم إحصائهم تحت حجة تقديم المساعدات للأكثر احتياجا وهي نية مبيتة تحاول من خلالها تجويع الشعب الصحراوي للركوع لإرادة المغرب ولما فشلت هذه المقاربة أصبح المغرب يتهم الجزائر بهذه التهم واتهاماته ليست جديدة، فقد عودنا منذ غزوه للصحراء الغربية على مثل هذه الاتهامات، لكن الحمد لله مثل هذه الاتهامات لم تعد تنطلي على أحد وهي اتهامات موجهة للاستهلاك الداخلي وللمواطن المغربي ولا تأثير لها على الرأي العام العالمي ولا حتى على وسائل الإعلام المأجورة. أما مخيمات اللاجئين، فهي مفتوحة للجميع وحرية التنقل إليها تامة ولمن أراد ذلك، لكن تبقى الاتهامات من طبيعة النظام المغربي حيث عندما تغلق كل الأبواب في ادعاءاتها يتجه إلى الجزائر واتهام الجزائر هو هروب عن حقيقة وعن مواجهة المسؤولية، كما هو تمييع لحقيقة وجود الصحراوي، فالنزاع لا بد أن يتم ويمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره والدولة الصحراوية ستقام على أرضه وسيتمكن الشعب الصحراوي من بناء دولته على كامل ترابه الوطني وسيربط علاقات دبلوماسية مع المملكة المغربية والاتحاد المغاربي سيقام ووحدته لن تتم على أنقاض الشعب الصحراوي، فنحن الدولة الصحراوية السادسة وستكون عنصر فاعلا في هذا الاتحاد. ❊ ماهي السيناريوهات المحتلة لحل القضية الصحراوية في المرحلة القادمة؟ ❊❊ بالنسبة لي الحل حتما يمر باستفتاء تقرير المصير حتى وإن وصلنا في مفاوضاتنا مع المغرب إلى الاتفاق حتما سيمر باستفتاء تقرير المصير وهذا حق نحن مسلمين به ومؤمنين به فقد انتهت به الكثير من الاستعمارات وبدون شك سيكون المشهد الأخير لمسلسل المفاوضات والحل النهائي للنزاع. كلمة أخيرة ل ''الشعب'': شكري الجزيل لجريدة ''الشعب'' العتيدة التي رافقت كفاح الشعب الصحراوي منذ الوهلة الأولى ونتمنى لها المزيد من المكاسب ومرحبا بها عندنا في أي وقت ومستعدون للتعاون معكم وإعطائكم كل ما تحتاجون إليه وإنشاء الله ستعتمد مراسلا في الصحراء الغربية.