مايزال سقوط أجزاء من الشرفات بعمارة 88، شارع الإخوة بليلي ببلدية الجزائر الوسطى يثير مخاوف السكان والمارين في آن واحد نظرا لتزايد هذه الحالة بحكم غزارة الأمطار الأخيرة وتعرضها للانهيار المتواصل بسبب قدم البناية واهتراء المادة المصنوعة منه. وكم من مرة رفع البعض هذا الانشغال إلى مسؤولي البلدية، لكن لا حياة لمن تنادي بقيت دار لقمان على حالها ومجرد وعود تطلق من حين لآخر، لكن مع هذا التهاون فإن الخطر يتفاقم.. وكل الارساليات المودعة لدى مكتب استقبال الشكوى ألقيت في الأدراج الأولى مسجلة بتاريخ 11 / 2 / 16 والثانية في 4 / 7 / 16 ولا يكلف أحد نفسه للرد أو الإجابة على هذا الانشغال. ومضمون تلك الشكاوى هي أولا، إبلاغ المسؤولين المحليين بأن الأمر أصبح لا يطاق ووصل إلى درجة من الخطر على الناس إلى ما يدعو إلى إيجاد حل فوري وجاد، وهذا من خلال ارسال مقاول للشروع في الأشغال عاجلا دون تضييع المزيد من الوقت. كما جرى من قبل وإلى غاية يومنا هذا فإنه لا نتوفر على رد مقنع ورسمي موثق. كل ما في الأمر أن البعض ما فتئ يكرر على مسامع البعض الآخر أن صاحبة مشروع الترميمات ولاية الجزائر وأن البلدية لا دخل لها. هذه إجابة غير مقنعة لأن بلدية المدنية شرعت في إصلاح العمارات التابعة لها بشارع الشهداء.. فلماذا هذا الكيل بمكيالين؟ هل ننتظر لا قدر حدوث أي طارئ؟ فالعديد من المواطنين تفادوا بأعجوبة تلك الكميات من « الحجارة» المتساقطة من الأعلى!؟. وأمام هذا الوضع فإنه لم يبق أمام السكان إلا تحذير بعضهم البعض، بعدم المرور تحت الشرفات أو تفادي توقيف سيارتهم في تلك النقاط، إلا أن الخطر الداهم يبقى قائما مهدّدا الجميع لأن المشكل لم يُحل قد يؤدي مع مرور الوقت إلى ما لا يحمد عقباه لا قدر.. الله نقول هذا الكلام من باب دعوة المسؤولين بالبلدية إلى صحوة ضمير، والاستفاقة من هذه البلهنية والأكثر من هذا عدم الاكتراث بما يحدث في فضائهم الاقليمي مع رفض الاستجابة لأي شكوى مكتوبة والتفاعل معها في اطار التواصل مع الآخر واعطاء صورة حضارية في العلاقة القائمة على مقاربة الإدارة - المواطن. وعليه، فإن البلدية مطالبة بأن تكون في الموعد عندما يتعلّق الأمر بإبعاد خطرعمومي قد يسبب أضرار لا يقدرها أحد وعدم الابلاغ بذلك هو في حدّ ذاته تهرب من المسؤولية، لأن هناك شرفات بأكملها قد تتهاوى على رؤس الناس من حين لآخر، والأولوية كل الأولوية في الترميم لا تتوجه إلى «موقع الحي» أو «إقامة معينة» بل يراعي حجم اهتراء البنايات وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه المقاولون الذين انطلقوا في أشغال بسيطة وعادية جدا بأحياء العاصمة وكان بالإمكان أن تكون خارطة أو بطاقة الترميم حسب حالة العمارة. ولا يمكن لسكان عمارة 88 شارع الاخوة بليلي انتظار أكثر مما انتظروه طيلة هذه السنوات، شعورا منهم بالمسؤولية تجاه الآخر وهذا بدعوة مسؤلي بلدية الجزائر الوسطى مساعدتهم على التخلص من هذا المشكل الخطير من خلال الشروع في ترميم عمارتهم حالا وفورا بانتداب مقاول إلى عين المكان.