برمج مجمع اتصالات الجزائر عدة مشاريع نوعية سنة 2017، ستغير من مفهوم خدمة الأنترنت ببلادنا والهاتف، و يأتي في مقدمة هذه المشاريع خدمة الألياف البصرية إلى المنازل FTTH التي يعول عليها في عصرنة القطاع بالجزائر ما سيمكن المشتركين الذين تتوفر لهم هذه التقنية من الاستفادة من خدمات مختلفة، كالهاتف الثابت، الأنترنت ذات السرعة الفائقة، الفاكس و كذا خدمات التلفاز الرقمي. إطلاق الخدمة تم من مدينة سيدي عبد الله بسرعة 100 ميغا بايت في الثانية ما يترجم سرعتها الكبيرة في نقل البيانات وكذا قدرتها الكبيرة في الحفاظ على الإشارة الصوتية مع ضمان عدم تداخلها، ما يعني إجراء مكالمات هاتفية “ أكثر وضوحا، واستقبال البرامج التلفزيونية بجودة عالية”، بالإضافة إلى خدمات الأنترنت ذات السرعة الفائقة . و حسب مصادر موثوقة ل “الشعب” ستسمح هذه التقنية الجديدة الموجهة أساسا للمؤسسات الاقتصادية الكبرى، الصغيرة والمتوسطة، وكذا الجامعات، والمدارس وحتى المنازل بالقضاء نهائيا على تعطلات الهاتف و مشاكل التدفق التي تعد أهم انشغالات الجزائريين، و ذلك بفضل القفزة النوعية التي تقدمها هذه التقنية من خلال الانتقال من التباين ب “النحاس” إلى الرقمي “ الألياف البصرية”، محققة بذلك السرعة الفائقة باستنساخها للسرعة التي حققها “الأدياسال”. و يمكن لهذا التدفق العالي تحقيق أربعة أهداف، تتمثل في الرفع من الأداء التكنولوجي، الانفتاح الدائم والمستديم للمنافسة وتقديم الخدمات، انتشار الخدمات المبتكرة التي تقدمها، و تنسيق وتعزيز الممتلكات العمومية. من جهة أخرى، تراهن اتصالات الجزائر على رفع الأنترنت من خلال مشروع “أورفال”، بعد التوقيع على اتفاقية مع مجموعة ألكاتيل سابمارينز في مارس 2015 ، بهدف إنجاز كابل بحري للألياف البصرية يربط مدينة وهرانالجزائرية بفالنسيا الإسبانية على طول خط 563 كم، ما سيدعم الوصلة الدولية للجزائر بثانية من الأنترنت، والذي يأتي بعد الانقطاع الكبير للأنترنت الذي عرفته الجزائر في 2015 نتيجة الحادث الذي تسببت فيه السفينة البنمية بقطع كابل الأنترنت البحري، ما سيؤمن شبكة الأنترنت الدولية و يرفع من حجم التدفق الذي يعد أساس إطلاق خدمة الألياف البصرية إلى المنازل. ويمثل “أورفال” استثمارا تكنولوجيا استراتيجيا، جاء ليعزز من الدخول إلى خدمات الشبكة ذات الجودة العالية، مثلما هو عليه الحال بالنسبة للكابلين الموجودين من قبل، SMW4 الذي يربط عنابة بمرسيليا و AlPal2 الرابط بين الجزائر و بالما، بالإضافة إلى ضمان حماية أكثر قوة وصلابة ضد كل أنواع الكوارث التي من شأنها أن تضر بعمل الكوابل البحرية. تأتي هذه المشاريع المسطرة للسنة الجارية، بعد التغييرات التي عرفتها اتصالات الجزائر منذ منتصف سنة 2016 لاسيما التغيير الجذرية على مستوى الإدارة المركزية للمؤسسة، حيث تم منح الثقة للإطارات الشابة والكفاءات ومنحهم مناصب قيادية دون إهمال هيكلة المؤسسة بهدف خلق سهولة في التعاملات الداخلية بالاعتماد على اللامركزية ونقل المعلومة بسرعة و استحداث العديد من المناصب و إنهاء مهام المفوضيات الجهوية والبالغ عددها 13 مديرية جهوية، و في المقابل تم تفعيل المديريات العملية و تمثيل المديرية العامة عبر كل الولايات لتسهيل التعاملات الإدارية و خلق قنوات اتصال سهلة الولوج. ويبقى الرهان الأساسي لاتصالات الجزائر هو التكفل الجيد بالزبائن و جلب آخرين تنفيذا للإستراتيجية المسطرة الرامية إلى ربط كل المنازل الجزائرية بخدمتي الأنترنت والهاتف الثابت في آفاق 2019 ، و كان الرئيس المدير العام طيب قبال قد أمر مؤخرا بإنجاز وصلة وطنية جديدة تربط أدرار بتندوف لتأمين الانترنت بولايات الجنوب الغربي على مسافة 1000 كلم، و هو ما يترجم إرادة المجمع في الحفاظ على المكتسبات السيادية من خلال التحكم في الوصلة الوطنية و الدولية و الشبكة التحتية، فيما يبقى مشروع الكيلومتر الأخير مفتوحا للمنافسة بهدف التقليل من أعبائها. و تلبية حاجيات كافة طالبي خدمات الأنترنت و الهاتف في الجزائر.