تبادل المعلومات حول مكافحة الإرهاب تحتضن الجزائر، اليوم وغدا، أشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة، بمشاركة قادة الشرطة والأمن لحوالي 40 دولة من القارة السمراء وممثلي الانتربول، فضلا عن وفود أمنية على مستوى رفيع، بهدف تجسيد المصادقة على النصوص القانونية ل»الافريبول» وإتمام فعالياتها وكذا تدشين مقرها الكائن ببن عكنون. يأتي المؤتمر من أجل إتمام تفعيل منظمة «أفريبول» والتمكين من إطلاقه وذلك بتجسيد المصادقة على النصوص القانونية لأفريبول قبيل اعتمادها في قمة قادة الدول والحكومات الإفريقية المرتقبة في جانفي 2016. وتشكل افريبول قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي والدولي وحلف استراتيجي قادر على الرد الشرطي لمختلف التهديدات العالمية، على غرار ضمان تأمين الحدود ومراقبتها من خلال التعاون والتنسيق الفاعلين وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلل مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والحد من الهجرة السرية وتهريب المهاجرين، مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزها أكثر نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم. ويأتي المؤتمر في ظل تحولات عميقة وتحديات أمنية كبيرة تشهدها القارة الإفريقية، تقتضى مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة شرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في البلدان القارة السمراء. وتبلورت فكرة إنشاء الأفريبول بمناسبة الندوة الجهوية الإفريقية ال 22 للأنتربول المنعقدة من 10 إلى 12 سبتمير 2013 بوهران، بحضور 41 قائد شرطة إفريقي تبنوا بالإجماع هذه الفكرة، وهي المبادرة التي تم دعمها على هامش الجمعية العامة ال82 للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول المنعقدة من 21 إلى 24 أكتوبر 2013 في قرطجنة بكولومبيا، حيث جدد اللواء المدير العام للأمن الوطني التأكيد على إرادة الشرطة الجزائرية للعمل في اتجاه تجسيد مشروع الأفريبول، واستعداد الجزائر لاحتضان لقاء قادة الشرطة الأفارقة بالجزائر العاصمة، من أجل تعميق التشاور بحث ودراسة السبل والوسائل الرامية إلى بلوغ هذا الهدف الاستراتيجي. ولقي هذا المقترح إجماع مختلف المنظمات الشرطية الجهوية الإفريقية، كما حظي بتأييد اللجنة المختصة للدفاع والأمن والحماية للاتحاد الافريقي، خلال فعاليات الدورة العادية السابعة المنعقدة بأديس أبابا في 14 جانفي 2014. كما أن الندوة الإفريقية للمدراء والمفتشين العامين الأفارقة للشرطة حول أفريبول المنعقدة يومي 10 و 11 فيفري 2014، شكلت الخط الرئيسي الفاصل الذي ترجم إلى الواقع الطموحات المشروعة لقادة الشرطة من خلال تبني الوثيقة المبدئية وإعلان الجزائر العاصمة بالإجماع. بعدها ببضعة أشهر، وبمناسبة انعقاد القمة ال23 للإتحاد الإفريقي في ملابو بغينيا الإستوائية من 20 إلى 27 جوان 2014، تبنى رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الرؤية الموحدة المشتركة لقادة الشرطة الأفارقة من خلال إعلان الجزائر. ووضعت المنظمة، في صلب إهتماماتها، إعتماد رؤية شاملة تسمح بتحسين فعالية ونجاعة مصالح الشرطة الإفريقية من خلال تدعيم القدرات التنظيمية، التقنية والعملياتية، وإعداد استراتيجية إفريقية متناسقة لمكافحة الجريمة تشمل التصور والتفعيل والتقييم والتنسيق، لاسيما تلك التي تندرج في اطار برامج الدعم والمساعدة التي بادرت بها المنظمات الدولية المعنية، وتعزيز القدرات التحليلية لأجهزة الشرطة الإفريقية في مجال تقييم التهديدات الإجرامية وإعداد الردود المناسبة لها، وكذا تطوير قدرات أجهزة الشرطة الإفريقية لا سيما من خلال برامج تكوينية شرطية موجهة ومسايرة لواقع الممارسة الأمنية في إفريقيا، وإقامة مراكز الامتياز الإفريقية، خاصة في مجال الشرطة العلمية والتقنية، وكذا التحليل الجنائي ومحاربة الجريمة الرقمية وكذا الاتجار غير المشروع بالمخدرات. وتتمسك الجزائر بأن تسعى إلى أن تعمل أفريبول طبقا لمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ودولة القانون والحكم الراشد طبقا للقانون التأسيسي والميثاق الافريقي، دون أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء وفي إطار الاحترام التام لتشريعاتها الوطنية وأخلاقيات المهنة الشرطية والحياد والسيادة والنزاهة وقرينة البراءة.