سارت المشاركة الجزائرية، حسب التوقعات، حيث أنه تم اختيار طريق منح الفرصة لأبطال المستقبل، لأن العديد من الفرق الوطنية التي خاضت هذه الدورة لهم إمكانيات، لكن العديد من الرياضيين يفتقرون للتجربة اللازمة في مثل هذه المناسبات.. وكان لنا حديث مع المسؤولين على البعثة الجزائرية الذين أوضحوا لنا ذلك وهم مرتاحون على آداء معظم الفرق، رغم أن الحصيلة من حيث الميداليات كانت أقل من الدورة الماضية التي جرت بألميريا.. فالهدف من هذه الدورة هو منح الثقة لهؤلاء الشبان. وكانت رياضة الجيدو آخر منافسة في دورة بيسكارا ساعات قليلة من انطلاق حفل الاختتام، وبعد البرونزية التي أضافها بويعقوب للحصيلة الجزائرية، وهي الخامسة في الجيدو.. اقتربنا من المدرب الوطني للذكور السيد سليني الذي أشار لنا أن مسار المصارعين مشرف في هذه الدورة، خاصة وأن هناك بلدان شاركت في المنافسة ولم تنقل أية ميدالية.. وواصل قائلا: ''بدأنا العمل مع الفريق الوطني منذ فترة قصيرة وسنواصل العمل والجهود في الأيام القادمة من أجل تحضير بطولة العالم التي نسعى للتألق فيها وتحقيق الأحسن''.. في حين أن مدربة المنتخب الوطني للإناث، ارتاحت للحصيلة المسجلة، ولو أنها أكدت: ''بالفعل أنا مرتاحة، لكن حسب المستوى الذي تحوزه المصارعتين لعتروس ووردان فكان بإمكانهن تحقيق الذهب في هذه الدورة.. وما علينا إلا التعلم من الخسارة، لأنها دروس للمستقبل. ولهذا، فإننا سنعمل حصيلة ونقيّم المسار في الأيام القادمة لإصلاح النقائص التي ظهرت وتكون النتائج أفضل.. كما لا يفوتني التذكير بأن هذه الدورة كانت مناسبة لإعطاء الفرصة للعديد من الشبان الذين لهم إمكانيات هائلة .. ولهم مستقبل واعد، أكدوه في أول مشاركة لهم في مثل هذه الدورات''. والمدير الفني واعراب سار في نفس المنحى ومرتاح للحصيلة المسجلة قائلا: ''إن خمس ميداليات ليس بالشيء السهل في ظل المستوى الكبير الذي عرفته هذه المنافسة بحضور عدة أبطال العالم وأولمبيين خاصة وأن الفريق الوطني جاء إلي بيسكارا بعدة مصارعين شاركوا لأول مرة في الألعاب المتوسطية''. وللإشارة، فإن حفل الاختتام كان مميزا وفريدا من نوعه، حيث أن سكان مدينة بيسكارا شاركوا فيه بطريقتهم وارتدوا لباسا أبيضا في موقع الحفل الذي كان على شاطئ بيسكارا، وسط الموسيقى التي رقص على نسقها الرياضيون الذين تنافسوا طيلة مدة المسابقات، فكان التتويج للأحسن والآخر اكتسب تجربة والبعض الآخر خابت آماله وعليه العمل لتحقيق الأحسن في الدورات القادمة.. إنه منطق الرياضة الذي يفرض العمل المتواصل. فالكل تمنى أن تعيش مدينة فولوس اليونانية لحظات تاريخية مثل التي سارت فيها دورة بيسكارا في صالح الرياضة المتوسطية التي تلعب دائما تحت شعار ''بحر واحد وحلم واحد''.