توفي الدبلوماسي والكاتب وأول مدير لجريدة "الشعب" محمد الميلي، اليوم الخميس، بباريس عن عمر ناهز 87 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. وسينقل جثمان الفقيد غدا الجمعة للجزائر ليورى الثرى. المجاهد المرحوم، من مواليد 11 نوفمبر 1929 بمدينة الأغواط، ترعرع بمدينة ميلة وأخذ الفقه عن والده. لما بلغ الخامسة عشرة من عمره توفي والده فأرسله خاله إلى جامع الزيتونة ومعهد الصادقية بتونس، حاصل على شهادة الليسانس في التاريخ والجغرافيا من جمعية العلماء المسلمين، ودرس اللغة العربية في معهد ابن باديس بقسنطينة، تولى المرحوم مهام التحرير الصحفي بجريدة "المجاهد" اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها سنة 1957 ثم عين بعدها مديرا للجريدة. بعد استرجاع السيادة الوطنية كان ضمن الطاقم الصحفي الذي أسس جريدة "الشعب" في 11 ديسمبر 1962 كأول جريدة ناطقة باللغة العربية في الجزائر، عمل فيها كرئيس التحرير ثم تولى بعدها منصب مدير نفس اليومية وكان وراء جلب مكونين في مجال الصحافة من بعض البلدان العربية، عرفت خلالها طفرة نوعية وأصبحت تصدر ب12 صفحة بعد أن كانت 6صفحات فقط، وفي نهاية الستينيات عاد لجريدة "المجاهد" كمدير للشؤون السياسية. عين في 1967 مديرا للمدرسة العليا للصحافة، ثم مدير إعلام بوزارة الإعلام آنذاك، وكلف في الفترة بين 1974 و1977 بمهام مدير عام لوكالة الأنباء الجزائرية. فيما بعد أصبح نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، ومسؤولا عن ملف التربية والإعلام والثقافة، ثم عين عضوا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني وذلك في الفترة ما بين 1977 و1979. في 1979 تولى مهام سفير للجزائر باليونان ثم مندوبا دائما للجزائر في منظمة اليونسكو، ليعين بعد ذلك سفيرا للجزائر بالقاهرة ثم وزيرا للتربية الوطنية. الفقيد له العديد من المؤلفات السياسية والأدبية، منحت للفقيد المجاهد ميدالية مقام أثناء الثورة التحريرية ووسام الاستحقاق الوطني سنة 1984.