لا يستبعد سعيد بوحجة عضو الهيئة التنفيذية والمكلف بالاتصال في حزب جبهة التحرير الوطني أن يتم إقصاء المناضلين الذين يهددون بالتمرد والعصيان في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة التي ستجرى نهاية ديسمبر القادم. ويأتي حديث بوحجة في سياق الحمى المتزايدة بمختلف قسمات الحزب لضمان الترشح لمنصب سيناتور، حيث وصل الأمر بالبعض إلى حرق مقرات قسمات الحزب، مثلما حدث بقايس في ولاية خنشلة وحدوث مناوشات في عديد القسمات. وكشف المتحدث في حديث ل ڤالشعبڤ أن كل منتخب محلي من حقه الترشح لمنصب سيناتور، من خلال خوض الانتخابات في كل ولاية، والذي وقع عليه الاختيار سيتم ترشيحه من قبل الحزب، وبالتالي إسقاط كل الادعاءات التي تتحدث عن رغبة بعض القياديين في ترشيح أسماء معينة، وأضاف في سياق آخر أن بعض العقليات المتعلقة بالعروشية في بعض المناطق تتحرك في هذا الاتجاه الذي نتبرأ منه. وبرر في نفس الملف المناوشات والصراعات والتكتلات التي تحدث داخل حزب جبهة التحرير الوطني بحالة الخصوبة والحيوية التي يعيشها الحزب والرغبة في تبوؤ مناصب المسؤولية. وفي سؤال ل »الشعب« حول الإجراءات التي سيتخذها الحزب في حال تمرد مناضلي ومنتخبي الحزب في انتخابات التجديد النصفي، أشار إلى إمكانية إقصائهم من حضور فعاليات المؤتمر الوطني التاسع الذي سينعقد قبل النصف الثاني من شهر فيفري المقبل وهي المدة المحددة قانونا. وبالمقابل، ترك الأفلان حرية الاختيار للمترشحين من أجل التحالف مع أي حزب يرونه يرفع من حظوظهم للظفر بمنصب سيناتور. وتسير أمور تنظيم المؤتمر الوطني للحزب بوتيرة عادية، حيث تعكف اللجان ال 6 على إعداد التوصيات غير النهائية قبل تقديمها للجنة الوطنية لدراستها ورفعها للمجلس الوطني والهيئة التنفيذية، وستتمحور أشغال المؤتمر الوطني التي ستحضرها نخبة الحزب من كل الولايات للرفع من مستوى النقاش حول أبعاد تنظيمية بحتة، حيث سيتم الرجوع إلى العمل الطلائعي من خلال إعادة الاعتبار للمنظمات الجماهيرية الخاصة بالطلبة والمجاهدين والمرأة التي سيحظى ملفها بنقاش أوسع بعد أن نص الدستور على ترقية مشاركتها السياسية، وهو ما يؤكد التغييرات الواسعة التي قد تطرأ عل مختلف تركيبات هيئات الحزب الذي سيضحي بمناصب رجالية كثيرة لفائدة المرأة في الهيئات القيادية. وفند المكلف بالاتصال على مستوى الأفلان أن يكون هناك صراع بين الأجيال في الحزب، معلقا على مبادرة جبهة أوفياء حزب جبهة التحرير الوطني الداعين إلى إدخال الحزب المتحف بأنها فكرة نابعة من المستعمر الفرنسي الذي يحاول من خلال بعض ''الحركى'' التشويش على الرموز الوطنية والتشكيك في كل شيء، لزرع البلبلة والفتنة في أوساط الجزائريين وزرع الشك لزعزعة استقرار المؤسسات الوطنية، فالمستعمر الفرنسي هو الذي عمل في الماضي على إدخال الجبهة المتحف لاستغلال الفراغ وإجهاض الثورة و لم يهدأ لها بال، كما أن هذا التهويل الذي تضخمه الصحافة الفرنسية الهدف منه هو غض الطرف عن مطلب الاعتذار الذي تتمسك به الجزائر. وعن العلاقات الفرنسية الجزائرية أشار صاحب الحديث الى طابعها العادي لزن صحافة البلدين هي التي تقوم بعمليات المد والجزر.