يهتم الباحث الأكاديمي الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في كتابه المعنون ب:"بحوث وقراءات في تاريخ الجزائر الحديث"،والصادر حديثاً عن منشورات المكتب العربي للمعارف بالقاهرة ، بمجموعة من القضايا الهامة التي تتصل بتاريخ الجزائر المعاصر، وقد أوضح الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في مقدمة الكتاب أن كتابه هذا المعنون ب:"بحوث وقراءات في تاريخ الجزائر الحديث"، يضم مجموعة من الدراسات، والقراءات، التي تتصل بتاريخ الجزائر الحديث، وهو يندرج في إطار السعي إلى لملمة بعض ذكريات الذاكرة الوطنية الجزائرية،وتسليط الأضواء على أحداث تاريخية معاصرة وقعت في الجزائر،ولم تلق عناية كافية من الدراسة،والتحليل. فقد عالج الباحث محمد سيف الإسلام بوفلاقة في هذا الكتاب "مجموعة من القضايا، والوقائع التاريخية، أغلبها يتصل بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، والكثير منها وقع أثناء ثورة التحرير الجزائرية المظفرة ضد الاستدمار الفرنسي(1954-1962م)، ووقف-كما ذكر في مقدمته- مع محطات مهمة شكلت ذاكرة الجزائر الحديثة، فتطرق في بعض الأبحاث، إلى شهادات قُدمت من قِبل من عايشوا ثورة التحرير ، ووقفوا على أسبابها،ووقائعها،مثل شهادة الرئيس المجاهد بن يوسف بن خدة(1920-2003م)؛ رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، التي جاءت في كتاب:"جذور أول نوفمبر1954م"،الذي يعد عملاً في منتهى الأهمية كما وصفه الدكتور سيف الإسلام بوفلاقة. كما يضم كتاب:"بحوث وقراءات في تاريخ الجزائر الحديث" وقفة مع شهادة أحد كبار المجاهدين في الولاية الثانية، أثناء ثورة التحرير الجزائرية، وهي الولاية التي كانت تعرف بأنها المنطقة الأكثر خطورة على الاستعمار الفرنسي، إلى درجة أنها سميت ب:"مملكة الفلاڤة". ومن بين ما جاء في المقدمة التي كتبها الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة قوله:" تطرقت في البحث الأول من الكتاب إلى مظاهرات11ديسمبر1960م، التي هي ذكرى خالدة في مسار ثورة التحرير الجزائرية، فعندما يُذكر شهر ديسمبر، يتبادر إلى أذهان الجزائريين، تلك المظاهرات العارمة التي انطلقت في شهر ديسمبر سنة:1960م،وكانت لها جملة من الآثار، والانعكاسات العميقة على مسار الثورة الجزائرية المظفرة،فالمعروف أن مظاهرات11 ديسمبر1960م، أكدت للعالم أجمع، ذلك الارتباط الوثيق و اللا محدود بين الشعب الجزائري، وثورته المجيدة ،وجعلته يُدرك مدى تصميم الشعب الجزائري على استعادة حريته المغتصبة،واسترجاع سيادته المنتهكة من قبل الاستدمار الفرنسي، ولذلك تستحق هذه المظاهرات من الباحثين أن يقفوا معها مطولاً… ودرست في البحث الثاني من الكتاب،حدثاً تاريخياً فريداً من نوعه،غير مسار تاريخ الجزائر الحديث،وأقصد بذلك الحدث هجومات20أوت1955م، التي تعد من المحطات المفصلية التي مرت بها ثورة التحرير المجيدة،وهي الحدث الأبرز الذي حقق الكثير من الإنجازات الكبيرة للثورة الجزائرية في عامها الأول،وكانت لها تأثيرات عميقة على مسار الثورة، وتطورها،وانعكست نتائجها على مستوى المغرب العربي،وعلى المستوى الإقليمي… وتطرقت في أحد أبحاث الكتاب إلى دور المرأة الجزائرية في دعم ثورة التحرير، فالمرأة الجزائرية لعبت دوراً متميزاً،و منقطع النظير…. ومن بين الموضوعات،التي توقف معها الباحث محمد سيف الإسلام بوفلاقة بالعرض،والتحليل، موضوع الإعلام الثوري، ومهامه في ثورة التحرير الجزائرية، فقد قام الإعلام الجزائري بدور هام إبان الثورة الجزائرية،وأسهم إسهاماً كبيراً في انتشارها،وتغلغلها على الصعيد الوطني،والدولي. ومن بين ما ذكره المؤلف الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في المقدمة أنه جعل بعض أبحاث الكتاب للحديث عن الثورة الجزائرية والقانون، والثورة الجزائرية في مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي، وتناول في بعض أبحاث الكتاب تاريخ مدينة قسنطينة، وتحدث عن مآثرها الحضارية،كما قدم قراءة في وثائق جديدة اكتشفت عن العلاّمة عبد الحميد بن باديس، وتوقف مع مذكرات أحد مفجري ثورة التحرير ،وخصص أحد الأبحاث لمعالجة مجموعة من القضايا التي تتصل بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين،والدور الذي لعبته في التمهيد لقيام ثورة التحرير الكبرى، إضافة إلى موضوعات أخرى متنوعة، يلفيها القارئ بين دفتي هذا الكتاب القيم،الذي تتجلى أهميته من حيث إنه يتناول بالدراسة والتحليل قضايا بارزة جداً لا يُمكن أن يتجاوزها كل مهتم بتاريخ الجزائر المعاصر. أما مؤلف الكتاب فهو الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة،يعد مؤلفاً جزائرياً غزير الإنتاج،ومتنوع الاهتمامات،وهو من مواليد مدينة عنابة بالجمهورية الجزائرية،حاصل على شهادة الإجازة(ليسانس)من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة،وحاصل على شهادة الماجستير من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشهيد باجي مختار،وقد شارك في مؤتمرات علمية وطنية ودولية عديدة،وأنجز بحوثاً ودراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية،وأكاديمية محكمة،ومن بين المجلات، والدوريات التي صدرت بها مقالاته: مجلة" العربي"الكويتية، مجلة"الدوحة" القطرية، مجلة "الثقافة الجديدة" العراقية، مجلة"المستقبل العربي"اللبنانية، مجلة"عمّان"الأردنية، مجلة"البحرين الثقافية"البحرينية، مجلة "جذور"السعودية، مجلة"الرّافد"الإماراتية، مجلة"المنار الجديد"المصرية، مجلة"الكويت"الكويتية، مجلة" كانو الثقافية"البحرينية، مجلة"أفكار"الأردنية، مجلة"علامات في النقد"السعودية، مجلة"الثقافة'الجزائرية، مجلة "حوليات جامعة الجزائر"الجزائرية، مجلة"آمال"الجزائرية،مجلة"نزوى"العمانية،مجلة"شؤون أدبية"الإماراتية،مجلة"الحياة الثقافية"التونسية، مجلة"دراسات أندلسية"التونسية،مجلة"نوافذ"المغربية ،مجلة"الأزمنة الحديثة"المغربية، مجلة"الرقيم"العراقية، مجلة"المورد"العراقية، مجلة"آفاق الثقافة والتراث"الإماراتية، مجلة"عيدان الخيل"الإماراتية، مجلة"الأدب الإسلامي"السعودية، مجلة"الفيصل الأدبية"السعودية، مجلة "الأدب الإسلامي"السعودية،مجلة"المعرفة"السورية، مجلة"المسرح" الإماراتية،مجلة"سيسرا"السعودية، مجلة "فيلادلفيا الثقافية" الأردنية، مجلة"عبقر"السعودية، مجلة"الراوي"السعودية، مجلة"بيادر"السعودية، مجلة"الإمارات الثقافية"الإماراتية، مجلة"إشكالات في اللغة والأدب"الجزائرية…، وغيرها. وللباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، مجموعة من المؤلفات،منها المطبوعة،ومنها التي لم تزل مخطوطة،ومن بين مؤلفاته: "مباحث في الفكر والأدب"، "الثابت والمتغير في النص الشعري الأندلسي"، "تعليمية اللغة العربية –المعوقات والحلول- "،" دراسات عن التاريخ الجزائري المعاصر"، "وقفات مع شهادات من ثورة التحرير الجزائرية المظفرة"،" مقومات الحوار الحضاري مع الآخر في الرؤية الثقافية الإسلامية"، "جماليات الإبداع الشعري عند سيف المري "،"أبحاث ودراسات في أدب الخليج العربي"، "جهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ والتراجم"،"قضايا نقدية معاصرة "،"دراسات في التراث الأدبي "، وغيرها. وقد كتب بانتظام في العديد من الصحف العربية،و نشر مئات المقالات في جملة من الصحف الجزائرية، والعربية،وله إسهامات في التأليف الجماعي،وفي إنجاز تقارير اجتماعية، وفكرية،ومشاريع علمية، ومعالجة قضايا تربويّة، وتعليميّة في مختلف المؤسسات العلمية،والهيئات الأكاديمية في سائر أقطار الوطن العربي،كما حصل على عدة شهادات تشجيعية على مختلف نشاطاته،وجهوده في مختلف الهيئات الثقافية،والإعلامية،والأكاديمية.