تشهد المواد الاستهلاكية خلال هذه الأيام ارتفاعا محسوسا في الأسعار، أرجعه أهل الاختصاص إلى موجة البرد التي اجتاحت معظم ولايات الوطن بعد أن أعاقت عملية الجني فضلا عن ارتفاع تكلفة النقل بسبب انقطاع بعض الطرقات الولائية والوطنية وصعوبة اجتيازها، حيث يصعب الذهاب الى أسواق الجملة، إمّا بسبب عدم امتلاك التجار للشاحنات أو ارتفاع تكلفتها خاصة لدى الخواص. وفي هذا الإطار أوضح رئيس جمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار في تصريح ل «الشعب»، أنه تمّ تجنيد مجموعة من المموّنين وناقلي السلع عبر مختلف ولايات الوطن من أجل إيصال السلع إلى المناطق التي عزلتها الظروف المناخية، والتي جاءت نتيجة تعذّر تنقله الى أسواق الجملة لعدم امتلاكه لشاحنات نقل أو التكاليف الكبيرة التي يفرضها الخواص في مثل هذه الظروف، حيث يتم ربط هؤلاء التجار بأقرب موزع لولايته، حيث يضمن له السلع اللازمة إلى غاية محله. وفيما يخص أسعار الخضر والفواكه، أكد بولنوار أنه أسعارها ارتفعت من 20 إلى 30 دج للكيلوغرام الواحد، فبعد أن كان سعر المتوسط للبطاطا لا يتجاوز 50 دج وصلت مؤخرا إلى 65 دج، في حين تتراوح أسعار الطماطم اليوم ما بين 120 دج الى 130 دج للكيلوغرام بعد أن كانت لا تفوق أسعارها ال 80 دج واللوبيا الخضراء قفزت أسعارها في هذه الفترة من 30 دج إلى 180 دج، وهو نفس الارتفاع الذي أرجعه بولنوار إلى صعوبة جني المحاصيل ونقص في تأهيل شبكة التخزين وغرف التبريد، صعوبة النقل وخطرها في هذه الظروف المناخية وارتفاع أسعارها. الارتفاع نفسه، عرفته مختلف الحبوب والباقوليات، حيث شهدت هي الاخرى ارتفاعا ملموسا في الأسعار لدى أسواق التجزئة، وهذا بسبب نقص تمويل هذه المحالات في الفترة الأخيرة بهذه المواد الاستهلاكية الواسعة على غرار العدس واللوبياء البيضاء وغيرها من المواد الواسعة الاستهلاك خاصة في هذا الموسم البارد حيث يفضلها الجزائريون كثيرا. واستبشر طاهر بولنوار خيرا فيما يخص هذا الموسم، حيث أكد أن الظرف مؤقت إذ يرتقب - حسبه - تسجيل انخفاض جد محسوس في أسعار مختلف هذه المواد خاصة المواد الموسمية منها باعتبار انه تم تسجيل منتوج وفير، حيث ستكون سنة 2017 سنة خير باعتبار أنها سجلت تساقط أمطار وثلوج مع بداية الموسم، ما يؤكّد وفرة المحاصيل الفلاحية خلال هذه السنة. عن أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، أكد أنّ الحمراء منها عرفت استقرارا في هذه الفترة على عكس اللحوم البيضاء التي عرفت أسعارها انخفاضا لقي استحسان المواطن الجزائري. وسجّلت «الشعب» في جولة استطلاعية عبر عدد من نقاط البيع بالعاصمة على غرار مارشي 12 وسط العاصمة وسوق الشراقة غرب العاصمة زيادة في عدد من أسعار الخضر والفواكه بسبب صعوبة تمويل هذه الأسواق بهذه المواد الغذائية، حيث تسبّبت موجة البرد الأخيرة في عرقلة تنقلات التجار. وقد وصلت أسعار البطاطا عبر نقاط البيع هذه إلى 65 دج، في حين عرف سعر الطماطم 130 دج وفاق سعر الكوسة ال 100 دج وسعر البصل إلى 50 دج، وهي الأسعار التي تسببت في تذمّر عدد من السيدات ممّن التقيناهم بعين المكان، حيث عبّرت السيدة «خديجة» عن استيائها لهذه الحالة قائلة: «إذا كنّا نسجل مثل هذه الأسعار في موسم الجني، فكيف ستكون الأسعار خلال المواسم الأخرى؟». من جهتها أبدت السيدة «أمينة» أملها في تراجع هذه الأسعار، خاصة ما تعلق بسعر الفواكه التي شهدت هي الاخرى ارتفاعا خلال هذه الأيام على غرار الموز والبرتقال وغيره.