يعيش فلاحو ومربو الدواجن بمختلف أنواعها هذه الأيام على كف عفريت بسبب الخسائر الفادحة التي طالت ممتلكاتهم الاستثمارية في تربية حيوانات إنتاج اللحوم بمختلف أنواعها بسبب انخفاض أسعارها مما جعلهم يتكبدون خسائر بمئات الملايين. وقد أكد الكثير منهم عبر"البلاد" على مدى الأثر الذي تركته وضعية السوق المتدهورة وغيرالعادية فتجعل الإفلاس الكلي للكثير من أصحاب المزارع الحيوانية وتربية الدواجن. فحسب المتحدثين فإن أسواق المواشي فاضت بالحيوانات دون وجود بيع وهذا راجع إلى تدني أسعارها وارتفاع كلفتها فجعلها سلعة تتكدس وتتأخر عن موعد تسويقها مما خلفت خسائر فادحة، وأن تأجيل بيعها ضاعفت مصاريفها وأتعابها على ضوء ارتفاع أسعار الأعلاف وأدويتها حيث نزلت أسعار أبقار الحلوب بأكثر من عشرة ملايين للبقرة، هذه الوضعية رهنت مشاريع الاستثمار الفلاحي منها مستثمرات تدعيم الشباب من قبل صندوق "أونساج" الذين اقتنوا الأبقار بأسعار خيالية فهل من إعادة النظر فيها؟ هذا في مجال تربية المواشي، أما فيما يخص تربية الدواجن فلا حديث ولا حرج فتدني أسعار البيع بالجملة من 200 إلى 110 دنانير للكيلوغرام الواحد للدجاج ومن 250 إلى 130 دينارا للكيلوغرام الواحد. أما في الأسواق الفوضوية المنتشرة عبر الطرقات فأصبحت تباع من دون ميزان خمس دجاجات حية بألف دينار على غرار منطقة جرمان، لعوازقة ببازر سكرة، حمام السخنة، بئر العرش وحوافي المدن الأخرى من الولاية كالعلمة وسطيف وعين ولمان وبوقاعة وغيرها، وهذا لن يدخل في سياسة تنظيم السوق لحماية المستهلك والمحافظة على القدرة الشرائية للمستهلك على حساب المربي والفلاح في الوقت الذي لا تزال فيه أسعار الدجاج بمحلات بيع لحومها دون 200 دينار للكيلوغرام الواحد، مما يجعل مستقبل هذا الإنتاج نحو الانقراض ويرهن أسعارها مستقبلا نتيجة إحالة الكثير من المربين على البطالة وهذا ما يتجلى من خلال تدني سعر الصوص الواحد من الدجاج من المفارخ من 110 إلى 10 دنانير للفرخ الواحد وأكثرها لا يربى بل يرمى في المزابل والغابات نتيجة توقف الكثير عن تربيتها، وقد زارت "البلاد" مزرعة استثمارية لتربية الدواجن بمنطقة أولاد مهنة بلدية حمام السخنة ل"الإخوة كباب" مسيرها "كباب السعيد بن حكيم" الذي وجدناه في بلباسه الخاص ففتح لنا صدره وطاف بنا وحكى كل كبيرة وصغيرة، فأكد أن هذه المزرعة لمجموعة متكونة من خمسة أفراد يستثمرون في تربية الدواجن أبا عن جد يربون الدجاج بنوعيه الأبيض 10 آلاف صوص و4800 دجاجة للبيض و12ألف ديك رومي وهي على شكل سلسلة دورات مستمرة داخل مستودعات وخيم خاصة بتربية الدواجن، بالإضافة إلى الإخوة الخمسة معهم أربعة عمال دائمين. المزرعة في طريقها إلى الفشل والإفلاس نتيجة وضعية السوق الحالية إثر عملية تأخير بيع المنتوج لعدم إيجاد السوق لها، وأن كل يوم تأخر تتضاعف الأتعاب على ضوء غلاء أعلافها ما بين 4600 و4800 دينار للقنطار، ناهيك عن الأدوية والبيطري والتخوف من المرض المفاجئ والموت، وأن مزرعتهم تأثرت في المدة الأخيرة منذ شهر جانفي المنقضي حيث تتعدى خسائرها بأكثر من مليار سنتيم هذا إذا بيع المنتوج الحالي الجاهز مما جعل الأتعاب تتزايد يوميا بما لا يقل عن خمسين ألف دينار يوميا. فبعد انتهاء فترة تربية الديك الرومي التي لا تقل عن خمسة أشهر بعناية تامة لتضاف إليها شهور أخرى لعدم وجود التسويق فتتضاعف التكاليف. وقال إن مزرعتنا هي عينة ناهيك عن مربي الولاية وقد ناشد السلطات العليا في البلاد على رأسها الوزير الأول ووزير الفلاحة ووالي الولاية، تكوين لجنة مشتركة تقوم بإحصاء المربين المتضررين وتقديم الإعانة للمنتجين الحقيقيين مع إنشاء تعاونيات لاستقبال اللحوم وتحديد سعر موحد لاستقبال المنتوج قصد الحفاظ على المربي والمستهلك في آن واحد.