يعكس التزويد بالغاز وإيصال الكهرباء للمنازل نسبة التطور للبلد، من خلال ارتفاع نسبة التغطية بشكل كبير منذ الاستقلال، بفضل السياسات المنتهجة في مجال الطاقة من حيث الاستغلال والاستهلاك، بالإضافة إلى المخططات التي وضعتها الدولة لتحقيق الرفاهية وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، من خلال ربط القرى البعيدة والمداشر بأنابيب الغاز وخطوط الكهرباء. بعد مرور 55 سنة من الاستقلال، تغيرت حياة المواطنين كثيرا بعد إدخال غاز المدينة إلى المنازل، والذي لم يقتصر على المدن والولايات الكبرى، بل امتد إلى القرى البعيدة والمداشر، وحسب الإحصائيات، تملك الجزائر نظاما كهربائيا يتكون من 50 محطة كهربائية، ومن شبكة نقل مترابطة تغطي شمال البلاد من الشبكات المعزولة التي تمون مناطق الجنوب البعيدة عن الشبكة المترابطة. وقد ارتفعت القدرة الإنتاجية من الكهرباء على سبيل المثال إلى “الضعف تقريبا” لسد الطلب المحلي المتزايد، من ثمانية آلاف ميغاواط إلى 19 ألفا ضمن خطة خلال الخماسي 2010 -2014، كما وضعت الجزائر في مجال طاقة الكهرباء برنامج تطوير شبكة نقل الكهرباء في آفاق 2020 يتضمن إنجاز حوالي 19500 كلم من الخطوط، وفيما يتعلق بمحطات التحويل هناك حوالي 320 محطة جديدة بطاقة تحويل إجمالية تقدر ب 39500 ميغافولط. ولم تخل المخططات الخماسية على امتداد العقود الزمنية من مخططات في مجال التزويد بالكهرباء والغاز للجزائريين، عبر مختلف مناطق البلاد بداية بالمدن الكبرى حيث الكثافة السكانية العالية، ثم المدن البعيدة، وصولا إلى أعالي الجبال حيث القرى والمداشر، التي استفادوا من التغطية في هذا المجال، وما فتئت نسبة هذه الأخيرة ترتفع سنة بعد أخرى، وقد تحسس المواطنون هذا التحول في حياتهم اليومية، ما وضع حدا للعناء الذي تكبدوه باستعمال الوسائل التقليدية لسنوات طوال. تزويد 1،5 مليون مشترك جديد بالكهرباء و2 مليون مشترك بالغاز الطبيعي 2019 وتبرز الأرقام المتعلقة بالخماسيين الأخيرين النسبة الكبيرة التي بلغتها تغطية المنازل بالغاز والكهرباء، حيث تم خلال الخماسي 2010 - 2014، توصيل 2 مليون بيت بشبكة الغاز الطبيعي، وتزويد 220 ألف منزل بالطاقة الكهربائية. فقد ارتفع استهلاك الكهرباء في الجزائر بنسبة 13بالمائة ليناهز 9463 ميغاواط سنة 2012، وفق بيانات شركة سونلغاز. وبالنسبة للخماسي الجاري 2015-2019 فقد تم تزويد 1،5 مليون مشترك جديد بالكهرباء و2 مليون مشترك بالغاز الطبيعي،مع إطلاق مشاريع لتعزيز قدرة توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى برنامج واسع للطاقات المتجددة، وكذا دخول 23 محطة ضوئية وبرمجة إنجاز محطة لطاقة الرياح، لتنويع مصادر الطاقة وتنويع استهلاكها من قبل المواطنين. ولا بد من الإشارة إلى أن الجزائر تصبو إلى وضع نموذج طاقوي متنوع، انطلاقا من الغاز الطبيعي، من خلال البحث واستغلال الطاقات المتجددة، ولها برنامج طموح يمتد إلى 2030، وقد شرعت في تطبيق برنامج وطني لتطوير الأخيرة يصبو إلى تركيب 22 ألف ميغاواط، وقد تمكن القائمون على المشروع من إنجاز 400 ميغاواط من الطاقات الهجينة من محطة حاسي الرمل جنوبالجزائر، حسب تصريحات وزير القطاع. الجدير بالذكر، أن أول مشروع للطاقات المتجددة في الجزائر تجسد في حاسي الرمل بإنشاء محطة هجينة لإنتاج الكهرباء، (تجمع بين الشمس والغاز)، كما تمكنت مؤسسة سونلغاز من ربط 1000 عائلة في 20 قرية منتشرة في جنوبالجزائر بالكهرباء الشمسية، بعد أن تم تزويد مساكنهم بالعتاد اللازم لاستغلال الطاقة الشمسية، التي ستغطي حاجة الجزائر التي ترتفع سنة بعد سنة.