أعرب، أمس، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، السيد جوال توجاس بارناتي، عن ارتياحه لمؤشرات الاقتصاد الجزائري بالرغم من الازمة المالية العالمية التي عصفت باقتصاديات الدول الكبرى، مؤكدا بأن الجزائر اجتازت هذه الازمة. أفاد، ممثل صندوق النقد الدولي لدى تنشيطه لندوة صحفية بفندق الجزائر، بأن الجزائر تواصل تسجيل نجاعة اقتصادية ايجابية، ويتجلى ذلك من خلال النمو خارج قطاع المحروقات وتحكمها في نسبة التضخم، وكذا انخفاض نسبة البطالة ب 11٪، مضيفا أن النمو خارج قطاع المحروقات سيبلغ أكثر من 9٪ سنة 2009 بفضل قطاع الفلاحة، لا سيما فرع الحبوب الذي سجل مردودية ايجابية بفضل برنامج الاستثمارات العمومية. وفي هذا السياق، أشار، جوال توجاس بارناتي، الى أن الانخفاض المحسوس في التبعية للمحروقات يمكنه أن يقلص نسبة نمو الانتاج الداخلي الخام الاجمالية بحوالي 2٪. وقال أيضا، أن نسبة التضخم هي في ارتفاع ب 8,5٪ بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الأغذية الطازجة، في حين نسبة التضخم خارج الاغذية الطازجة تبدو ضعيفة ب 4,1٪ بفضل السياسة النقدية الحذرة التي اتخذتها الحكومة الجزائرية. بالاضافة الى دعم بعض المنتوجات الغذائية الأساسية والمحتوى المرتفع للنقفات العمومية في الاستيراد. وبالموازاة مع ذلك، أكد المتحدث أن الجزائر سجلت أول عجز في الميزانية الذي يمكنه أن يصل الى 4,8٪ من الانتاج الداخلي الخام مقابل فائض ب 1,8٪ من الانتاج الداخلي الخام والذي سجل العام الماضي، مضيفا أن الجزائر لم تتضرر مباشرة بالازمة المالية، لكنه استطرد قائلا: ''يرتقب أن يعرف قطاع المحروقات تحسنا في نشاطه في 2010 بفضل عودة نسبة النمو العالمي ويمكنها أن تساهم ايجابيا في نسبة النمو الاجمالية لأول مرة منذ عدة سنوات''. وعلى صعيدآخر، شدد السيد جوال توجاس، على ضرورة ترشيد وتطوير القطاع الخاص، بحكم أنه يخلق الثروة، ويسمح بالتقليل من نسبة البطالة، مشيرا الى أن القطاع الخاص بالجزائر لا يساهم كثيرا في تنمية الاقتصاد الوطني، ودعا في ذات الوقت الى ضرورة استقدام المستثمرين الأجانب للنهوض بالقطاع الخاص ببلادنا.