دشن، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مساء امس، المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال ,14 وتجري وقائعها هذه المرة بالقاعة البيضوية المجاورة لمركب خمسة جويلية ويعرض فيها 120 الف عنوان. واستمع، الرئيس، طيلة تفقده اجنحة المؤسسات العارضة وعددها 345 وحدة نشر وطباعة منها 123 جزائرية، الى شروحات مستفيضة عن اهمية المشاركة ودلالاتها الثقافية ورسالة اتصال وتواصل تحدثها مع مختلف القطاعات الثقافية في الصدارة. وكان الرئيس بوتفليقة الذي بدأ في تفقد الاجنحة الثقافية في حدود الثالثة وثلاث دقائق زوالا، منطلقا من دار فلسطين، ضيفة شرف الصالون، قد استمع بامعان الى شروحات رئيس الوفد الفلسطيني يوسف الترتوري. واكد هذا الاخير في كلمة ترحيبية برئيس الجمهورية ومغزى الحضور الثقافي في تظاهرة الجزائر المستمرة على مدار 14 طبعة كاسبة الرواج والثقة، بدليل تزايد عدد المشاركين كميا ونوعيا، وتفاعلهم مع الحدث بعيدا عن الحضور الرمزي، وقاعدة »المشاركة من اجل المشاركة«. وحسب يوسف التربوري، فان قرار الجزائر الذي خص فلسطين ضيفة شرف الطبعة ال/ 14 لصالون الكتاب، لم يحمل اية مفاجأة تذكر وهذا لاعتبارات عدة، يتصدرها موقف الجزائر المبدئي من قضية العرب الاولى، ونضالها الدؤوب من اجل تحررها واستعادة موقعها في عصبة الامم مرفوعة الشأن والعزة. ولا ننسى الاعتبار الآخر، المتمثل في مناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة ,2009 وهي محطة جعلت منها الجزائر عاصمة ابدية للثقافة العربية دون ربطها بتاريخ زمني عابر، ومكان محدد. واطلع، الرئيس بوتفليقة، في جناح فلسطين، على شهادات حية من النضال الفلسطيني الدؤوب، مترجما في صور اغنى من التعبير، وهي صور، تجسد جدار الفصل العنصري، واخرى للشاعر الرمز، وشاعر القضية محمود درويش الذي وان رحل عنا، فإنه لازال حيا في الذاكرة. وكشفت، المؤلفات والصور، والمطرزات والفسيفساء، المعبرة بدقة خالصة عن التراث الفلسطيني، رسالة فلسطين التي تحاول جاهدة ان تبقى على اتصال مع الدول العربية وفي مقدمتها الجزائر، والتي قدمت ولازالت من اجل القضية جوهر الصراع في الشرق الاوسط كله. وقدمت، لرئيس الجمهورية، بجناح »دار غاليمار« الفرنسية، توضيحات عن مغزى المشاركة الثقافية، والعناوين الجديدة في مختلف المجالات الأجناس الأدبية والفن، بغية نيل جائزة »غونكور« هذه السنة.. وكان الرئيس يستفسر في كل جناح عرض ثقافي عن المؤلفات الجديدة الموجودة في الصالون الدولي للكتاب الذي يريد ان يكون واجهة جادة في كشف المخزون الثقافي، والابداع الادبي والفكري دون الاكتفاء باستقبال اي منشور. بدليل ان الكتب التي تجاوز عمرها ثلاثة اعوام لم يسرح لها بالدخول الى السوق الوطنية. واستفسر، الرئيس بوتفليقة الذي انهى تفقده لاجنحة معرض الكتاب في حدود الثالثة وعشرين دقيقة، عن مدى التوازن في عرض المنشورات والتأليف، وتساءل في هذا المقام بالديوان الوطني للمطبوعات الجامعية عن عدد الكتب بالفرنسية والعربية المطبوعة والمعروضة، فكانت اجوبة المسؤول انها تقدر ب 450 عنوانا، 50 في المائة منها بالعربية، و50 في المائة الاخرى بالفرنسية، وحث الرئيس، المسؤولين على ضرورة توسيع رقعة قراء كتب ديوان المطبوعات الى المواطنين وعدم الإقتصار على الجامعيين، اساتذة وطلبة. وظلت هذه الاستفسارات محل طرح رئيس الجمهورية خلال اطلاعه على الاجنحة الثقافية المختلفة بالصالون الدولي، الذي يعد بحق واجهة ثقافية، اكبر من فضاء تجاري للتسويق، ويترجم هذه الرسالة ذات المضمون الثقافي، البرنامج المسطر على الهامش، ويشمل امسيات شعرية ومحاضرات ولقاءات مع اهل الثقافة والفكر وموائد مستديرة، تجعل الجزائر بحق عاصمة للثقافة في اوسع مداها وابعادها، وتطورها الى ابعد الحدود.