في موعده ككل سنة، عاد يوم المرأة العالمي ليجد المرأة الفلسطينية تعيش نفس المعاناة وتتعرض لنفس الانتهاكات التي تهضم حقوقها وانسانيتها وحتى أنوثتها، منذ أن جثم الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وبسط عليها عدوانيته الوحشية بتواطؤ وحماية دولية مكشوفة. إن المرأة الفلسطينية هي اليوم، ومنذ 70 عاما، من أكثر نساء العالم قهرا وهضما للحقوق، والحقيقة هذه غير مبالغ فيها ما دامت الارقام تؤكدها، سواء تعلّق الأمر بالأسر، القتل، التجويع، هدم المنازل، قتل الابناء أو اعتقالهم بالنسبة للامهات وغيرها من الفظائع التي يعجز اللّسان عن ذكرها. بلغة الارقام، ووفق ما جاء في التقرير الذي أصدرته هيئة شؤون الاسرى والمحررين بمناسبة الثامن مارس، فإن سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت 15 ألف فلسطينية، منذ عام 1967 دون تمييز بين الامهات والقاصرات، والاحكام في الغالب جائرة ومبالغ فيها. أشارت الهيئة الى أن سلطات الاحتلال، اعتقلت عام 2016 170 امرأة وفتاة، وأن عدد الأسيرات الحالي يبلغ 56 أسيرة فلسطينية موزعات بين سجني الشارون والدامون. وقالت الهيئة أن 16 أسيرة قاصر»أقل من 18 عاما» يقبعن في سجون الاحتلال، وبلغ عدد الاسيرات المصابات والجريحات واللواتي يعانين من مشاكل صحية «11» أسيرة. تعتبر الأسيرة لينا جربوني، أقدم الاسيرات الفلسطينيات، وهي محكومة ب 17 عاما، ومن المرتقب الافراج عنها الشهر القادم. هذا وأشارت الهيئة في تقريرها الى اصدار محاكم الاحتلال في الآونة الاخيرة أحكاما عالية بحق عدد من الاسيرات وصلت الى 16 عاما، وفي الاطار، حكم على القاصر مرح باكير بالسجن 8 أعوام، ومرح الشويكي ب 6 سنوات. في سجون الاحتلال تتعرض الاسيرات الفلسطينيات للمعاملة المهينة والتنكيل والتعذيب والسجن الانفرادي والحرمان من الزيارات والاهمال الطبي والتفتيش الاستفزازي. هذا جزء صغير من فيض ما تعانيه المرأة الفلسطينية، وفي الملحق الدبلوماسي للعدد المرتقب الاربعاء القادم سنتطرق بالتفاصيل ومن خلال شهادات الاسيرات لهول ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي في حق المرأة الفلسطينية فترقبوه.