مشاريع مشتركة في مجالات الكتاب، الآثار والسينما شهد، أمس السبت، ثالث أيام صالون الجزائر الدولي للكتاب، زيارة وزير الثقافة المصري حلمي النمنم رفقة مضيفه الجزائري عزالدين ميهوبي. طاف الوزيران عبر مختلف فضاءات العرض، قبل أن ينشطا لقاءً مقتضبا بفضاء ضيف الشرف مصر، تطرقا فيه إلى علاقات البلدين الثقافية وإلى المشاريع المشتركة في الوقت الحالي والمستقبل القريب. استهلّ الوزيران نشاطهما بزيارة عدد من دور النشر، على غرار المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حيث التقيا الأديب الدكتور واسيني الأعرج، الذي كان بصدد توقيع روايته الجديدة. كما زارا فضاء الوكالة الوطنية للنشر والإشهار وعدد من دور النشر الجزائرية. بعد ذلك، نشط ميهوبي والنمنم لقاءً مع الحضور، استهله الوزير المصري بالتأكيد على أنه زار الجزائر مرارا وتكرارا، إلا أن هذه المرة لها طابع مختلف، فالأمر يتعلق بصالون الكتاب حيث يلتقي الكتاب العرب والثقافة العربية والإنسانية. كما أكد أن وجود بلاده في الصالون هو الأمر الطبيعي وهو ما يجب أن يكون. وذكّر بتوجيه مصر الدعوة للجزائر لكي تكون ضيف شرف صالون القاهرة سنة 2018، وسيبدأ منذ الآن في الإعداد لهذه الدورة. كما تطرق إلى الاتفاق مع وزير الآثار المصري السابق د.الدماطي على إنشاء لجان في البحث الأثري بين الدولتين. وأضاف: «البعض في مصر والجزائر يعتقدون أن العلاقة بدأت مع الثورة الجزائرية، هذه الأخيرة كانت دافعا للارتباط أكثر بين الشعبين ولكن العلاقات قديمة جدا ربما منذ العصر الفرعوني»، والأهرامات قد تكون دليلا على ذلك. وأعلن عن لقاء آخر يجمعه مع ميهوبي، اليوم، لدراسة العلاقات الثقافية بين البلدين. أما وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، فأشاد بالحضور المصري الدائم في طبعات الصالون الدولي للكتاب الذي هي رقم مهم فيه، بما لها من ثقل ثقافي وفكري وبما قدمته وتقدمه من أسماء كبيرة. وأضاف ميهوبي، أن التشاور حول التعاون بدأ منذ مشاركته في ندوة تجديد الخطاب الثقافي التي انقعدت في مصر. وأضاف: «لا يجب أن نكتفي بتبادل الوفود، فالجزائر حاضرة في كل الفعاليات المصرية ومصر حاضرة في فعالياتنا، لكننا أردنا تقديم شيء مختلف يتعلق بالبحوث الأثرية... نريد أن نستفيد من تجربة مصر في مجال التنقيب والحفريات، وآثارنا بحاجة لدراسة معمقة أكثر على غرار آثار إمدغاسن وقبر الرومية ولجدار»، مشيرا إلى أن العلاقات قد تعود إلى زمن ششناق والمصاهرة التاريخية بين يوبا الثاني وكليوباترا سيليني. كما تحدث عن تجسيد أعمال في مجال السينما بصيغة مشتركة، فهناك مشروعان جاهزان ينتظران وضع الترتيبات الفنية والمالية، و»السينما في العالم لم تعد تنتج ببلد أو طرف واحد»، يقول ميهوبي. في النهاية قدّم وزير الثقافة المصري درع وزارة الثقافة للوزير ميهوبي، فيما أهدى هذا الأخير بعض إصدارات الوزارة، على غرار مجموعة أعمال فنانين منهم دحمان الحراشي والهاشمي ڤروابي، ومؤلفات على غرار كتاب «مدن الجزائر»، و»أناشيد الوطن» وهو مجموعة أناشيد وطنية جزائرية.