شكل مستقبل العلاقات بين البرلمانين الجزائري والأوروبي محور لقاء بالجزائر العاصمة، أمس الأول، بين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس الوفد المكلف بالعلاقات مع بلدان المغرب العربي وإتحاد المغرب العربي بالبرلمان الأوروبي بيار أونتونيو بونزيري. أوضح بيان للمجلس، أن اللقاء الذي تميز ب «تبادل صريح لوجهات النظر، سمح بدراسة مستقبل العلاقات بين البرلمانين الجزائري والأوروبي على ضوء المعطيات الجديدة إقليميا ودوليا». في هذا السياق، أوضح بن صالح أن الزيارة تعد «فرصة لرسم معالم المستقبل واعتماد منهجية عمل ناجعة»، موضحا أن «الجزائر تعيش مرحلة جديدة في كنف الأمن والاستقرار وفي ظل دستور جديد وسع من مجال الحريات الفردية ورسخ الممارسة الديمقراطية»، داعيا البرلمان الأوروبي «دون نية التدخل في شؤونه، إلى الاستماع إلى رأي البرلمان الجزائري قبل تبنّي أي قرار يتعلق بالجزائر». بخصوص العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، عدّد رئيس مجلس الأمة «التحديات المشتركة التي تواجه الطرفين، على رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة وانعدام الأمن والاستقرار في عديد دول الجوار، كمالي وليبيا، وتونس إلى حد ما، بالإضافة إلى قضية الصحراء الغربية التي تعد من عوامل تهديد الاستقرار في المنطقة، مؤكدا ضرورة إيجاد حل لها في إطار قرارات الأممالمتحدة». وفي هذا الشأن، أبرر بن صالح «الدور الذي تلعبه الجزائر من أجل إحلال السلم والأمن في دول الجوار، متحملة وحدها عبء هذا المسعى، داعيا الاتحاد الأوروبي «إلى تحمّل مسؤولياته نظرا للعلاقات التي تربطه بدول المغرب العربي ودول الساحل»، مذكرا بأن «أمن أوروبا مرتبط بأمن دول المغرب العربي». كما شكل ملف الجالية المغاربية والعربية «أحد محاور اللقاء»، حيث رافع بن صالح «من أجل القضاء على التمييز على أساس الدين والعرق الذي تعاني منه هذه الجالية»، داعيا البرلمان الأوروبي إلى العمل على القضاء على هذا الوضع المبني أساسا على الخلط بين الإسلام والإرهاب، بحسب ذات المصدر. من جهته أكد بونزيري، أن زيارته للجزائر تأتي في إطار «مسعى جديد يهدف إلى ترسيخ التنسيق والتعاون مع الجزائر التي - كما قال - «عرفت تغييرات جذرية»، أولها الدستور الجديد الذي «يتيح مجالا أكبر لحرية التعبير والممارسة الديمقراطية». وأبدى ذات المسؤول «استعداد» البرلمان الأوروبي للتعاون مع الجزائر لرفع كل التحديات عن طريق تبني سياسة تعاون تخدم مصالح الطرفين.