تصاعدت حدة المخاوف في العالم من انتشار فطر "صدأ ساق الأسود" الذي شهد إنتشارا في شرق إفريقيا واليمن قبل ان يصيب مناطق إنتاج القمح الرئيسية في أسيا وامريكا، ويمتلك هذا المرض الفطري الخطير القدرة الفائقة على تدمير حقول القمح و إتلاف محاصيلها بالكامل . وبدأ "اصدأ الساق الأسود" بإرباك الأسواق العالمية للقمح وبات يهدد بإرتفاعات غير متوقعه لأسعاره في الأسواق العالمية المتأثرة بمعدلات الإنتاج ومستوياتها في حقول القمح الرئيسية في العالم. وأعلنت منظمة الزراعة العالمية "الفاو" في بيان تحذيري من مخاطر مرض "صدأ الساق الأسود " أن البلدان الواقعة شرق إيران مثل أفغانستان، والهند، وباكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، والتي تعد من كبار المنتجين الرئيسيين للقمح في العالم وقفت في حالة من احذر الشديد أمام تهديدات فيروس هذا المرض، داعية دول العالم إلى التحلي بأعلى درجات الحذر والحيطة اللازمين. وبات نحو 80بالمائة من أصناف القمح كافة في آسيا وإفريقيا عرضة للإصابة بهذا المرض الذي يسببه الفطر، خاصة وأن أنواع "صدأ القمح" تحملها الرياح في الغالب لمسافات طويلة فتنتقل عبر القارات. وكشف خبراء وقاية النباتات والإنتاج النباتيفي منظمة " الفاو" في في تقرير عاجل لهم أن "اكتشاف فطر صدأ ساق الحبوب الأسود المنتشر في ايران، صار أمرا مثيرا لأشد دواعي القلق في العالم سيما وان "فطر هذا المرض ينتشر بسرعة ومن الممكن أن يؤدي إلى خفض ناتج القمح على نحو خطير في البلدان المعرضة له مباشرة، مما يستدعي البلدان المتضررة والمجتمع الدولي إلى بذل الجهود من أجل السيطرة على انتشار المرض بغية الحد من أخطاره على البلدان المتضررة فعلياً بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائيةh ".كانت سلالة فطر "صدأ الساق الأسود" قد ظهرت لأول مرة في أوغندا عام ,1999 التي تعرف برموز الأحرف اللاتينية والرمز العام "Ug99" وسرعان ما انتشرت محمولة بالرياح في كينيا وإثيوبيا. كما ان منظمة "الفاو" قد اعلنت عام 2007 لأول مرة عن أن السلالة اصابت حقول القمح في اليمن وهي أشد فتكاً من مثيلتها المكتشفة لاحقاً في شرق القارة الإفريقية. ولم يعد "صدا الساق الأسود" جديدا على حقول المزارعين في إثيوبيا وكينيا التي تعرضت لوبائه الخطير في عام ,2007 مما خلف سلسلة من الخسائر الجسيمة في حجم الإنتاج. وسارعت منظمة الأغذية والزراعة الدولية إلى إحياء "مبادرة بورلوغ العالمية بشأن الصدأ النباتي )"BGRI(، والتي تم إستحداثها لمكافحة مرض "صدأ ساق الحبوب الأسود" في أنحاء العالم شتى لدعم البلدان في عملية تطوير أصناف مقاومة للمرض، وإنتاج بذور معقمة، مع الارتقاء بالخدمات الوطنية لوقاية النباتات وتربيتها إلى جانب وضع خطط لحالات الطوارئ. وسميت تلك المبادرة نسبة إلى الخبير "نورمان بورلوغ " اللملقب ب" أبي الثورة الخضراء" بالتعاون مع جامعة "كورنيل" الأمريكية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة )إيكاردا (، والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح "CIMMYT"، ومنظمة "الفاو". وانطلقت أجهزة المراقبة النباتية في مراقبة انتشار هذا المرض والعمل على رصد تطورات سلالات الفطر ، وتنمية اصناف مقاومة لهذه السلالة المعروفة بقدرته على الفتك بمحاصيل القمح.. وتمتاز الأصناف المقاومة بكونها ذات مقاومة طويلة الأمد ومستدامة يمكن توفيرها على عجل للمزارعين المتضررين لإنقاذ العالم من أزمة غذائية محققة.