تنطلق فعاليات الاجتماع الأول لآلية التعاون الشرطي الإفريقي أفريبول، اليوم من فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائر وعلى مدار ثلاثة أيام، وذلك بالتنسيق مع لجنة الاتحاد الإفريقي، بمشاركة قادة الشرطة والأمن لحوالي 40 دولة من القارة السمراء وممثلي الانتربول فضلا عن وفود أمنية على مستوى رفيع. يعد انعقاد الجمعية العامة بمثابة التأسيس الفعلي للأفريبول، الذي يأتي بعد المصادقة على قوانينه من قبل قادة الدول والحكومات الأفارقة خلال أشغال القمة 28 العادية لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الإفريقي، المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 30 و31 جانفي 2017. ويشارك خلال أشغال هذا الاجتماع الأول بالإضافة إلى قادة الشرطة الأفارقة، مسؤولي الهيئات الشرطية الجهوية وكذا الدولية ويرتقب خلالها مناقشة القوانين الداخلية للجمعية العامة وكذا اللجنة المسيرة، بالإضافة إلى تعيين أعضاء اللجان المسيرة للأفريبول، وكذا تحديد الأطر العامة للتعاون بين الهيئات الشرطية على المستويات الوطنية، الجهوية، القارية والدولية. وتأتي هذه الندوة الدولية في ضل تحولات عميقة وتحديات أمنية كبيرة تشهدها القارة الإفريقية، تقتضى مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة شرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في بلدان القارة السمراء. آلية سيتم من خلالها ايلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة في دول الإفريقية، من خلال خطط محكمة منسقة، والسعي من ورائها على جعل جهاز الأمن الإفريقي يضاهي المؤسسات الأمنية الفعالة في الدول المتقدمة بزيادة فعالياته وجاهزيته لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية ومختلف التهديدات الأمنية وعلى رأسها الإرهاب والتعامل معها بكل احترافية، بعيدا عن كل التدخلات الأخرى. ويرتقب أن يركز الاجتماع على ضمان فاعلية افريبول التي ستعتمد بشكل رئيسي على الملكية والقيادة الوطنية والدعم الفعلي من كل الدول الأعضاء حتى تتمكن هذه اللبنة الجديدة من اخذ زمام الأمور بالسرعة التي تفرضها تحديات الساعة من خلال تكثيف الجهود من اجل مجابهة مختلف التهديدات التي تواجهها القارة السمراء وتوسيع رقعة تبادل المعلومات من خلال التنسيق المحكم فيما بينها. وتشكل افريبول التي تم احتضان مقرها الرسمي بعاصمة الجزائر حيث تم تدشينه العام الماضي، قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي والدولي باعتبار أنها ستكون حلف استراتيجي قادر على الرد الشرطي على التهديدات العالمية على غرار ضمان تأمين الحدود ومراقبتها من خلال التعاون والتنسيق الفاعلين وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلل مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والحد من الهجرة السرية وتهريب المهاجرين، مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزها أكثر نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم. هذه الآلية ستشجع التعاون الشرطي الإقليمي وتعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء الشرطة في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات وتعزيز القدرات المؤسساتية الشرطية في ميدان التكوين والشرطة العلمية وإدارة أجهزة الشرطة التي تقوم على احترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة وكذا تبادل الممارسات السليمة. جدير بالذكر أن فكرة إنشاء افريبول جاءت بمناسبة الندوة الجهوية الإفريقية ال22 للانتربول المنعقدة من 10 إلى 12 سبتمبر2013 بوهران بحضور 41 قائد شرطة إفريقي تبنوا بالإجماع هذه الفكرةوهي المبادرة التي لقيت الإشادة والدعم من طرف اللجنة التقنية المختصة حول الدفاع والأمن والسلم للاتحاد الإفريقي خلال الدورة السابعة للاجتماع المنعقد في أديس أبابا وكذا استحسان من طرف رؤساء الدول والحكومات خلال الدورة العادية الثانية والعشرين للاتحاد الإفريقي المنعقدة في شهر جانفي 2014 بأديس أبابا، إثيوبيا وذلك في سبيل تدقيق النظر في السياسات المثلى التي تسمح بتوحيد جهودهم وتنسيق الإجراءات العملياتية الخاصة بهم وتعزيز أسس التعاون الشرطي على صعيد القارة الإفريقية.