كرمت زاوية سيدي حسن حفظة القرآن الكريم، حيث حملت الدفعة اسم الشيخ عثامنة عثمان الذي انتقل الى رحمة الله سنة 1984، وهو من مواليد عام 1916 بدوار اولاد حناش دائرة رأس الوادى ولاية برج بوعريريج خريج جامعة الزيتونة بتونس بشهادة التحصيل العامة شغل في اواخر عام 1953، اماما ومدرسا بمسجد الثلاثاء بدوار اولاد حناش التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني عام 1955، إذ كان احد الأعضاء البارزين في اللجنة الخماسية لدوار اولاد حناش واستمر كذلك الى ان اعتقلته السلطات الاستعمارية في شهر فبراير 1960، وزجّ به في سجن بريكة الذي مكثّ به حتى الاستقلال. حفظ القرآن واخذ مبادى علوم اللغة والفقه والحديث والسيرة وفي تمقرة جمعته با لشيخ الطاهر آيت علجت صداقة شجعتهما على الذهاب الى قسنطينة فقضيا بها سنوات يحضران حلقات الدرس التي كان الامام ابن باديس يلقيها بمسجد سيدي لخضر وقد زاملها في الشيخ عبد الله بلكعلول والشيخ محمد بن بالي خبابة. وبين سنتي 1942 و1943م سافر الشيخ عثمان والشيخ الطاهر للدراسة في الزيتونة بتو نس فالتقيا في هذه السفرة مع مولود قاسم والشيخ احمد حماني وتوفيق المدني ومحمد نور وعكفوا على طلب العلم الى ان تخرجوا بشهادة التحصيل. وفي بداية الخمسينات، رجع الشيخ عثمان مع رفيقه الشيخ الطاهر الى قسنطينة فعينتهما جمعية العلماء للتدريس بمدينة مغنية مدة سنة ثم رجعا للتدريس بزاوية تمقرة، حيث مكث الشيخ عثمان بها مدة قاربت الأربع سنوات يعلم العلم لطلبتها ويربيهم على مبادى جمعية العلماء وينشئهم على نهجها الديني الاصلاحي وتوجهها الوطني التحريري ولما اندلعت ثورة التحرير كان العقيد عميروش كثير التردد على زاوية تمقرة لما وجد بين معلميها وطلبتها من الاستجابة لتعبئة الثورة والجهاد المسلح فشرعت قوات الأمن الفرنسية تضع عيونها على الزاوية وتتابع نشاط من فيه اذا شعر الشيخ عثمان بخطورة الوضع الأمني فرجع في اوائل سنة الف وتسعمائة وخمسة وخمسون الى قرية تقلعيت بدوار العثامنة فجعل من كتاب قرية الثلا ثاء جامعا لتعليم القرآن وإمامة المصلين والقيام على شؤونهم الدينية والاجتماعية وفي هذه الآونة كان يتردد ايضا على قرية سيدي حسن فيجتمع اليه بعض ابناء القرية في بيت لال ابن النية يتلقون منه دروسا في قواعد اللغة والفقه وفي االسيرة واخلاق والمحفوظات والاناشيد الوطنية ومع تكون الطليعة الاولى لثورة التحرير بناحية تقلعيت لم يتردد الشيخ عثمان في تولي مسؤولية الجنة الخماسية للقرية فجعل من دور لعثامنة المركز لثورة التحرير بقرية تقلعيت يلتقي فيه مسؤولو الثورة وجنود جيش التحرير ويستشفى فيه منهم المرضى والجرحى. وفي الف وتسعمائة وسبعة وخمسون ألقت قوة لاحتلال القبض على عثمان فتعرض للتعذيب في معتقل الجرف ببلدية سلمان ولاية المسيلة ثم افرج عنه واجبر على الاقامة بمدينة المسيلة ولما كانت صلاته بمسجد زاوية سيدي بوجملين قدمه المصلون فكان لهم اماما ومرشدا الى غاية توقيف القتال.