استطلعت ''الشعب'' نهاية الأسبوع الماضي جزءا من الطريق السيار شرق- غرب والرابط بين العاصمة وخميس مليانة ووقفت على المعايير العالمية التي احترمت بنسبة كبيرة في هذا الشطر، فمن الإشارات إلى معايير السلامة وتشجير حواف الطرقات وانجاز المنشآت الجمالية تلمس الفرق الكبير بين نوعية الأشغال بين مختلف أجزاء الطريق السيار شرق غرب، فالشطر الذي اجتزناه من العفرون إلى خميس مليانة جعلنا نتساءل عن الفرق الشاسع مع ما لمسناه في أجزاء البويرة التي أغلف البعض منها لإعادة ترميمها. يستطيع المسافر الآن أن يقطع مسافة الجزائر خميس مليانة في مدة تقل عن الساعة، كما يمكن للسائقين عدم استعمال المكابح في ظل شساعة الطريق واتساعه، فحتى السرعة لأول مرة منذ الاستقلال نجد لافتات تسمح للسائقين بتجاوز 120 كلم في الساعة. وهذه المكاسب التي تحسب للأشغال العمومية لن تغنينا من التذكير ببعض النقائص، فعند استعمال محول وادي الكرمة الذي من جهة الطريق السريع الذي يربط بين بن عكنون والدار البيضاء يصطدم السائق بالتموج الخطير للطريق، حيث يسجل ضعف ربط الطريق بالجسور العملاقة وانخفاض الأرضية يجعل المركبات التي تسير بسرعة تتعرض إلى هزات عنيفة تؤثر على راحة السائق وتعرض السيارات والمركبات إلى أضرار عنيفة، كما أن المحول الذي يوصلك إلى الطريق الوطني رقم 4 يحتاج إلى إعادة ترميم مبنية على دراسات تراعي حالة الطريق، كما يصطدم الفرد بمشكل عدم استواء الأرضية قبل الخروج من المحور والدخول في الطريق السريع الذي يربط الجزائروالبليدة، حيث يعرف العديد من المشاكل على غرار تواجد محطات للحافلات في حافة الطريق السريع خاصة في بابا علي، وهو ما يؤثر سلبا على السير الحسن للسيارات، كما تنتشر على الطريق السريع التوقف العشوائي للمركبات والسيارات وهو ما يتسبب في كثرة حوادث المرور ناهيك عن نقص الممرات العلوية للراجلين المضطرين لقطع الطريق السريع معرضين حياتهم للخطر كما يربكون السائقين، وهو ما يدعو إلى تدارك النقص في هذا الجانب. ويحتاج الطريق السريع الرابط بين مخرج الطريق الوطني رقم واحد إلى مدينة البليدة إلى إعادة ترميم حيث وبعد الأمطار الأخيرة تشكلت في الطريق السريع حفر في وسط الطريق السريع تشكل خطرا كبيرا، وتعكس هذه الحفر ضعف عمليات الصيانة والترميم التي ستأتي على جميع المشاريع، إذا لم نحسن هذا الجانب وندعمه بالكفاءات اللازمة، لأن الاعتماد على الوسائل البدائية والردم العشوائي للحفر في الطرق السريعة سيزيل المعايير العالمية على المشاريع الكبرى في بلادنا. وبعد اجتياز البليدة نحو العفرون ووادي جر تتحسن أوضاع الطريق السيار، حيث أعطت الجسور التي بنيت على عشرات الكيلومترات معنى العالمية لطرقنا خاصة وأنها تتوسط جبالا ومناطق زراعية تجعل المسافر يشعر براحة كبيرة، وسيمكن هذا الطريق السيار من فك العزلة عن تلك المناطق وبالمقابل سيشجع التنمية المستدامة من خلال السماح بخلق مناصب عمل وجلب الإطارات من الشمال، فمثلا القطب الجامعي الجديد بخميس مليانة الموجود على حافة الطريق السيار يمكن القاطنين بالشلف والعاصمة من مزاولة الدراسة والعودة إلى منازلهم مساء دون حرج. ومن الانجازات التي تلفت الانتباه هو طريقة التعامل مع المنشآت الخاصة بحماية الطريق من انزلاق التربة، حيث تم بناء جداريات بالاسمنت المسلح لتطوير المرتفعات وتم تخصيص مجاري للمياه مع تزيين تلك الجداريات وهو ما زاد من جمالية الطريق السيار. كما تدعمت حواف الطريق السيار من البليدة إلى خميس مليانة بعمليات تشجير هامة من شأنها تعزيز صلابة الطريق وحمايته من الانجرافات والكوارث الطبيعية . وما يزيد من جمال شطر البليدة خميس مليانة هو تزويد الدروع الحديدة التي تحمي السيارات من الخروج عن الطريق عند الحوادث بعاكسات للضوء في الليل تكون قد عوضت الإنارة بشكل جيد ويخيل للسائق وكأنه في لعبة إلكترونية، كما ثبتت عاكسات الضوء في الأرض وهو ما يزيد من قوة الإجراءات الوقائية لحوادث المرور. وأثنى جميع يعبر شطر البليدة نحو الغرب عن الاحترافية الكبيرة للانجازات في انتظار مراكز الخدمات والراحة.