لا تزال شعبة تربية الدواجن بوهران، تعاني مشاكل تقنية وعوائق هيكلية وتنظيمية، رغم الجهود المبذولة في سبيل تعزيز الاستثمارات الموجهة لهذا الميدان، وبشكل خاص، الوحدات الموجهة لإنتاج الدجاج البياض، الذي تعتبر تربيته من المشاريع المربحة والمفيدة، مقارنة بتربية الدجاج اللاحم، التي تشرط مجهودا وأيضا مساحة أكبر. أجمع عدد من المهنيين والمتخصّصين بصناعة الدواجن في تصريحهم ل «الشعب»، على أن السوق المفتوحة في وهران، يشكلها ويؤثر فيها طلب المستهلك، وهو من الأسباب المباشرة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار تدريجيا، بعد التراجع الكبير الذي سجّلته هذه المنتجات، أيام عيد الأضحى. قال هؤلاء، إن هذه الوضعية يضاف إليها ارتفاع مستلزمات إنتاج الدواجن، وفي مقدمتها الأدوية والأعلاف، والانتشار الواسع للمربين غير الشرعيين وعزوف الكثير من أصحاب المزارع عن العمل في هذا المجال. في هذا الاطار، قال الأمين العام للغرفة الفلاحية زدام الهواري: «أن حجم استثمار الدواجن داخل وهران، عرف تطورا ملحوظا، والوصاية، متبوعة بشركائها، يقومون بأدوار أساسية في تحسين وتطوير ورفع الكفاءة الإنتاجية لمزارع الدواجن، إلى جانب دعم المنتجين وحماية استثماراتهم، إلا أنه أعرب عن خشيته من أن تكون آلاف المليارات التي استثمرت في مجال صناعة الدواجن تذهب سدى، نتيجة استيراد أغلبية المواد التي تدخل في إنتاج الأعلاف من الذرة الصفراء والصويا، التي تشكل مجموعة 90 بالمائة من تركيبة الأعلاف، مما جعلها مستوردا أساسيا لها.» رغم التطور الذي حققه القطاع الزراعي في الجزائر- يؤكد زدام الهواري- إلا أن هذه الحركية، لم ترق إلى مستوى توطين التكنولوجيا اللازمة لتشغيل وتطوير أو إقامة صناعات لإنتاج اللقاحات والأدوية البيطرية.. وبما أن صناعة الدواجن، تتعرض من وقت لآخر لانتشار الأمراض الوبائية؛ فقد أصبحت اللقاحات والأدوية البيطرية إحدى المواد الهامة المكملة لصناعة الدواجن. ذكر نفس المتحدث مشكلة أخرى، وهي عدم جدية بعض المستثمرين الصغار في محاولة تطبيق الشروط الصحية والفنية لإنشاء حظائر الدواجن، من ناحية، والرغبة في تعويض خسائرهم خلال فترة الذروة، وهو ما يحدث، خلال الدخول الجامعي وارتفاع طلب المطاعم المدرسية على مادة البيض، التي يعتبرها مستثمرو مزارع البيض، فرصة لتعويض الخسائر التي يعاني منها الكثير منهم في فصل الصيف، جراء قلة الإنتاج وارتفاع النافق من الدواجن. من جهته، رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن لولاية وهران بوداود الحاج، أشار الى مشاكل تنظيمية، ذات صلة مع الأزمة المالية التي تعاني منها الفئة التي عجزت عن تسديد ما عليها من ديون، جراء امتناع بنك الفلاحة والتنمية الريفية «بدر» عن منحهم المزيد من القروض، عملا بالقوانين السارية، وبالتالي توقف الكثير منهم عن النشاط، لافتا إلى أن زهاء 100 بالمائة من الاستثمارات الموجهة في هذا الميدان من المال الخاص. يرى بوداود الحاج، أنه لا توجد هناك عوائق، إذا تضافرت الجهود لوضع واعتماد «خريطة طريق واضحة»، تتضح معالمها من خلال إحصاء العدد الحقيقي للمربين، وضمهم في إطار المجلس، لا سيما منهم غير النظاميين، بهدف تحقيق إنتاج وفير بصفة منتظمة والوصول إلى أسعار توافقية بين الفلاح والمستهلك بوهران، التي تحصي لوحدها أكثر من مليون و500 ألف نسمة. كما طالب، نفس المتحدث، ضمن اقتراحاته وأفكاره التي تقدم بها بتكثيف اللقاءات بين الوزارة الوصية ومختلف الشركاء، للوصول إلى بلورة بطاقة تقنية شاملة عن أسعار البيض واللحوم البيضاء، مقابل هامش ربح مقبول، يرضي الطرفين المنتج والمستهلك، لافتا في سياق متصل إلى أن أصحاب التجزئة، يتحملون المسؤولية الأكبر عن ارتفاع الأسعار، ودعا في هذا الإطار إلى تكثيف الرقابة وضبط الأسعار، كأهم مطلب ينادي به المستهلك في ظل المنافسة الحرة.