يصل الرئيس إيمانويل ماكرون، صباح اليوم، الى قصر الاليزيه للمشاركة بعملية التسلم والتسليم مع الرئيس السابق فرنسوا هولاند، وستجرى مراسم تبادل السلطة بين الرئيسين. في المكتب الرئاسي بالطابق الثاني من القصر الجمهوري. سيستقبل ماكرون عند وصوله العاشرة باحة قصر الاليزيه على أنغام الموسيقى العسكرية وسيؤدي الحرس الجمهوري التحية لثامن رئيس للجمهورية الخامسة. وسيستقبله هولاند امام درج القصر لينتقلا معا الى مكتب الرئيس منفردين حيث سيطلع الرئيس الأسبق اسرار الدولة الى الرئيس الجديد. سيكشف الرئيس السابق للجديد مفاتيح ورموز السلاح النووي الذي لا يمكن استعماله سوى بقرار رئاسي. يدوم الاجتماع نحو العشرين دقيقة يقود بعدها الرئيس ماكرون الرئيس هولاند حتى درج القصر لوداعه، وبعدها يتجه الى صالة الاحتفالات لتسلم الوشاح الأكبر، ويلقي بعدها خطاب التنصيب الذي سيشكل خريطة طريق الرئيس الجديد وتوجهاته السياسية والاقتصادية والأمنية. بعد ذلك يرفع العلم في حديقة الاليزيه ويعزف النشيد الفرنسي، فيما تطلق المدفعية من باحة الانفاليد احدى وعشرين طلقة تحية للرئيس الجديد، الذي يطلع جادة الشانزيليزيه في سيارة مكشوفة محاطاً بخيالة الحرس الجمهوري وطبولهم حتى ساحة شارل ديغول ليضع باقة من الزهر ويعيد إشعال شعلة الجندي المجهول في أسفل قوس النصر. تعلن الأمانة العامة للقصر الرئاسي اسم رئيس الحكومة الجديد الذي اختاره الرئيس ماكرون ليقود الحكومة والحملة الانتخابية سعيا وراء جمع الاكثرية النيابية لدعم برنامجه ووضعه موضع التنفيذ. سيتعين على الرئيس الجديد منذ دخوله القصر الجمهوري تفكيك الألغام السياسية التي سيجابهها في بداية عهده واولها تشكيل حكومة تتخطى اليمين واليسار وجعلهما يعملان معا. ويحتاج ماكرون بالطبع الى جذب اقطاب من اليمين التقليدي. وهنا تبرز اهمية تكليف شخصية يمينية لرئاسة الحكومة لتأمين هذه الاكثرية من جهة ولشق الحزب اليميني «الجمهوريون» كما حصل داخل الحزب الاشتراكي الذي يتمزق بين تياراته. وقد يسعى ماكرون الذي يحاول ارضاء زعيم الوسط فرنسوا بايرو تجديد الحياة السياسية الفرنسية بإدخال دم جديد على السياسة الفرنسية من خلال ترشيح عناصر شابة ومن داخل المجتمع المدني الى عالم السياسة، وثانيا تجاوز اليمين واليسار بعد الانتخابات التشريعية.