تتواصل متاعب الجزائريين مع القدرة الشرائية في شهر رمضان المعظم، فبعد التهاب أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه واللحوم منذ نهاية شهر أوت الماضي، سار تجار مواد صناعة الحلويات على درب الآخرين ورفعوا أسعار مادة الفرينة الى 55 دينار للكيلوغرام الواحد، وهي التي لم تتعد 30 دينارا في بداية شهر رمضان المعظم. وسجلت مختلف أسواق العاصمة ارتفاعا مذهلا للمادة الأساسية لصناعة الحلويات قبل 10 أيام من عيد الفطر، وهو الأمر الذي لم يجد له المواطن أي تفسير في ظل غياب أدنى هيئات الرقابة وقمع الغش.ووجد المواطن نفسه أمام جلادين حقيقيين لم يراعو حرمة الشهر الكريم وعاثوا فيه فسادا ليزيدوا من مصاعب الدخول الاجتماعي الذي كان وبالا حقيقيا على العائلات الجزائرية التي اجتمعت عليها المناسبات المعروفة بالمصاريف الكبيرة ما جعل أرباب العائلات يستنجدون بالقرض والسلف لتسديد المصاريف الزائدة. وعلى صعيد آخر وجدت العائلات المتوسطة الدخل مثلما وقفنا عليه في أسواق باب الزوار وبومعطي بالحراش وساحة الشهداء وباب الوادي في السلع الصينية المخرج الوحيد لاقتناء كسوة العيد للأطفال حيث يوفر التجار الجزائريون المنتجات بأسعار معقولة جدا وأكدت لنا السيد ك.ر 55 سنة أن سوق بومعطي بالحراش ممتاز بالنسبة لأسعار الألبسة للأطفال فمبلغ 1000 دج يمكن أن تقتني فستانا وحذاءا وأشياء أخرى، وهو ما ينعدم في المحلات الأخرى حيث تجد فستانا بسيطا لطفلة صغيرة يتجاوز سعره 2000 دج، وهو ما يفوق كثيرا قدرتنا الشرائية التي تدهورت بشكل رهيب في هذا الشهر.ووجد تجار السواق الموازي في باب الوادي وبلوزداد ضالتهم في عرض الألبسة المستوردة من الصين وبأسعار معقولة جدا، ما أدى الى إقبال منقطع النظير من المواطن المحاصر برغبة الأطفال في استكمال فرحة العيد.وتطرح مثل هذه السلوكات أسئلة كثيرة على وزارة التجارة التي تعجز كل سنة عن التحكم وضبط مختلف الاسواق، ويبقى المواطن يدفع الضريبة في كل سنة جراء الفوضى والتسيب الذان يطبعان أسواقنا. والمتجول في مختلف الأسواق يلاحظ انعدام مصالح قمع الغش والرقابة التي يظهر بأنها لم تتجاوز حد الندوات الصحفية والملتقيات ويبقى الواقع يحتاج الى مجهودات جبارة لتمكين الجزائريين من حياة كريمة واستقرار في الأسعار في ظل ارتفاع التضخم وسيطرة قانون الغاب على مختلف الأسواق. وفي سياق متصل، هل لنا أن نواصل مفاوضات الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة ونحن عاجزون على تنظيم سوق بلدي . ------------------------------------------------------------------------