* البياطرة يرجحون أن السبب يعود إلى اللقاحات المستعملة * توقعات بارتفاع أسعار اللحوم البيضاء خلال رمضان بسبب المرض علمت ”الفجر” من مصادر مطلعة من قبل عدد من المربين والجمعيات المهتمة بالإنتاج الحيواني والبياطرة، بانتشار منذ أيام مرض غريب بين الدواجن بالعديد من ولايات الوطن، خاصة بالجهة الشرقية وأيضا بولايات الغرب، بكل من ولايتي مستغانموتلمسان وغيرهما بعدما بات المرض ينتشر بشكل سريع بين مزارع المربين، في غياب التشخيص الحقيقي للمرض الذي يؤكد بعض البياطرة في تصريح ل”الفجر” إنه داء أنفلونزا الطيور، بعد ظهور أعراض المرض بين الدواجن المريضة، ما خلق هلعا وسط المربّين الذين باتوا يستيقظون على هلاك أكثر من 80 بالمائة من الدواجن في ليلة واحدة بعد انتشار العدوى وانتقال الفيروس بسرعة البرق بين رؤوس الدجاج. من جهتها باتت العديد من مزارع الدواجن بالجهة الغربية، خاصة بولايتي تلمسانومستغانم اللتين ظهر بهما المرض الغريب، شبه خاوية على عروشها بعد هلاك أزيد من 80 بالمائة من الدجاج في كل مزرعة، ما ألحق خسائر فادحة بالمربين، بسبب مرض مجهول. وأكد عدد من المربين أن هناك أقاويل تؤكد أن استعمال بعض الأدوية واللقاحات وراء الإصابة بفيروس صنف ”أش 9” القاتل والخطير، بعدما كان في الأول يتمثل في فيروس ”أش 5” غير المعدي. ويؤكد بعض البياطرة الذين اتصلت بهم ”الفجر” أن ”المرض الذي يجتاح مزارع المربين هو داء أنفلونزا الطيور، خاصة بعد ظهور أعراض شبيهة بالمرض المذكور ومنها انتفاش الريش وقلة إنتاج البيض، وغالباً ما تنتهي بموت الدجاجة المصابة في غضون 24 ساعة. كما أن الدجاج المصاب قد يظهر عليه أحد أو كل الأعراض التالية: انعدام النشاط والشهية، انتفاخ الرأس، الأجفان والأرجل، ظهور اللون الأزرق في مفرزات أنفية، السعال وإفرازات مخاطية من الأنف، إسهال، انخفاض في إنتاج البيض والذي يكون بدون قشرة أو بأحجام وأشكال مختلفة، وجميع هذه الأعراض تتسبب في النفوق المفاجئ للدجاج الذي يمكن أن يحدث خلال 24 ساعة من دخول الفيروس وبالتالي يكبد المربين خسائر مالية معتبرة. وأورد أحد البياطرة أن أعراض داء أنفلونزا الطيور ليس شبيه بداء نيوكاسل الذي تسبب في هلاك أيضا خلال المواسم الفارطة الآلاف من الدواجن، فيما أرجع بعض البياطرة السبب إلى نوعية اللقاح وآخرين إلى الأعلاف التي تنتجها بعض المؤسسات الخاصة، والتي لا تحترم المعايير القانونية، وذلك بغرض تحقيق الربح الوافر، حيث طالبوا وزارة الفلاحة بالتدخّل العاجل من أجل فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هلاك الدواجن التي تكلفهم أموالا معتبرة لتربية الكتاكيت إلى غاية وصولها لمرحلة الإنتاج، في الوقت الذي أكد فيه عدد من البياطرة أن إنتاج اللحوم البيضاء سيتراجع هده السنة بسبب هلاك الدواجن إلى جانب ارتفاع أسعاره التي وصلت إلى 300 دج للكيلوغرام الواحد في أول يوم من رمضان، ويرتقب أن تصل إلى 500 دج للكيلوغرام، وهو ما سيخلف أزمة لحوم بيضاء على مستوى جميع ولايات الوطن بعدما انتشر الفيروس في العديد من الولايات الشرقية أيضا. وأفادت مصادر عليمة ل”الفجر” أن عددا من المربين قاموا باقتطاع عينات من الدجاج المريض ونقلها إلى فرنسا لإجراء عليها التحاليل ومعرفة أسباب المرض بعد عجز مخبر باستور عن تشخيص الداء.