«قرار إلغاء تنقل الرياضيين الجزائريين للمشاركة في بطولة العالم المدرسية كان مدبرا، وهذا لغرض محاولة زج وزارة الشباب والرياضة في الصراع القائم بين الاتحاديات واللجنة الأولمبية الجزائرية، وهو أمر لا يخصنا ووزير الشباب والرياضة له مهمة مراقبة كل صغيرة وكبيرة حسب ما ينص عليه القانون، لكنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية للجمعيات الرياضية أو اللجنة الأولمبية التي تخضع هي الأخرى لقانون الجمعيات»، هذا أهم ما قاله المدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة «عبد المجيد جباب» في الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بقاعة المحاضرات التابعة لوزارة الشباب والرياضة بالعاصمة، التي أجاب فيها على البيان الذي نشرته الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية الذي حمّل مسؤولية غياب الجزائر عن هذا المحفل الدولي بسبب تماطل الوزارة في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير لتنقل المنتخب الوطني المدرسي إلى مدينة نانسي الفرنسية. أكد مدير الرياضة بوزارة الشباب والرياضة «عبد المجيد جباب» أن المصالح الخاصة باستقبال الملفات اتخذت كل الإجراءات اللازمة من أجل تسهيل مهمة تنقل المنتخب الوطني المدرسي للمشاركة في البطولة العالمية المدرسية بمدينة نانسي الفرنسية لكن مسؤولي الاتحادية أبانوا عن عدم اهتمامهم بما يحدث داخل بيتهم وتماطلوا في القيام بالعديد من الإجراءات الإدارية ما جعلهم يقررون عدم التنقل إلى فرنسا والمشاركة في البطولة العالمية. «جباب» عرض كرونولوجيا الأحداث على رجال الإعلام حيث كشف بأن كل الاتحاديات الرياضية الجزائرية ملزمة بتقديم ملفات مشاركتها في المنافسات الدولية مع مطلع كل سنة جديدة، كما تنص عليه التعليمة الوزارية، لتقديم الملف ودراسته مع اللجنة المختصة واتخاذ القرار النهائي بالمشاركة من عدمها، وقال «حتى نقبل الملف يجب أن تكون تلك المنافسة معترف بها من قبل الاتحادية الدولية لتلك اللعبة، ومن بين الوثائق التي يحتويها الملف دعوة هذه الهيئة للاتحادية الجزائرية المعنية بالمشاركة في تلك التظاهرة، وهو الأمر الذي لم يحدث تماما مع الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية»، وأضاف «لم نتحصل على أي ملف أو وثيقة تؤكد مشاركة النخبة الوطنية المدرسية في أي منافسة دولية قبل تاريخ الثامن جوان الماضي وكان ذلك عبر البريد السريع، ورغم ذلك وحتى نضمن لرياضيينا المشاركة في هذه التظاهرة اتخذنا كل الإجراءات والتدابير ودرسنا الملف طبقا للقانون في وقت قياسي وقوبل طلب تنقل البعثة الجزائرية بالإيجاب يوم 19 جوان تحت رقم 152»، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال «للأسف الشديد سجلنا عدم الاهتمام الكافي بالملف من طرف رئيس الاتحادية الجزائرية الذي عودنا على تنقلاته المكثفة لمقر الوزارة وجلساته المتعددة مع المسؤولين في السابق، والذي أبان بأنه لا يولي اهتماما كبيرا لاتحاديته بحكم أنه يشغل منصب أمين عام للجنة الأولمبية الجزائرية، منذ سنوات عديدة ليس هناك ملف واحد قوبل بالرفض، فهناك ملفات تصل يوم الخميس على الساعة السادسة مساء وتدرس يوم الجمعة وتتنقل المنتخبات الوطنية والفرق الجزائرية للمشاركة في التظاهرات الرياضية الدولية، إلا إذا كان الملف المقدم لا يستوفي الشروط القانونية». غياب الجزائر عن البطولة العالمية راجع لتماطل مسؤولي الاتحادية المعنية المدير العام للرياضة بالوزارة أوضح بأن البيان الذي أصدره رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية «عبد الحفيظ ايزم» ليلة الخميس ما قيل فيه لا أساس له من الصحة، لأن ملف تنقل الرياضيين للمشاركة في البطولة العالمية توقف على مستوى الوزارة بسبب تأخر منح التأشيرات، موضحا «في العادة لما تكون هناك مشاكل لتنقل اللاعبين فإن مسؤولي الاتحادية يبلغوننا بهذا الأمر ونتصل بالقنصليات عن طريق تدخل وزارة الشؤون الخارجية، ويحل المشكل سريعا مثلما حدث مؤخرا عندما تنقلت بعثة الاتحادية الجزائرية للكاراتي للكاميرون للمشاركة في البطولة الإفريقية، لكن نحن لم نبلغ بأي مشكل على مستوى القنصلية، وأخذت الإجراءات الإدارية وقتا طويلا لتلقي التأشيرات وتم ذلك يوم الخميس لكن موعد حضورها إلى الوزارة تزامن مع غلق البنوك وكان من المستحيل القيام بالإجراءات، لكن الوزير طمأن بأن الأمر سيحل صبيحة السبت، ومن المفروض بأن كل هذه الأمور يهتم بها رئيس الاتحادية رفقة مسؤول البعثة، لكنهم تماطلوا كثيرا في القيام بعملهم عكسنا تماما الذين سهلنا كل الأمور لتنقل الوفد الجزائري في الموعد المحدد، وأكثر من هذا أننا لم نشاهد لهم أثرا هنا في الوزارة، وهذا دليل قاطع أنهم كانوا يدبرون عدم التنقل للمشاركة، وهو ما اتضح ليلة الخميس في البيان الذي قيل فيه بأن البعثة الجزائرية لن تتنقل إلى فرنسا للمشاركة في البطولة العالمية». «عبد المجيد جباب» استغرب كثيرا لما جاء في البيان حين قيل بأنه تم إبلاغ رئيس ديوان وزير الشباب والرياضة الذي يملك مهاما أخرى ليس التكفل بملف تنقل الرياضيين إلى الخارج، وقال «أؤكد بأنه لا أحد اتصل بي من الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية للاستفسار عن تقدم الأمور، كما أنه بعد تقديم التأشيرات تبين بأن رياضيَيْن لم يتحصلا على التأشيرة رفقة رئيس البعثة ومدربة لم تسلم جواز سفرها، وهو ما جعل الاتحادية تتخذ قرار عدم المشاركة»، ولم يتوقف هنا وواصل، «وعكس ما يروج له هنا وهناك مصاريف تنقل المنتخبات الوطنية والأندية الجزائرية إلى الخارج تتكفل بها وزارة الشباب والرياضة ولم يتم طرح مشكل المصاريف لأي اتحادية». وبخصوص الحجز كشف «جباب» بأن وزارة الشباب والرياضة وعلى لسان الوزير»الهادي ولد علي» تعهدت بضمان الحجز في سفرية العودة للبعثة المشاركة في البطولة العالمية مع الخطوط الجوية الجزائرية التي دائما ما تجد الحلول اللازمة في مثل هذه الحالات. «جباب» أكد بأن رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية «إيزم» كان بإمكانه الحديث مع رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى لإقناعه بتسريح الرياضيين الثلاثة الذين قرروا المشاركة في البطولة الإفريقية لألعاب القوى للأواسط التي ستقام بتلمسان، بعدما اتخذها حجة من الحجج على حد قوله لعدم التنقل والمشاركة في البطولة العالمية. كما أوضح المدير العام للرياضات بأن الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية طرحت مشكل الإيواء وتم حله في الحين بعدما اتصلوا بمدير مركز تحضير المنتخبات الوطنية بالسويدانية «شباح» وتنقل الوفد الرياضي المدرسي للمبيت هناك، مشددا بأن الوزارة تقف دائما مع الرياضة الجزائرية ولا تدير لها ظهرها، وأعطى مثالا قائلا، «رغم أن الاتحادية الجزائرية للمبارزة لم تعقد بعد جمعيتها العامة لانتخاب رئيس جديد للعبة، إلا أن كل المنتخبات الوطنية للمبارزة شاركت في كل المنافسات الدولية، وهو ما يبين حسن نوايا الوزارة التي تهتم بالرياضة الجزائرية وبرياضييها مهما كانت الظروف».