دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أمس، بالقاهرة، إلى الإسراع بإدخال إصلاحات “عميقة وشاملة” في الجامعة العربية لتدارك النقائص المسجلة ومسايرة المستجدات والتجاوب مع مقتضياتهما على كافة الأصعدة. أوضح مساهل خلال افتتاحه أشغال الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بمقر الأمانة العامة للجامعة، أن “الأزمات العميقة التي تجتازها المنطقة العربية، جراء الظروف الخطيرة والمشاكل المستعصية، كشفت عن عجز المنظومة العربية في معالجة وحلحلة النزاعات وإدارة الأزمات العربية، التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنطقة والتي أضحت مهددة بالاختراق الخارجي”. وأوضح، أن مثل هذا الوضع “انعكس سلبا على أداء المنظومة (الجامعة العربية) وتراجع دورها وثقلها في مختلف المحافل ودوائر القرار الدولية”. وقال الوزير في هذا الصدد: “إننا اليوم نقف في مفترق طرق، إما أن نتدارك النقائص المسجلة بشجاعة ومسؤولية وإما أن نواصل النهج نفسه الذي لم يعد صالحا لمواكبة العصر ومسايرة المستجدات والتجاوب مع مقتضياتهما على كل الأصعدة، الإستراتيجية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية”. وأكد، أن “كل هذا يقتضي الإسراع في إدخال إصلاحات عميقة وشاملة بإحداث تغييرات جادة لمنظومة العمل العربي المشترك لتحقيق التضامن والتماسك والإصلاح والسير بخطى ثابتة نحو اندماج اقتصادي عربي يتيح للشعوب العربية بلوغ آمالها في التنمية والتقدم والرفاه”. من هذا المنطلق، يضيف مساهل، فإن “الجزائر ستولي، خلال فترة رئاستها للمجلس، كل الأهمية لمتابعة مسار إصلاح الجامعة العربية وتطوير آليات عملها، بما يضفي على العمل العربي المشترك المزيد من النجاعة والفعالية، فضلا عن عقلنة التسيير المالي لهياكل ومؤسسات الجامعة، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، مما يستوجب منا تحديد الأولويات”. للإشارة، فإن الجزائر استلمت رئاسة الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية من تونس، وستتولى الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية إلى غاية شهر سبتمبر المقبل. تأكيد موقف الجزائر الثابت الداعم للحل السياسي لحل الأزمات العربية جدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، التأكيد على موقف الجزائر الثابت الداعم للحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الأزمات العربية. وأوضح مساهل، في كلمته الافتتاحية لأشغال الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، التي تترأسها الجزائر، أن “الجزائر، وانسجاما مع ثوابتها ومبادئها، تعمل على التعاطي بموضوعية ومسؤولية مع ما تشهده بعض البلدان الشقيقة من أزمات وتدعو إلى رفض كافة أشكال التدخل الأجنبي، مفضلة الحوار والحلول السياسية، باعتبارها الوسيلة المثلى لإنهاء الصراعات وإرساء الأمن والاستقرار، وحرصاً منها على وحدة شعوبها وتماسك نسيجها المجتمعي واحترام إرادتها والحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها”. وأكد مساهل، الذي يرأس باسم الجزائر الدورة 147 للجامعة العربية، أن “الجزائر تواصل عرض تجربتها في إرساء المصالحة الوطنية كنموذج واقعي وفعال يراعي جميع الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك إيمانا منها بقدرة الشعوب على تجاوز المحن والأحقاد في سبيل تحقيق سلم واستقرار أوطانها التي لا بديل لها عنها”. من هذا المنظور، يضيف الوزير، “تحرص الجزائر في مسعاها مع دول الجوار، على تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية وتشجيعها على الحوار الشامل، بعيدا عن التدخلات الأجنبية، في إطار مسار التسوية الذي ترعاه منظمة الأممالمتحدة”. في هذا الصدد، أعلن مساهل أن “الجزائر ستحتضن، خلال شهر أبريل المقبل، الاجتماع 11 لدول الجوار الليبي، لبذل مزيد من الجهود لتحقيق الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية”. وأكد بالمناسبة، على “ضرورة أن تضطلع منظمة الأممالمتحدة بمسؤوليتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرار 2259، حفاظا على وحدة وسيادة ليبيا وأمنها واستقرارها وانسجام شعبها”. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الوزير أن “الوقت قد حان لتحقيق توافق سوري- سوري وإطلاق حوار شامل وجامع لكل الفرقاء السوريين للتوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة شعبها وسلامة ترابها”. أما بالنسبة لليمن، فقد دعا مساهل إلى “بذل الجهود لاستئناف العملية السياسية في اليمن بما يضمن وحدته وسيادته وأمنه وتطلعات شعبه الشقيق في العيش الكريم”. كما جدد التأكيد على وقوف الجزائر الثابت مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وتتولى الجزائر الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية إلى غاية شهر سبتمبر المقبل. استمرار الجهود للتسوية السياسية في ليبيا أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، استمرار جهود الجزائر من أجل إيجاد حل للأزمة في ليبيا، مشيرا إلى التجربة الجزائرية في إرساء المصالحة الوطنية، خلال افتتاح شغال الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بمقر الأمانة العامة للجامعة. وبعد أن أعرب عن الإيمان ب “قدرة الشعوب على تجاوز المحن والأحقاد في سبيل تحقيق سلم واستقرار أوطانها، التي لا بديل لها عنها”، قال إن الجزائر “تحرص في مسعاها مع دول الجوار على تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية وتشجيعها على الحوار الشامل، بعيدا عن التدخلات الأجنبية، في إطار مسار التسوية الذي ترعاه منظمة الأممالمتحدة”.