شهد قطاع الاشغال العمومية حركة تنموية سريعة، لاسيما بعد تسطير المخطط الرئيسي للطرق والطرق السيارة للفترة (2005 2025)، والمصادق عليه من قبل مجلس الحكومة في ال 24 افريل الماضي الذي حدد المحاور الرئيسية للتنمية على المديين القصير والمتوسط، المتمثلة في انجاز الطريق السيار (شرق غرب) بطول 1216 كلم، وهو مشروع استراتيجي كبير، وانجاز الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا على طول 1300كلم، واعمال التهيئة الحضرية قصد تخفيف الازدحام عن حركة المرور، مع استكمال الطريق العابر للصحراء وتهيئة الطرق السيارة الداخلية شمال جنوب، وكذا الطرق السيارة الجانبية في جنوب البلد، وتهيئة الطرق الساحلية من اجل ترقية السياحة والشريط الساحلي. اما ماتعلق بصيانة شبكة الطرق، فارتكزت الاستراتيجية الخاصة بتجسيد هذه السياسة على المحافظة على شبكة هامة تشكل حاليا من اكثر من 110 ألف كلم من الطرق واكثر من 5000 منشأة فنية، وتحسين وتطوير الخدمة العمومية في مجال الطرق عبر استحداث خدمة عمومية جوارية، من خلال 500 دار صيانة و15 حظيرة جهوية للعتاد، و 48 حظيرة ولائية خاصة بالصيانة والتدخلات خلال سوء الاحوال الجوية، مع ضمان امن مستخدمي الطرق. وبالنسبة للمنشآت البحرية والمينائية فتمحور البرنامج على المحافظة وتكييف الشبكة الموجودة من خلال اعمال الصيانة والتدعيم، وانجاز منشآت حديثة في مجالات التجارة والصيد البحري والترفيه، وتطوير الموانىء المخصصة للصيد البحري الصناعي وشبه الصناعي وكذا ترقية الساحل من خلال حماية الشواطىء. وفي هذا الصدد، اكد وزير الاشغال العمومية عمار غول، لدى عرضه لحوصلة مشاريع قطاعه خلال جلسات الاستماع السنوية، بان القدرات الذاتية ل 55 مطار الموجود حاليا، لاسيما ارضيات الاقلاع تستجيب للحاجيات الحالية لحركة الملاحة الجوية، مضيفا بأنه من المقرر القيام مستقبلا بعمليات تكييف وتأهيل لمواصلة سياسة فك العزلة عن الاقليم، والاستجابة لإرتفاع كثافة حركة الملاحة الجوية، وحجم الطائرات المتزايد. وابرز غول، بأن التقييم الشامل لمدى تقدم تنفيذ البرنامج الخماسي (2005 2009) الخاص بالقطاع أسهم في النمو الاقتصادي ونفس الامر بالنسبة لتنفيذ البرنامج القطاعي، الذي ساهم في استحداث 688947 منصب شغل، وفك العزلة عن 7290000 مواطنا، مع تحسين ظروف تنقلهم. بالموازاة مع ذلك، فان الحصيلة الشاملة للبرنامج الخماسي (2005 2009) تبين تسلم 51252 كلم من اشغال الطرقات، اي مايعادل مجموع الطرقات التي تم شقها في الفترة (1962 1999)، و 1050 جسر بين انجاز وصيانة وغيرها من الانجازات. ولم يغفل جانب القدرات البشرية، بل اتخذت اجراءات لتطوير هذا الاخير، وذلك في مجال الدراسة والمراقبة، التسيير وانجاز مشاريع الاشغال العمومية وتجلت تلك الاجراءات في انجاز معهد عالي لتسيير المشاريع الكبرى على موقع المدينةالجديدة بسيدي عبد الله، والتي من شأنها السماح للمؤسسة بتكوين الاطارات في مرحلة مابعد التدرج في مجال ادارة وتسيير المشاريع الكبرى. وستخصص حصريا لتكوين مسيري المستقبل، وهذا بغية تعزيز قدرات قطاع الاشغال العمومية في مجال التسيير والاشراف العام على المشاريع الكبرى، بالاضافة الى انجاز المركز الوطني لمراقبة النوعية بولاية عين الدفلى، هذا المركز سيمكن من تطوير آليات مراقبة نوعية الاشغال وترقية تقنيات صيانة المنشآت. وفي هذا الشأن، ابرز رئيس الجمهورية لدى ترأسه جليات الاستماع ارادة الدولة في فك العزلة عن السكان بكل المناطق وتعزيز اسس البيئة التحتية لاجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية قائلا بأن الجهود المبذولة في قطاع الاشغال العمومية، تمثل لوحدها قرابة 20 ٪ من التمويلات التي تم حشدها للبرنامج الخماسي الجاري. واعطى الرئيس تعليمات للحكومة، مفادها ضرورة ديمومة وترشيد العمليات التي ينبغي ادراجها في البرنامج الخماسي المقبل تماشيا والجهود الوطنية الجارية بخصوص شبكة طرق المواصلات، بما فيها الشبكة الوطنية للسكك الحديدية، مشددا على وجوب استكمال مشاريع الطريق السيار، الجانبي للهضاب العليا وتطوير وازدواج الطرق الرئيسية في جنوب البلد مشيرا الى ضرورة تصويب باقي جهودنا نحو تعزيز وصيانة شبكة الطرق الوطنية والولائية والبلدية، كي يستفيد المواطن من تحسين شبكة الطرقات. وبالنسبة لملف الموانىء، ألح الرئيس على استغلال الحكومة كل الفرص لانشاء موانىء وملاجىء صيد جديدة، وعلى ان يكون انجاز الموانىء في المياه العميقة من اختصاص الدولة، وان يدرج ضمن استراتيجية التنمية الوطنية، قال الرئيس . وأمر رئيس الجمهورية، وزير القطاع بالسهر على نوعية المنشآت، وتحسسين الخبرة الوطنية عبر الاستفادة من الشركات الاجنبية المشاركة في مختلف المشاريع، وعدم اغفال ضرورة المحافظة على البيئة والتراث البيئي للبلد. ------------------------------------------------------------------------