البلدان المنسحبة ضحية دعاية المحتل شرح، أمس، السيد محمد سالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، الخلفيات الكامنة وراء انسحاب المغرب من القمة المشتركة بين الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، التي زادت من عزلته سياسيا ووضعته في موقف حرج لم يقدّر أبعاده وحتى تأثيراته في غضون الآجال القادمة، خاصة الاجتماع المرتقب للاتحاد الإفريقي في جانفي الآتي. وأمام هذه المناورات المغربية اليائسة، التي انقلب فيها السحر على الساحر، شدد ولد السالك في الندوة الصحفية التي عقدها بالسفارة الصحراوية بالجزائر، على أن أمام هذا البلد خياران لا ثالث لهما، الأول يتعلق بإنهاء الاحتلال وعقد اتفاقية سلام مع الجمهورية العربية الصحراوية، والثاني رفع العراقيل أمام تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي قبله ووقع عليه المغرب سنة 1991، تحت إشراف الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، حاليا الإتحاد الإفريقي. وغير الخيارين سالفي الذكر، فإنه لا يحق للمغرب أن ينضمّ إلى الاتحاد الإفريقي الذي يعد إطارا سياسيا جامعا وشاملا لا يحق تجاوزه مهما كان الأمر، أو التحايل على قادته باسم شعارات لا أساس لها من الصحة، ومجرد ذر الرماد في العيون. فهذا البلد له حدود معروفة لدى المؤسسات الدولية ولا يسمح بإضافة حدود أخرى غير تابعة له، كونه ينظر إلى مساحة إقليمية بالمرجعية الأصلية، لا يدرج فيها الإقليم الصحراوي أبدا. وتوضيحا لذلك، فإن المادة 4 من القانون التأسيسي للإتحاد الإفريقي، تشترط احترام الحدود القائمة عند الاستقلال، بالإضافة إلى الامتناع عن العدوان على أراضي الدول الأعضاء واحترام وحدتها الترابية والوطنية، وحل النزاعات بالطرق السلمية ومساواة حقوق الشعوب وحقها في تقرير المصير والاستقلال. يضاف إلى كل هذه التجاوزات المغربية، أن الآراء القانونية الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 1975، والأممالمتحدة في 2002، والإتحاد الإفريقي في 2015، كلها تنفي نفيا قاطعا الروابط بين المغرب والصحراء الغربية، وما يقوم به هذا البلد حاليا مبني على الارتجالية وقصر النظر. وفنّد المسؤول الصحراوي تفنيدا كاملا ما روّجت له وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، حول انسحاب عمان والصومال، هذا البلد لم ينسحب على غرار ما تم الإشارة إليه في السابق، والتي انسحبت كانت ضحية دعاية مغربية مغرضة، صورت لها بأن المغرب يحظى بتأييد واسع على الصعيد الإفريقي وهذا غير صحيح بتاتا، مبديا تأسفه لتكرار بعض الإخوة العرب، في موضوع الصحراء الغربية، نفس الخطإ الذي ارتكبوه عندما عارضوا استقلال الشعب الموريتاني الذي حظي بتأييد إفريقي واسع ضد الأطماع المغربية. وقيّم ولد السالك هذا المسعى الارتجالي المغربي بالإنسحاب، بتعميق عزلته. وقدّرته وفود الدول الإفريقية بالقرار الصبياني والمتعجرف والمتكبر، الذي لا يؤدي بعيدا، مذكرا بإقدام 19 دولة إفريقية سنة 1984 على الانسحاب ولم تَعُدّ إلى مقاعدها الشاغرة إلا بالاتفاق على خطة سلام وفق لائحة 104 القاضية بتنظيم الاستفتاء. وبخصوص سؤال «الشعب» حول الخيارات المطروحة، على غرار السياسية منها، قال ولد السالك إن المؤتمر الأخير لجبهة البوليزاريو ألحّ على ضرورة العودة إلى الكفاح المسلح، بالتوازي مع العمل السياسي.