انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' خالد مشعل بشدة مطالبة السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت أمام مجلس حقوق الإنسان على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون، ووصفه بأنه عار وعيب في حين شدد على أن برنامج المقاومة هو الوحيد القادر على استعادة الحقوق، وكشف عن مخطط إسرائيلي لتهويد القدس. وقال مشعل، إن الشعب الفلسطيني لن يغفر لأولئك الذين فرطوا بدمائه في قطاع غزة في سبيل مصالحهم الآنية. غير أنه شدد على أن مثل تلك المواقف السخيفة والمخزية والتي نشاهدها يوميا لن تمنعنا من المضي قدما في سبيل إنجاز المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن حماس قدمت الكثير في هذا المجال، والمصريون يعرفون ذلك، ولفت إلى أن نهاية الشهر الحالي قد تشهد نهاية سعيدة في هذا الملف. ومن جهتها، رحبت الولاياتالمتحدة بتأجيل مجلس الأممالمتحدة لحقوق الانسان البحث في تقرير غولدستون. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية استير بريمر نعرب عن ارتياحنا لقرار التأجيل. وفي إشارة إلى إسرائيل، عبرت بريمر عن تشجيع والولاياتالمتحدة لما أسمته التحقيقات على الصعيد الوطني حول المزاعم الجدية عن انتهاكات لحقوق الانسان. وانتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش فشل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في دعم التقرير وإعطاء رسالة مفادها أن منتهكي قوانين الحرب سيعاملون بقفازات من حرير طالما أنهم حلفاء. كما طالبت منظمة العفو الدولية »أمنستي« الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإحالة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن فورا والذي أجّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراره بشأنه إلى الدورة القادمة التي تبدأ في مارس المقبل. وأعربت العفو الدولية عن أسفها لقرار التأجيل على التصويت، ودعت مجلس الأمن إلى وضع لجنة مستقلة من الخبراء لمراقبة تشكيل إسرائيل وحماس للجان تحقيق في الممارسات التي وردت في التقرير. وكانت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أرين خان قد حثت الحكومة الأمريكية على فحص نتائج التحقيق التي أوردها القاضي ريتشارد غولدستون في تقريره. وقالت يجب على البيت الأبيض الآن، أن يدرس ذلك التقرير، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إحالته إلى مجلس الأمن الدولي. وأضافت، أن من مسؤولية مجلس الأمن الدولي أن يأخذ هذا التقرير بنفس القدر من الجدية التي أبداها تجاه تقارير أخرى، مثل تلك المتعلقة بالوضع في دارفور، لا يجوز أن تكون هناك معايير مزدوجة فيما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانييي، كما نفت خان أن تكون نتائج تحقيق القاضي غولدستون متحيزة ضد إسرائيل. وكان تحالف من 50 منظمة غير حكومية لها صفة مراقب بمجلس حقوق الإنسان قد قرر تبني تقرير غولدستون، رغم قرار المجلس تأجيل التصويت عليه للدورة المقبلة.